حاملة طائرات صينية تستعرض نظام إطلاق مقاتلات لا تملكه سوى أميركا

time reading iconدقائق القراءة - 6
حاملة الطائرات من طراز 003 "فوجيان" تخضع حالياً للتجارب البحرية قبل أن تدخل الخدمة مع البحرية الصينية. - armyrecognition.com
حاملة الطائرات من طراز 003 "فوجيان" تخضع حالياً للتجارب البحرية قبل أن تدخل الخدمة مع البحرية الصينية. - armyrecognition.com
دبي-الشرق

أفادت وسائل إعلام رسمية صينية بأن أحدث وأكبر حاملة طائرات صينية نجحت في استخدام نظامها الكهرومغناطيسي المتطور لإطلاق الطائرات، إذ تمكنت من إطلاق 3 أنواع مختلفة من الطائرات، فيما اعتُبر إنجازاً تكنولوجياً كبيراً في تطوير قدرات البحرية الصينية.

وبث التلفزيون المركزي الصيني CCTV لقطات للمرة الأولى تظهر المقاتلة الشبحية من الجيل الخامس  J-35، والمقاتلة من الجيل 4.5 J-15T، وطائرة الإنذار المبكر والسيطرة KJ-600، وهي تقلع من على متن حاملة الطائرات "فوجيان" باستخدام نظام الإقلاع الكهرومغناطيسي المعروف باسم EMALS.

وأشادت وسائل الإعلام الصينية بهذه التجارب، ووصفتها بأنها "اختراق جديد" في تطوير حاملات الطائرات، و"محطة بارزة" في مسار تحديث البحرية الصينية، بحسب شبكة CNN الأميركية.

ولا يمتلك هذا النظام سوى حاملة طائرات أميركية واحدة هي USS Gerald R. Ford (CVN-78)، التي اٌعتمدت لاستخدام EMALS رسمياً في عمليات الإقلاع والهبوط في ربيع عام 2022.

وفد أميركي في بكين

ويأتي هذا التطور في وقت يزور فيه وفد من الكونجرس الأميركي، بكين لإجراء محادثات تهدف إلى تعزيز التبادلات الثنائية، بما في ذلك الاتصالات العسكرية بين البلدين، في أول زيارة من نوعها منذ 6 سنوات.

وبحسب المحلل كارل شوستر، القائد السابق في البحرية الأميركية، فإن نجاح التجارب على متن "فوجيان"، والتي شملت الإقلاع باستخدام المقلاع الكهرومغناطيسي والهبوط بنظام الاعتراض، يعني أن عملية إدخال الحاملة إلى الخدمة الفعلية في أسطول البحرية الصينية (PLAN) قد لا تفصلها سوى أسابيع قليلة.

وأضاف أن المزيد من الشهادات والاختبارات متوقعة خلال الأشهر المقبلة، على أن تجري التجارب النهائية لمدى تكامل فوجيان مع سلاح الجو الصيني وقوة الصواريخ بحلول الربيع المقبل.

وبحسب CNN، يتيح نظام EMALS للطائرات الإقلاع بحمولة أكبر من الأسلحة والوقود مقارنة بحاملتي الصين السابقتين، شاندونج ولياونينج، اللتين تعتمدان على منصات إقلاع من نوع "منحدر التزلج"، ما يمنح فوجيان قدرة على ضرب أهداف من مسافات أبعد.

ويرى المحللون أن قدرة "فوجيان" على إطلاق طائرات أكبر مزودة بحمولات أثقل ولمسافات أطول، ستمنح البحرية الصينية مدى قتالياً أوسع بكثير من سابقاتها، ما يعزز ما يُعرف بقدرات "المياه الزرقاء" التي تسمح بالعمل بعيدا عن السواحل.

وتقول الشبكة إنه رغم أن النظام الجديد يضع "فوجيان" في مرتبة متقاربة مع حاملة الطائرات USS Gerald R. Ford، فإن هناك فارقاً مهماً، إذ أن الحاملة الصينية لا تعمل بالطاقة النووية مثل نظيراتها الأميركية، بل تعتمد على الوقود التقليدي، ما يعني أنها تحتاج للتزود بالوقود عبر موانئ أو ناقلات بحرية.

التواصل العسكري بين بكين وواشنطن

تزامناً مع هذا التطور، تكثف الصين وجودها العسكري وتتحرك بشكل أكثر حزماً في المياه الإقليمية من مضيق تايوان إلى بحر الصين الجنوبي والشرقي، ما يثير انتقادات متكررة من الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين مثل اليابان والفلبين.

وقال النائب الأميركي آدم سميث، كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، والذي يقود الوفد في بكين، إن العلاقة العسكرية بين واشنطن وبكين "مبعث قلق خاص".

وأضاف للصحافيين: "الصين هي الأسرع نمواً من حيث القوة العسكرية والنووية في العالم. والولايات المتحدة تمتلك أكبر جيش وأضخم ترسانة نووية. إن غياب التواصل المنتظم بيننا أمر خطير، لأنه قد يؤدي إلى سوء فهم وحسابات خاطئة تتسبب في مشكلات أكبر"، مشيراً إلى الحوادث المتكررة لاقتراب الطائرات والسفن من الجانبين بشكل خطير.

وأكد سميث: "نحتاج إلى حوار أفضل لتفادي هذه الاحتكاكات، ونريد أيضاً توسيع النقاش ليشمل الأسلحة النووية". 

كما أشار إلى أن التطورات السريعة في مجالات الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة والقدرات السيبرانية والفضائية تزيد من احتمالات سوء الفهم.

ووصل الوفد المكون من الحزبين إلى بكين، الأحد، حيث عقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين صينيين بارزين بينهم رئيس الوزراء لي تشيانج، ووزير الدفاع دونج جون، ونائب رئيس مجلس الدولة خه لي فنج، المسؤول عن المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة.

وخلال اجتماعه الاثنين مع الوفد الأميركي، دعا وزير الدفاع الصيني واشنطن إلى "إزالة العوامل المعرقلة والمقيدة"، واتخاذ خطوات بنّاءة وبراجماتية لتحسين العلاقات العسكرية بين البلدين، وفقاً للإعلام الصيني.

وتأتي هذه الزيارة بعد مكالمة هاتفية جرت الجمعة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينج، في إطار سلسلة من الاتصالات رفيعة المستوى بين الجانبين تمهيداً لقمة محتملة بين الرئيسين.

وقال ترمب عقب الاتصال إنه سيلتقي شي خلال قمة أبيك في كوريا الجنوبية الشهر المقبل، وإنه سيزور الصين مطلع العام المقبل، مضيفاً أن الجانبين اتفقا أيضاً على أن يزور الرئيس الصيني الولايات المتحدة "في الوقت المناسب".

تصنيفات

قصص قد تهمك