كوريا الشمالية تكشف عن طائرتين مسيرتين بعيدتي المدى

time reading iconدقائق القراءة - 5
قاعدة كالما الجوية في كوريا الشمالية تُبرز طائرتي Saebyeol-4 وSaebyeol-9 المسيرتين. - (مصدر الصورة: KCNA)
قاعدة كالما الجوية في كوريا الشمالية تُبرز طائرتي Saebyeol-4 وSaebyeol-9 المسيرتين. - (مصدر الصورة: KCNA)
دبي -الشرق

عرضت كوريا الشمالية مرة أخرى طائرتها الاستطلاعية المسيرة من طراز Saebyeol-4 وطائرة الهجوم المسيرة من طراز Saebyeol-9 في قاعدة كالما الجوية، خلال فعاليات الذكرى الثمانين لتأسيس القوات الجوية الكورية في 28 نوفمبر الماضي.

ويُظهر العرض أن الأنظمة الجوية غير المأهولة طويلة المدى، المصممة على غرار طائرات RQ-4 Global Hawk وMQ-9 Reaper الأميركية، أصبحت الآن جزءا أساسياً من القدرات الجوية لبيونج يانج وحملاتها الدعائية، وفقاً لموقع Army Recognition.

وعُرض النظامان في وضعيات تشغيلية، مما يؤكد أن بيونج يانج تُعامل الآن طائرتي المراقبة والهجوم المسيرة طويلة المدى؛ كأدوات في الخطوط الأمامية بدلاً من كونها مجرد نماذج تجريبية.

ويبدو أن طراز Saebyeol-9 هو النموذج الأكثر تقدماً الذي عرضته بيونج يانج. وظهرت هذه الطائرة للمرة الأولى علناً في عام 2023، إلا أنه تم التعرف عليها سابقاً من خلال صور الأقمار الاصطناعية في عام 2022.

وتعكس الطائرة الكورية الشمالية الأبعاد الكلية لطائرة MQ-9 Reaper، إذ يبلغ طولها حوالي 9 أمتار وطول جناحيها نحو 20 متراً، وتدل النقاط الصلبة المثبتة أسفل الأجنحة على إمكانية الطائرة حمل ذخائر جو-أرض أو حمولات معيارية.

اقرأ أيضاً

زعيم كوريا الشمالية يشدد على دور القوات الجوية في الردع النووي

ذكرت وسائل إعلام رسمية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون سلّط الضوء على دور القوات الجوية في الردع النووي، وذلك خلال احتفال، برفقة ابنته.

وعُرض نوعان بشكل متكرر، يختلفان في تصميم الجناح ولون جسم الطائرة، إضافةً إلى وجود أو غياب الهوائي الخلفي وشكل مدخل الهواء.

وتشير هذه الاختلافات إلى تصميم متطور بدلاً من تكوين إنتاج نهائي، وعلى الرغم من أن الأداء الفعلي لا يزال غير معروف، إلا أنه من المقدر أن يتجاوز التحمل عشر ساعات اعتماداً على الدفع وموثوقية روابط البيانات الخاصة به.

مهام المراقبة

فيما حافظت طائرة Saebyeol-4، التي عُرضت مجدداً خلال الفعالية، على تصميمها المستوحى من طائرة RQ-4 Global Hawk، ويبلغ طول جناحيها التقريبي 30 إلى 35 متراً، وطولها بين 10 و15 متراً، وهي مصممة لمهام مراقبة ممتدة.

ويشير تصميم معدات هبوطها، المُعدل من طائرة J-7 المُشتقة من طائرة Mig-21، إلى إعادة استخدام المكونات المتوفرة بالفعل في مخزون كوريا الشمالية.

ويحد وزن الطائرة، الذي يقل عن تسعة أطنان، من إمكانية دمج أجهزة استشعار أثقل، مثل رادارات الفتحة التركيبية بعيدة المدى.

ومع ذلك، يشير وجود هوائي قمر صناعي على بعض هياكل الطائرات إلى سعي كوريا الشمالية للتحكم فيها وتشغيلها على بُعد مئات الكيلومترات من أراضيها.

ويأتي تطوير كلتا الطائرتين المسيرتين في أعقاب التوجيه الذي أصدره زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، في المؤتمر الثامن للحزب عام 2021، حين دعا إلى منصات قادرة على إصابة أهداف على مدى 500 كيلومتر أو أكثر.

وتؤكد الاختبارات المتكررة التي رُصدت في بانج هيون منذ عام 2023، إلى جانب آثار الانفجارات المرتبطة بتجارب الطائرات المسيرة الهجومية، استمرار الاستثمار في البرنامج.

وتُبرز زيارة كيم إلى مجمع الأنظمة غير المأهولة في سبتمبر الماضي محاولة إنشاء سلسلة إنتاج وتطوير مستقلة؛ تشمل أجهزة استشعار كهروضوئية، ووصلات عبر الأقمار الاصطناعية، وهياكل طائرات مستوحاة من تصاميم أجنبية.

وستوفر طائرة Saebyeol-4 لبيونج يانج قدرات مراقبة طويلة الأمد للمناطق الساحلية والممرات الجوية العسكرية وتحركات السفن المعادية.

منيعة على الدفاعات الجوية القديمة

ومن المرجح أن يجعل ارتفاع تحليقها، الذي يتجاوز 10 آلاف متر، من الصعب اعتراضها بواسطة أنظمة الدفاع الجوي القديمة.

ويمكن لطائرة Saebyeol-9 تنفيذ مهام هجومية محدودة ضد أهداف ثابتة، مثل الرادارات والمستودعات ومواقع المدفعية، كما يُمكن استخدامها لتحدي دفاعات كوريا الجنوبية من خلال مسارات متكررة أو رحلات جوية مُنسقة.

ولا تزال هناك شكوك حول جودة أجهزة استشعار الطائرة واستقرار روابط اتصالات في المسيرة الكورية الشمالية، وهي عوامل قد تُحد من دقتها.

ويُبرز الظهور المُتجدد لهذه الطائرات المُسيرة في قاعدة كالما توجهاً استراتيجياً أوسع، من حيث تعزيز كوريا الشمالية لقدراتها الجوية غير المُتماثلة، التي تجمع بين المراقبة المُوسعة ووظائف الضربات المُحدودة.

وحتى لو ظل أداء هذه الطائرات دون مستوى الأنظمة الأميركية أو الصينية المعاصرة، فإنها توسع خيارات بيونج يانج العملياتية، وتعقّد خطط سول، وطوكيو، وواشنطن.

ومع تكثيف التعاون العسكري بين بيونج يانج وموسكو، فإن أي تحسين تقني لهذه الطائرات المسيرة سيتطلب مراقبة دقيقة، نظراً لتأثيرها المحتمل على التوازن الأمني الهش أصلاً في شمال شرق آسيا.

تصنيفات

قصص قد تهمك