بعد انطلاق مناورات "بحر الصداقة".. تعرف على القدرات البحرية لمصر وتركيا

انطلقت، الاثنين، فعاليات المناورات العسكرية البحرية "مناورات بحر الصداقة"، بين مصر وتركيا، في شرق البحر المتوسط، وتستمر حتى 26 سبتمبر، بهدف تطوير العلاقات وتعزيز العمل المشترك بين البلدين.

تجرى المناورات المشتركة، التي توقفت لمدة 13 عاماً، بين أكبر قوتين بحريتين في المنطقة، إذ تحتل تركيا المرتبة العاشرة عالمياً وفق ترتيب موقع WDMMW، المختص بتصنيف القدرات البحرية حول العالم، فيما تحتل مصر المرتبة الـ13 عالمياً، والأولى عربياً في ترتيب أقوى بحرية عالمياً.

ويعتمد تصنيف موقع WDMMW، للقوى البحرية حول العالم، على القوة القتالية الإجمالية بناءً على جودتها والتنوع في المخزون العسكري، فضلاً عن التحديث، والدعم اللوجستي، وقدرات الهجوم والدفاع، فما هي القدرات البحرية لكل من تركيا ومصر؟

تمتلك تركيا نحو 90 منصة بحرية تتنوع بين الفرقاطات، والمدمرات، والغواصات، لكنها لا تمتلك حاملات طائرات مأهولة حتى الآن، وأعلنت عن رغبتها في بناء حاملة طائرات محلية الصنع، والتي قد يبدأ العمل بها قريباً، بحسب موقع Naval news المتخصص في أخبار الأسلحة البحرية.

في المقابل تملك مصر ترسانة كبيرة من الأصول البحرية العسكرية، تتخطى 100 منصة تتنوع بين الفرقاطات، والمدمرات، وحاملتي طائرات مروحية، وغواصات متطورة.

البحرية المصرية.. الأقوى عربياً

تتولى البحرية المصرية، وهي أقوى بحرية عربياً، حماية أكثر من 2000 كيلومتر من السواحل على البحرين الأبيض المتوسط ​​والأحمر، بالإضافة إلى قناة السويس.

وتمتلك مصر حاملتي طائرات مروحية، و8 غواصات، و13 فرقاطة، و7 كورفيتات Corvettes (أصغر من الفرقاطة وأكبر من الزورق)، و14 سفينة لحرب الألغام، و48 سفينة دورية، بالإضافة إلى 9 سفن هجوم برمائية، بحسب موقع WDMMW.

وأفادت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، بأن مصر تمتلك كوكبة مميزة من المنصات البحرية أبرزها الفرقاطات Fincantieri Bergamini، وMeko A-200.

وتبلغ إزاحة الفرقاطة Bergamini عند التحميل الكامل نحو 6500 طن، ويبلغ طولها الإجمالي 144 متراً، وتتجاوز سرعتها القصوى 27 عقدة، وفق موقع الشركة المصنعة Fincantieri.

وتتميز الفرقاطة المصرية بقدرات الحرب المضادة للغواصات، ونظام إدارة قتال متطور، وسونار مثبت على القوس، ونظام إطلاق طوربيد، ونظام صاروخي مضاد للغواصات، وصواريخ أرض أرض، ونظام إطلاق عمودي، كما جرى تزويدها بنظام إطلاق طوربيدات وهمية، وسونار ذي عمق متغير، وتدابير مضادة إلكترونية.

وتعاقدت مصر على شراء 4 فرقاطات من طراز Meko A-200 من ألمانيا، وفق وزارة الدفاع المصرية.

وأعلنت وزارة الدفاع المصرية في ديسمبر 2023، التصنيع المشترك للفرقاطة Meko A-200 الشبحية، في حوض بناء السفن بالإسكندرية.

يبلغ طول الفرقاطة Meko A-200 الشبحية 121 متراً، وعرضها 16.34 متراً، بسرعة قصوى تبلغ 27.5 عقدة بحرية، ويشمل تسليح الفرقاطة مدفع رئيسي ثقيل عيار 127 ملم من طراز Leonardo، وقدرة على حمل 32 صاروخ دفاع جوي من طراز Mica NG، و16 صاروخاً من طراز X SSM، ومدفع خفيف 20 ملم، وطوربيدات خفيفة طراز MU 90، وطوربيدات ثقيلة طراز Seahake، وقذيفتين للأعماق السطحية طراز Leonardo، مع إمكانية حمل طائرتين مروحيتين.

