رغم زخم تقنيات التخفي.. المقاتلات فائقة السرعة سلاح "حاسم" لا غنى عنه

time reading iconدقائق القراءة - 5
طائرة سوخوي SU-57 تؤدي عرضاً جوياً في معرض دبي للطيران في دبي، الإمارات العربية المتحدة، 17 نوفمبر 2025. - REUTERS
طائرة سوخوي SU-57 تؤدي عرضاً جوياً في معرض دبي للطيران في دبي، الإمارات العربية المتحدة، 17 نوفمبر 2025. - REUTERS
دبي-الشرق

لم تعد السرعة المطلقة وحدها كافية لتجاوز الدفاعات الأرضية، لكن ذلك لا يعني أن المقاتلات الأسرع من الصوت فقدت قيمتها، إذ إنها ما زالت تمثل ميزة استراتيجية، وذلك رغم الزخم المرتبط بتقنيات التخفي في الصناعات الدفاعية.

تم تحقيق الطيران الأسرع من الصوت، أي السرعة التي تتجاوز 1 ماخ، لأول مرة في أكتوبر 1947، عندما اخترق "تشاك ييجر" حاجز الصوت على متن طائرته التجريبية Bell X-1، وفقاً لمجلة The National Interest.

وجرى تطبيق القدرة الجديدة على تجاوز سرعة الصوت مباشرة في الطائرات العسكرية، مما جعل الطائرات المروحية شبه بالية سريعاً، وأصبح معياراً عملياً في المقاتلات خلال فترة الحرب الباردة المبكرة.

وفي ذلك الوقت، اعتُبرت السرعة فوق الصوتية ثورة في القتال الجوي، إذ مكنت الطائرات الاعتراضية والطائرات الهجومية السريعة من تنفيذ مهام كانت مستحيلة للطائرات الأبطأ.

وحتى اليوم، رغم ظهور تقنيات التخفي، والصواريخ بعيدة المدى، والحرب الشبكية، فإن هناك قيمة استراتيجية للسرعة الفائقة.

السرعة لا تزال مهمة

توفر السرعة الأسرع من الصوت قدرة سريعة على الاعتراض، فالمقاتلة التي تتمتع بهذه القدرة يمكنها الوصول إلى أهدافها بسرعة كبيرة.

وتُعد هذه القدرة بالغة الأهمية، خصوصاً للدول التي تمتلك مساحات جوية شاسعة مثل الولايات المتحدة وكندا وروسيا وأستراليا والصين، وللدول الواقعة في مناطق جوية واسعة متنازع عليها مثل منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إذ تقلل السرعة من زمن الاستجابة، وتقرب زوايا الخريطة وتوسّع نطاق الاشتباك.

وتُعد الضربات الهجومية الدقيقة ميزة أخرى للسرعة التي تتخطى 1 ماخ، إذ تستطيع الطائرات الأسرع من الصوت الوصول إلى أهداف عابرة قبل أن تتمكن من الفرار، وهذا مفيد بشكل خاص لضرب منصات إطلاق الصواريخ، أو مركبات القيادة، أو الأفراد ذوي الأهمية العالية، مما يُقلل من الوقت اللازم للعمليات المشتركة المعقدة.

كما تعزز السرعة الفائقة أداء الصواريخ، وبالتالي أداء القتال خارج مدى الرؤية (BVR). فإطلاق الصواريخ بسرعة عالية يزيد بشكل كبير من مدى الصاروخ، والطاقة في المرحلة النهائية، واحتمالية إصابة الهدف، ومرونة هندسة اعتراضها. 

وعند الاشتباك على مدى قريب، وخاصة ضمن مدى الرؤية المباشرة (WVR) تُوفر السرعة الأسرع من الصوت مزايا موضعية. ويمكن استخدامها لخلق فاصل مع الخصم، أو إجباره على الاشتباك بشروط أكثر ملاءمة، أو حرمانه من السيطرة على موقعه.

عمود فقري

عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على سلامة أراضي الدول، وهي إحدى القيم الاستراتيجية الأساسية لجميع الدول، تُعد المقاتلات الأسرع من الصوت فعالة للغاية.

وتستخدم دول ومنظمات، مثل الولايات المتحدة واليابان وحلف شمال الأطلسي (الناتو) وقيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية NORAD، المقاتلات الأسرع من الصوت بشكل روتيني في الدوريات الجوية القتالية والشرطة الجوية.

وفي هذه الوظيفة، تُترجم السرعة ببساطة إلى القدرة على الاستجابة لحالات الطوارئ المدنية، أو مواجهة الطائرات مجهولة الهوية، بسرعة أكبر.

وتُعزز السرعة أيضاً من فرص البقاء، إذ تُقلل من تعرضها للدفاعات الجوية، فكلما زادت سرعة الطائرة في عبور منطقة التهديد، قل الوقت المتاح لرادارات العدو وصواريخه الأرضية لرصد الطائرة وتتبعها والاشتباك معها.

ولذلك، تُعد أنماط القيادة الأسرع من الصوت قياسية في حزم الهجوم، حتى بالنسبة للمقاتلات الشبحية.

وكما هو متوقع، فإن قضاء وقت أقل في مناطق الاشتباك يُحسن فرص البقاء.

باختصار، لا يزال الطيران الأسرع من الصوت مهماً حتى اليوم، رغم بروز تقنيات التخفي وأجهزة الاستشعار لتسيطر على الحروب الحديثة.

ولا تزال السرعة تزيد من المرونة، وتوفر الطاقة للأسلحة، وتواجه أنظمة منع العدو، وتدعم العمليات المتفرقة، كما أنها تعد عاملاً أساسياً في سرعة رد الفعل، والقدرة على البقاء والفتك.

تصنيفات

قصص قد تهمك