
كشفت المملكة المتحدة عن برنامجها الرائد Atlantic Bastion (حصن الأطلسي)، والذي سيجعل بريطانيا "أكثر أماناً" من التهديدات الروسية تحت سطح البحر في شمال المحيط الأطلسي من خلال التركيز على قدرات مكافحة الغواصات.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان، نقله موقع Naval News، إن المملكة المتحدة أكثر أمناً من التهديدات الروسية تحت الماء في شمال الأطلسي من خلال تحويل البحرية الملكية وقدراتها للتركيز على صيد الغواصات.
وزار وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، قاعدة بورتسموث البحرية الملكية للكشف عن العمل المبكر في برنامج Atlantic Bastion الرائد، مع استثمار ملايين الجنيهات، العام الجاري، في تطوير واختبار تكنولوجيا الاستشعار المضادة للغواصات المبتكرة.
وسيُطرح للمرة الأولى تطوير Atlantic Bastion في إطار تنفيذ الحكومة لرؤية مراجعة الدفاع الاستراتيجي.
ويضع البرنامج المملكة المتحدة في طليعة "ثورة تكنولوجية في الحرب البحرية"، إذ يجمع بين أحدث السفن السطحية والغواصات ذاتية القيادة، والبنية التحتية الرقمية المتطورة، والسفن الحربية وطائرات الدوريات عالمية المستوى، وفق وزارة الدفاع البريطانية.
ويأتي هذا البرنامج كرد مباشر على تجدد نشاط الغواصات الروسية تحت الماء، بما في ذلك أنشطة سفينة التجسس الروسية Yantar حول المياه البريطانية.
وقالت استخبارات الدفاع البريطانية إن روسيا تحدث أسطولها حالياً لاستهداف الكابلات وخطوط الأنابيب البحرية الحيوية.
ويُنشئ برنامج Atlantic Bastion قوة بحرية هجينة متطورة للدفاع عن المملكة المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد التهديدات المتطورة، بحسب الوزارة.
وسيُمكن البرنامج المملكة المتحدة من رصد الخصوم وتتبعهم، والتحرك ضدهم، عند الحاجة، بفعالية غير مسبوقة عبر مساحات شاسعة من المحيط.
وقدمت 26 شركة من المملكة المتحدة وأوروبا مقترحات لتطوير تكنولوجيا الاستشعار المضادة للغواصات، كما تعرض 20 شركة من الشركات الكبرى إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم بالفعل عروضاً توضيحية للتكنولوجيا، مع استثمار عام يقابله استثمار خاص حتى الآن بنسبة 4 إلى 1.
وستشهد المرحلة التالية من التطوير والاختبار خلال الأسابيع المقبلة، بدء الشركات التي ستتلقى المنح في نقل أعمال التطوير من المفهوم إلى الخطوط الأمامية، مع قدرات من المقرر نشرها في المياه، العام المقبل، واستثمارات إضافية لتسريع وتوسيع البرنامج في 2026.
ويُبرز هذا التطوير والاختبار السريع استعداد صناعة الدفاع البريطانية لدعم مقترح الحكومة بشأن البحرية الهجينة.
ومن خلال عملية Atlantic Bastion، تعمل الحكومة البريطانية على تنفيذ التزام رئيسي من مراجعة الدفاع الاستراتيجية بسرعة.
تهديدات تحت سطح البحر
أكد وزير الدفاع البريطاني، أنه لا مجال للشك في خطورة التهديدات الجديدة التي تواجه المملكة المتحدة وحلفاءها تحت سطح البحر، حيث يستهدف الخصوم البنية التحتية التي تعتبر بالغة الأهمية.
وأضاف أن هذا العصر الجديد من التهديدات يتطلب عصراً جديدا للدفاع، ما يستوجب ابتكار سريع بوتيرة زمن الحرب للحفاظ على التفوق في ساحة المعركة، بينما يتم تنفيذ مراجعة الدفاع الاستراتيجية.
ويُعد برنامج Atlantic Bastion بمثابة مخطط لمستقبل البحرية الملكية البريطانية، فهو يجمع بين أحدث التقنيات المستقلة وتقنيات الذكاء الاصطناعي مع سفن حربية وطائرات عالمية المستوى، لإنشاء قوة قتالية هجينة متطورة للغاية للكشف عن التهديدات التي تواجه المملكة المتحدة وهزيمتها.
وأشاد الوزير البريطاني بإطلاق Atlantic Bastion باعتباره حقبة جديدة رائدة في الحرب البحرية تمزج بين مهارة وخبرة الأطقم المدربة تدريباً عالياً والمنصات المستقلة والذكاء الاصطناعي.
وسيشهد مشروع Atlantic Bastion ربط السفن والغواصات والطائرات والسفن المسيرة من خلال تقنية الكشف الصوتي المدعومة بالذكاء الاصطناعي ودمجها في شبكة استهداف رقمية، وهي شبكة رائدة من أنظمة الأسلحة التي تسمح باتخاذ قرارات ساحة المعركة لاستهداف التهديدات المعادية وتحييدها بشكل أسرع.
ويمثل البرنامج نهجاً متكاملاً ومتعدد المجالات، حيث يجمع بين أصول البحرية والقوات الجوية البريطانية والبنية التحتية الرقمية للقيادة الاستراتيجية والشركاء التجاريين لإنشاء نظام شبكي يمتد من الجو إلى السطح وتحت الماء.
نهج متكامل
وقال المدير الإداري لشركة Anduril المملكة المتحدة، ريتش دريك، إن حكومة بريطانيا دعت قطاع الصناعة إلى تطوير المقاتل العصري، وتم تصميم نظام Seabed Sentry في بريطانيا بالتعاون مع شركات أخرى لدعم القوات المسلحة وحماية المياه الإقليمية للحلفاء من الجهات المعادية المتزايدة.
وأكد المدير الإداري لشركة BAE Systems لحلول الدفاع، سكوت جاميسون، أن الاستقلال الذاتي يمثل فرصة تحويلية لإعادة تعريف كيفية إجراء العمليات فوق وتحت سطح البحر.
وأشار إلى أنه لهذا السبب جرى تطوير غواصة Herne، وهي أول غواصة بريطانية ذاتية القيادة وكبيرة الحجم للاستخدام العسكري، ونظام التحكم العسكري المستقل بالكامل Nautomate.
وأكد أن الغواصة مع نظام التحكم يوفران مرونة تكتيكية معززة، ويتيحان اتخاذ قرارات المهام بناءً على البيانات، وتوسع نطاق العمليات بطرق لم تكن متخيلة من قبل.
وأوضحت المديرة العامة للشؤون البحرية في شركة Helsing، أميليا جولد، أن الشركة أقرت بريادة المملكة المتحدة في مجال ابتكار الدفاع البحري، وعززت التزامها تجاه بريطانيا من خلال مركز الذكاء الاصطناعي والبرمجيات الرائد عالمياً في لندن.
وأشارت إلى أنه من خلال التطوير الذاتي والتجارب التي أُجريت في المملكة المتحدة على نظامي SG-1 Fathom وLura، تم إثبات قدرة الذكاء الاصطناعي المتقدم والاستقلالية على تغيير قواعد اللعبة في ساحة المعركة تحت الماء.
وبصفتها الشركة الأوروبية الرائدة في مجال تكنولوجيا الدفاع، أكدت جولد، أن شركة Helsing على أتم الاستعداد للعب دور ريادي في مشروع Atlantic Bastion وإنشاء جدار من المسيرات البحرية لحماية حلف "الناتو".









