شركة سلاح أوروبية كبرى تحذّر من تهديد المسيّرات لخطوط الإنتاج

time reading iconدقائق القراءة - 4
أحد الموظفين بمجموعة تاليس (Thales Group) الفرنسية متعددة الجنسيات لتصميم وبناء أنظمة الطيران والدفاع والنقل والأمن. - https://www.thalesgroup.com/
أحد الموظفين بمجموعة تاليس (Thales Group) الفرنسية متعددة الجنسيات لتصميم وبناء أنظمة الطيران والدفاع والنقل والأمن. - https://www.thalesgroup.com/
دبي -الشرق

حذّرت إحدى أكبر شركات الدفاع الجوي في أوروبا من تزايد تحليق الطائرات المسيّرة فوق مصانعها السرية، مطالبة بوضع قواعد واضحة تتيح لها تعطيل هذه الطائرات أو إسقاطها عند الضرورة، حسبما ذكرت مجلة "بوليتيكو".

وقال آلان كيفران، المدير القُطري لشركة "تاليس بلجيكا" (Thales Belgium) إن "عدد الطائرات المسيّرة التي نرصدها بات أكبر مما كان عليه قبل بضعة أشهر"، مشيراً إلى عمليات رصد فوق موقع الشركة في "إيفنييه فورت" بمنطقة لييج شرقي البلاد، وهو المنشأة البلجيكية الوحيدة المصرّح لها بتجميع وتخزين المتفجرات المستخدمة في صواريخها من عيار 70 ملم.

وتأتي تصريحات كيفران وسط تقارير متزايدة عن نشاط الطائرات غير المأهولة خلال الأسابيع الماضية في دول مثل بولندا ورومانيا وألمانيا والنرويج والدنمارك، بعضها روسي المنشأ، بينما يصعب تحديد مصدر البعض الآخر، وفق "بوليتيكو".

ورداً على هذه التطورات، فرضت كوبنهاجن الأسبوع الماضي حظراً مؤقتاً على تحليق الطائرات المسيّرة، فيما أطلق حلف شمال الأطلسي (الناتو) برنامجاً جديداً باسم "الحارس الشرقي" (Eastern Sentry) لمعالجة الثغرات الحرجة في أنظمة الدفاع الجوي للحلف.

وأضاف كيفران: "نحن قلقون من هذه التطورات"، موضحاً أن الشركة تسابق الزمن لمضاعفة قدرتها الإنتاجية من صواريخ FZ275 غير الموجهة والموجهة بالليزر إلى 70 ألف صاروخ خلال الأعوام المقبلة، شرط وجود طلب واضح.

وأشار إلى أن الشركة متعددة الجنسيات تبذل "جهوداً ضخمة" لتركيب أنظمة رصد في جميع منشآتها، لافتاً إلى أنها قادرة على استخدام أجهزة تشويش لحجب الإشارة التي تتحكم بالطائرات المسيّرة وإسقاطها، "لكننا لا نملك الإذن القانوني للقيام بذلك"، ومن المخاوف المرتبطة بإسقاط الطائرات المسيّرة احتمال تسببها بأضرار مادية أو إصابات عند سقوطها.

ودعا كيفران السلطات البلجيكية إلى تحديد "الإجراءات المناسبة" للتعامل مع مثل هذه الحالات، بما في ذلك توضيح نطاق مسؤوليات الشرطة ومهام الشركات. منبهاً إلى أنه "يجب توضيح الآلية. إنها مشكلة علينا جميعاً مواجهتها".

طلب متزايد على الصواريخ

ومضى كيفران يقول إن "تاليس بلجيكا" تشهد "طلباً غير مسبوق" على صواريخها مع سعي "الناتو" لتعزيز قدراته الدفاعية الجوية، منوهاً إلى أن الجزء الأكبر من الإنتاج الحالي يُرسَل إلى أوكرانيا.

وتُستخدم الصواريخ المصنعة في موقعي "هيرستال" و"إيفنييه فورت" ضد الطائرات المسيّرة، إذ تستهدف النسخة الموجهة بالليزر الطائرات الكبيرة وعالية الارتفاع مثل المسيّرات إيرانية الصنع من طراز "شاهد"، بينما تطلق النسخ غير الموجهة آلاف الكرات الفولاذية عند الانفجار لتدمير أسراب المسيّرات الصغيرة ومنخفضة الارتفاع.

وفي الأسابيع الأخيرة، واجه "الناتو" انتقادات حادة بسبب تعامله مع اختراقات جوية استخدمت فيها طائراته صواريخ باهظة الثمن لاعتراض طائرات روسية بدائية مصنوعة من الخشب لا تتجاوز كلفة الواحدة منها 10 آلاف دولار.

اقرأ أيضاً

"جدار المسيّرات".. درع الناتو الحديدي بوجه موسكو

الناتو يعزز جناحه الشرقي عبر مشروع "جدار المسيّرات" الذي يدمج المسيّرات والدفاع الجوي بالذكاء الصناعي، بدعم فرنسي ألماني وتمويل أوروبي ضخم.

واستطرد كيفران قائلاً إن الشركة تلقّت عشرات الطلبات بعد حادثة الاختراق في بولندا، نظراً لأن صواريخها ذات المدى البالغ 8 كيلومترات تتوافق مع معايير "الناتو" ويمكن دمجها بسهولة على الأنظمة الموجودة، مضيفاً: "إنها حل جاهز للتعامل مع أنواع متزايدة من الأهداف".

وتُعد ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبولندا من أبرز عملاء الشركة داخل "الناتو"، التي تقول إن صواريخها أرخص بأربع مرات من البدائل المتاحة في السوق.

لكن لتلبية هذا الطلب، شدد كيفران على ضرورة أن يساعد الاتحاد الأوروبي القطاع الدفاعي في تجاوز عقبة أخرى، وهي إنشاء هيئة تنسق المشاريع والطلبيات المشتركة عبر الحدود بين الشركات والحكومات.

ولا يسمح القانون الأوروبي بتمويل إنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية بشكل مباشر، لكنه أطلق عدداً من المبادرات لتسهيل عمليات الشراء الجماعي للدول الأعضاء، من بينها برنامج قروض التسليح المعروف باسم (SAFE) بقيمة 150 مليار يورو.

تصنيفات

قصص قد تهمك