حاملتا طائرات عبد الناصر والسادات

تمتلك القوات البحرية المصرية حاملتي المروحيات الفرنسية من طراز Mistral، ويبلغ طول الأولى "جمال عبد الناصر" 199 متراً، وعرضها 32 متراً، وسرعتها 18.5 عقدة، وارتفاعها 85 متراً، ومدى إبحارها 30 يوماً بمسافة 18 ألف كيلومتر.

وتنقسم Mistral إلى 12 سطحاً، منها 5 لتحميل الطائرات، ومركبات القتال، ويمكنها حمل 35 مركبة مدرعة بحمولة 13 طناً للمركبة، ويعادل محيط السطح تقريباً محيط ملعب كرة قدم.

وتبلغ إزاحة حاملة الطائرات "أنور السادات" نحو 21.5 ألف طن، وهي ذات قدرة على نقل 16 مروحية ثقيلة هجومية، أو 35 مروحية خفيفة، بالإضافة إلى 70 مركبة قتالية، متضمنة 13 دبابة قتال رئيسية.

وتمتلك القدرة على مقاومة التشويش الإلكتروني، ورصد الأهداف ذات المقطع الراداري المنخفض كالصواريخ الجوالة.

الغواصة Type 209/1400 

وبخلاف حاملتي الطائرات المروحية، تمتلك مصر غواصات متطورة، بينها الغواصات ألمانية الصنع Type 209/1400، وهي غواصة هجومية تعمل بالديزل والكهرباء، طورتها شركة thyssenkrupp Marine Systems.

 وتتميز بموثوقية عالية، إذ يمكنها البقاء مغمورة لفترة طويلة، وهي سريعة، ويصعب تحديد موقعها بفضل بصماتها المنخفضة.

وتُعد الغواصة أحدث نسخة من عائلة HDW Type 209، حيث تم بناء أكثر من 60 غواصة، أو التعاقد على تصنيعها لمختلف الدول حول العالم.

ويبلغ طولها نحو 62 متراً، وقطرها نحو 6.2 أمتار، والإزاحة نحو 1450 طناً، والإزاحة مغمورة نحو 1600 طن، مع طاقم يتكون من 30 شخصاً.

وتحتوي الغواصات المصرية على أنابيب طوربيد 8×21 بوصة، وهي قادرة على حمل وإطلاق ما يصل إلى 14 صاروخاً وطوربيداً، بالإضافة إلى نشر الألغام البحرية، وفق موقع Sea forces.

ويمكن تزويد الغواصة بطوربيدات DM2A4 SeaHake mod 4، وصواريخ UGM-84L Harpoon Block II.

القدرات البحرية التركية

تسعى تركيا بكل قوة للاستثمار في القدرات البحرية محلية الصنع، لبناء أسطول ضخم ربما يضم قريباً أول حاملة طائرات مأهولة.

وأعلنت البحرية التركية، خلال العام الجاري، عن بناء 3 سفن حربية جديدة، بناء على تصاميم محلية، وفق موقع Defense News.

ستبني تركيا غواصة، وحاملة طائرات، والمدمرة المخصصة للدفاع الجوي TF-2000.

ومع الأعمال الجديدة التي أعلنت عنها أنقرة، يرتفع إجمالي عدد السفن الحربية التركية قيد الإنشاء إلى 31 سفينة.

وحتى بناء السفن الجديدة، ودخولها الخدمة مع القوات البحرية التركية، تمتلك أنقرة 90 منصة بحرية، تتكون من حاملة مروحيات واحدة، و13 غواصة، و17 فرقاطة، و9 طرادات، و11 سفينة لحرب الألغام البحرية، و34 سفينة دورية، و5 سفن هجوم برمائية، بحسب موقع  WDMMW.

الفرقاطة إسطنبول

قالت شركة STM التركية، المصنعة للفرقاطة TCG Istanbul، إنه جرى تسليمها إلى قيادة القوات البحرية التركية، في حفل أقيم في 19 يناير 2024.

وتعتبر الفرقاطة مُحسَّنة لأداء مهام الحرب المضادة للغواصات، والسفن السطحية والجو، بالإضافة إلى مهام الاستخبارات، والمراقبة، والاستطلاع، والإنذار المبكر. 

ويبلغ طول الفرقاطة المحلية TCG İstanbul نحو 113 متراً، وعرضها 14.4 متراً على التوالي. 

وجرى تطوير الفرقاطة ضمن برنامج MILGEM للسفن الحربية المحلية، وهي نسخة مطورة من الطراد المضاد للغواصات من فئة Ada، وفق Naval News.

وتتميز فرقاطات I Calss بسعة وقود أكبر بنسبة 50% تقريباً عن فئة Ada، بالإضافة إلى مدى تشغيلي وإبحار أكبر.

