
كشفت شركة Radia الأميركية عن طائرة WindRunner، التي تُعد أكبر طائرة شحن عسكرية في العالم، خلال مؤتمر الجو والفضاء والأمن السيبراني 2025، والتي صُممت خصيصاً بهدف سد فجوة النقل الجوي الكبيرة التي تواجه وزارة الدفاع "الحرب" الأميركية وحلف شمال الأطلسي "الناتو".
وذكرت الشركة الأميركية في بيان عبر موقعها الإلكتروني، أنه تم تحسين الطائرة من حيث الحجم، وليس الوزن فقط، لتتمكن من نقل أنظمة جاهزة للعمل بشكل كامل إلى مواقع نائية أو متدهورة، مما يسرّع تنفيذ مفهوم النشر القتالي المرن (Agile Combat Employment – ACE) ويوفر للقوات المشتركة خيارات أكثر.
وقال مارك لوندستروم، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Radia: "القدرة الاستراتيجية على الحركة تمنح الوقت والمساحة للقوات".
وأضاف لوندستروم أنه "تم تصميم طائرة WindRunner لنقل الأنظمة الكاملة، مثل الرادارات بعيدة المدى، والطائرات ذات المراوح القابلة للتعديل (Tiltrotors)، والطائرات القتالية التعاونية (CCAs)، والمستشفيات المتنقلة، وغيرها من المعدات المعقدة وفائقة الحجم، دون تفكيك أو الحاجة إلى بنية تحتية خاصة، ودون إبطاء العمليات. نحن لا نستبدل الأساطيل التي حملت الأعباء لعقود، بل ندعمها بقدرة تشغيلية تجارية جاهزة يمكن توجيهها سريعاً عند الحاجة، لخدمة وزارات الدفاع حول العالم".
قدرات شحن ضخمة
يبلغ حجم المحتويات القابلة للنقل في WindRunner نحو 7 أضعاف حجم طائرة C-5 الأميركية الضخمة، و12 ضعف حجم طائرة C-17، ما يتيح تسليم الأنظمة الكاملة جاهزة للتشغيل عند الوصول.
وتنقل الطائرة التي تطورها شركة Radia الحمولات الجاهزة للمهمة بالكامل، مثل 6 طائرات CH-47 Chinook بدون أي تفكيك أو إعادة تجميع.
ويمكن للطائرة WindRunner إجراء عمليات خاصة للتسليم المباشر، وهي الطائرة الوحيدة ذات الحجم الضخم التي يمكنها حمل 4 طائرات من طراز CV-22 Ospreys مباشرة إلى القتال.
وتستطيع أيضاً تسليم المقاتلات وتخفيف العبء عن الناقلات، مع قدرة على نقل 4 طائرات من طراز F-16، أو 4 طائرات من طراز F-35C دون الحاجة إلى التزود بالوقود جواً.
كما يمكنها حمل 12 طائرة مروحية من طراز "أباتشي" (Apache)، مقارنة بمروحيتَي فقط على طائرة C-17 الأميركية.
دعم العمليات العسكرية
توفر طائرة WIndRunner دعماً لقوة الفضاء، إذ تتيح قدراتها تعزيز التحركات العسكرية والاستجابة لمتطلبات المعركة خلال ساعات بدلاً من أيام.
ويمكن للطائرة الإقلاع والهبوط على مسافات قصيرة من مدارج غير ممهدة بطول يقدّر بنحو 1800 متر، والوصول إلى مواقع نائية أو متضررة من العواصف لا تستطيع الطائرات التقليدية الوصول إليها.
وتُعتبر طائرة WIndRunner متوافقة تماماً مع المعدات الأرضية القياسية؛ لذا لا حاجة لمعدات تحميل خاصة أو مرافق مصممة خصيصاً، إذ تنقل الأنظمة الكاملة بسرعة أكبر، ما يقلل من التعقيد التشغيلي والتكلفة والتعرض للخطر أو الهجوم.
وتستهدف الشركة المصنعة إجراء أول رحلة جوية للطائرة WindRunner بحلول نهاية العقد الجاري.
وتعتبر الطائرة مناسبة لدعم القتال، وحركة القوات ضمن "الناتو" والحلفاء، والعمليات في القطب الشمالي، والاستجابة السريعة للحالات الإنسانية والكوارث.
وصُممت WindRunner لتُكمل أساطيل النقل الجوي القديمة، لكنها ضرورية، من خلال تعزيز تأثيرها الاستراتيجي، مع سد فجوة حاسمة في نقل الشحنات فائقة الحجم.
وتساعد WindRunner في ضمان حرية المناورة عبر مناطق المحيطين الهندي والهادئ، والقطب الشمالي، وأوروبا.
مميزات عسكرية خاصة
في مايو 2025، وقعت Radia اتفاقية تعاون في مجال البحث والتطوير مع قيادة النقل الأميركية لدراسة تطبيقات الشحنات فائقة الحجم، وفقاً لموقع Army Recognition.
وأشادت لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي بهذا العمل، مشيرة إلى افتقار "البنتاجون" إلى القدرة على نقل الشحنات التي تتجاوز 300 قدم.
وأبدت دول "الناتو" المشاركة في برنامج الحل الاستراتيجي للنقل الجوي الدولي اهتماماً بالمشروع.
ويمكن إضافة ميزات عسكرية لاحقاً مثل التزود بالوقود في الجو، لكن الأولوية هي تشغيل الطائرة بحلول عام 2030 لتلبية المتطلبات المحددة.
وبدأت طائرة WindRunner كمشروع مدني يهدف إلى نقل شفرات توربينات الرياح التي يزيد طولها على 100 متر ضمن مبادرة GigaWind التابعة لشركة Radia.
وتصف شركة Radia طائرة WindRunner بأنها منصة مزدوجة الاستخدام، مناسبة لتطبيقات الدفاع والطاقة والفضاء والاستجابة للطوارئ.