
حلّقت طائرات مسيرة مجهولة الهوية، الأسبوع الماضي، فوق قاعدة إيل لونج البحرية الفرنسية، موطن أسطول الغواصات النووية الاستراتيجية في البلاد، وذلك في أحدث عملية توغل من هذا النوع فوق مواقع عسكرية في أوروبا.
وجرى رصد خمس طائرات مسيرة "بوسائل تقنية" تحلق فوق القاعدة، الخميس الماضي، حوالي الساعة 7:30 مساء بالتوقيت المحلي، قبل أن تطلق القوات المكلفة بحماية القاعدة النار المضاد للطائرات المسيرة عدة مرات، وفقاً لموقع Defense News.
وأفادت صحف محلية فرنسية، بأنه تم "تحييد" الطائرات المسيرة المجهولة التي اخترقت موقع أسطول الغواصات النووية الفرنسية، لافتة إلى أن الإجراء المعتاد يتضمن التشويش على الطائرات المسيرة.
وبدأت النيابة العسكرية في مدينة رين تحقيقاً بعد تحليق عدة طائرات مسيرة خفيفة وغير مسلحة.
وكانت الطائرات المسيرة نماذج صغيرة "لم تُشكل تهديداً للبنية التحتية الحساسة"، وفقاً للمتحدث باسم المحافظ البحري في البحرية الفرنسية، جيوم لو راسل.
وكان قد سبق تحليق طائرة مسيرة فوق شبه جزيرة كروزون، التي تُعد جزيرة إيل لونج جزءاً منها، ليلة 17-18 نوفمبر الماضي، دون التحليق فوق المنطقة العسكرية.
عمليات التوغل
وتعد هذه الطلعات الجوية الأحدث في سلسلة من عمليات التوغل التي تقوم بها طائرات مسيّرة فوق مواقع عسكرية في أوروبا، إذ كانت الدنمارك وهولندا وبلجيكا من بين الدول التي أبلغت عن وجود أنظمة جوية مسيرة مجهولة الهوية فوق القواعد الجوية العسكرية.
وتعتبر فرنسا، القوة النووية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي، وهي مع المملكة المتحدة واحدة من الدولتين في حلف شمال الأطلسي الأوروبي اللتين تمتلكان أسلحة نووية خاصة بهما.
وتعد جزيرة إيل لونج موطناً لأربع غواصات صاروخية باليستية تعمل بالطاقة النووية من فئة Le Triomphant، والتي تشكل الجزء المحيطي (الجزء البحري) من الردع النووي الفرنسي.
وتنص العقيدة الفرنسية على ضرورة التواجد المستمر في البحر، مع وجود غواصة واحدة على الأقل مسلحة نووياً في دورية في أي وقت.
ويتكون الجزء المحمول جواً من الردع الفرنسي من طائرات Rafale المسلحة بصواريخ كروز ذات رؤوس نووية.
وأعلنت وزارة القوات المسلحة الفرنسية أن باريس قدمت نسخة حديثة من صاروخها الباليستي الاستراتيجي الذي يطلق من الغواصات من طراز M51 في أكتوبر الماضي، مع تحسين المدى والدقة والقدرة على اختراق دفاعات العدو.