وزودت تركيا الفرقاطة بصاروخ ATMACA المضاد للسفن، ونظام الإطلاق العمودي MİDLAS من شركة Roketsan، ونظام Gökdeniz للأسلحة الجوية القريبة، ورادار Cenk-S AESA من شركة ASELSAN، ونظام ADVENT لإدارة القتال الذي طورته شركة HAVELSAN تحت إشراف قيادة القوات البحرية.

وشارك في المشروع 220 شركة، بما في ذلك 80 مقاولاً فرعياً يعملون على توريد أكثر من 150 نظاماً.

الغواصة Reis

دخلت أول غواصة تركية محلية الصنع من فئة Reis، تحت مسمى Piri Reis الخدمة مع البحرية التركية العام الماضي.

ويُعد مشروع غواصات فئة Reis بالغ الأهمية للبحرية التركية، إذ تمتلك أسطولاً من 13 غواصة، هي غواصة فئة Reis، و4 غواصات من فئة Ay، و4 غواصات من فئة Preveze، و4 غواصات من فئة Gür، وجميعها تعمل بالديزل والكهرباء.

وبحلول عام 2029، ستشغل تركيا 6 غواصات هجومية من فئة Reis، مزودة بنظام الدفع المستقل عن الهواء (AIP)، بحسب موقع  Naval News.

ويبلغ طول الغواصة 68.35 متراً، وقطرها الخارجي 6.3 أمتار، وإزاحتها 1850 طناً، وقدرتها الاستيعابية 40 فرداً.

وستنشر الغواصات طوربيدات ثقيلة الوزن MK48 Mod 6AT، وصواريخ مضادة للسفن Sub-Harpoon، وألغاماً، ومن المتوقع تزويدها بطوربيد ثقيل الوزن محلي الصنع من طراز Akya، وصاروخ مضاد للسفن من طراز Atmaca.

وستتمكن غواصة فئة Reis من أداء مهام متنوعة، بداية من عمليات المياه الساحلية، وصولاً إلى دوريات المحيطات، بما في ذلك عمليات مضادة للسطح والغواصات، ومهام الاستخبارات، والمراقبة، والاستطلاع، وعمليات القوات الخاصة.

حاملة المروحيات

دخلت حاملة الطائرات المروحية TCG Anadolu الخدمة مع البحرية التركية في العام 2023، لتكون أكبر سفينة حربية في البلاد.

وتُصنف Anadolu كسفينة هجوم برمائية، لكن المسؤولين الأتراك يشيرون إلى استخدامها أيضاً كحاملة لأنواع مختلفة من الطائرات المسيرة المسلحة، وفق موقع The War Zone.

وتتميز حاملة المروحيات بتصميم نموذجي لمنصة هبوط الطائرات المروحية، مع سطح طيران كبير في الأعلى، وصُممت السفينة لإسقاط القوات على الشاطئ أثناء هجوم برمائي باستخدام المروحيات، وسفن الإنزال، والمركبات المدرعة الخفيفة والثقيلة. 

ويبلغ طولها 232 متراً، وعرضها 32 متراً، وغاطسها 6.8 أمتار، وإزاحتها تزيد على 27400 طن، وتتسع لجنود ومركبات متنوعة، بما في ذلك الطائرات المسيرة. 

ويضم الطاقم 30 ضابطاً، و231 بحاراً مجنداً، ويمكنها نقل 13 دبابة، و27 مركبة هجومية برمائية، و6 ناقلات جند مدرعة، و33 مركبة مدرعة خفيفة وثقيلة متنوعة. كما تستطيع حمل ما يصل إلى 6 سفن إنزال من أنواع مختلفة في رصيفها.

القاهرة وأنقرة.. تعاون عسكري

ومنذ تحقيق المصالحة بين البلدين بعد قطيعة استمرت نحو عقد، بدأت تركيا ومصر تعاوناً عميقاً في مجالات عدة، أبرزها التعاون العسكري.

 وفي 27 أغسطس، وقَّعت القاهرة وأنقرة، اتفاقاً للتصنيع المشترك للطائرات المسيّرة ذات الإقلاع والهبوط العمودي (VTOL-UAVs).

وذكر السفير التركي في القاهرة صالح موتلو شن، عبر حسابه على منصة "إكس" أنه جرى توقيع الاتفاق بين شركة هافيلسان التركية لتقنيات الدفاع والهيئة العربية للتصنيع في مصر، "مما يُمثل علامة فارقة في التعاون الصناعي والدفاعي الثنائي".

وهنأ السفير التركي الجانبين على "هذا الإنجاز" واعتبره "فصلاً جديداً في تعزيز التعاون بين أنقرة والقاهرة"، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تعكس الثقة والتآزر المتناميين بين البلدين في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والتصنيع الدفاعي.