بدلاً من تدميرها.. مشروع أميركي يستهدف "اصطياد" مناطيد الصين

time reading iconدقائق القراءة - 6
مقاتلة أميركية تمر بالقرب من المنطاد الصيني فوق شاطئ "سيرف سايد" بولاية ساوث كارولاينا في الولايات المتحدة. 4 فبراير 2023 - رويترز
مقاتلة أميركية تمر بالقرب من المنطاد الصيني فوق شاطئ "سيرف سايد" بولاية ساوث كارولاينا في الولايات المتحدة. 4 فبراير 2023 - رويترز
دبي-الشرق

في حال اختراق أي جسم طائر غريب أو منطاد تجسس صيني جديد للأجواء الأميركية، لا ترغب واشنطن في إرسال مقاتلة لإسقاطه، بل تستهدف السيطرة عليه دون إتلافه، للاستفادة من مكوناته، بحسب تقرير نشره موقع "Aviation week".

وبدلاً من ضربة صاروخية تنفذها مقاتلة F-22 على ارتفاع 60 ألف قدم تقريباً، سيسمح اصطياد البالون الصيني للمحللين الأميركيين بفحص حمولته، وجمع المعلومات الاستخباراتية والتكنولوجيا المستخدمة للملاحة في "الستراتوسفير" (ثاني طبقات الغلاف الجوي بالترتيب من الأسفل إلى الأعلى).

وأطلقت واشنطن، عبر وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية "داربا"، مشروع "كابتشر" (الالتقاط)، الذي يهدف إلى التوصل لطريقة آمنة لسحب المناطيد، والتحكم بها لأقل من ارتفاع 75 ألف قدم.

وقال مدير برنامج "داربا"، كايل وورنر، إن المشروع يهدف إلى القدرة لإنزال أنظمة في وقت ومكان محددين، أثناء الطيران على ارتفاعات عالية، من أجل تقليل التكلفة والأضرار الجانبية، وزيادة الاستفادة من حمولتها.

"التقاط جسم مرتفع"

يُدار مشروع "كابتشر" من خلال برنامج أبحاث الابتكار للمشروعات الصغيرة "SBIR"، التابع لوكالة "داربا"، التي تبلغ ميزانيتها 3.8 مليار دولار، منها نحو 150 مليون دولار لتمويل شركات الدفاع غير التقليدية.

وبحسب التقرير، تخطى المشروع المرحلة الأولى، وتقدم مباشرة للمرحلة الثانية التي عادة ما تُقدم تمويلاً لا يتعدى 1.8 مليون دولار. ولأن "Capture" جزء من برنامج خاص للمشروعات الصغيرة يعرف باسم "SBIR XL"، فإن هذا يرفع سقف تمويل المرحلة الثانية إلى 4 ملايين دولار، مع إمكان زيادة إضافية بقيمة نصف مليون دولار.

ورغم أن مشروع "كابتشر" يتطلب تمويلاً أقل من برامج "داربا" التقليدية، إلا أن مسؤولي الوكالة يعتقدون أن التمويل في المرحلة الثانية سيكون كافياً لشركة صغيرة لتصنيع نموذج عرض أولي من نظام "التقاط جسم مرتفع".

وقال وورنر، إن نجاح الحد الأدنى من البرامج في صورة تصنيع نموذج عرض أولي، قد يجعل الوكالة تضخ مزيداً من الاستثمارات لتطويره، وغالباً ما يُجرى ذلك بدعم من الجيش الأميركي.

وكانت القوات الجوية الأميركية أسقطت في الرابع من فبراير الماضي، منطاداً صينياً اخترق مجالها الجوي. ويقدر الجنرال جلين فانهيرك، رئيس القيادة الشمالية الأميركية، أن البالون الذي تم إسقاطه قبالة سواحل "ساوث كارولينا"، كان يزن "آلاف الأرطال"، لكن الجسم الذي يهدف برنامج "كابتشر" إلى التقاطه، يزن 500-1500 رطل فقط.

وأوضح وورنر ذلك بقوله، إن أهداف المشروع الذي يموله برنامج الشركات الصغيرة "SBIR" لا تشمل إنتاج نظام قابل للتطبيق من الناحية التشغيلية.

وأضاف أن وكالة "درابا" لا تنتج بالضرورة حلولاً جاهزة للتصنيع الكامل ودخول الخدمة العسكرية مباشرة، فمهمة الوكالة تركز على سرعة التخلص من المخاطر الأكثر تحدياً في مسألة محددة، وعادةً ما تسعى لإيجاد حلول للجوانب الصعبة التي تعيق القوات المختلفة من متابعة عملها. 

المواصفات الفنية

أعلنت "داربا" أن الشركات التي تريد الاشتراك في تطوير "كابتشر" ينبغي أن تفعل ذلك قبل الموعد النهائي في 21 سبتمبر، كما حددت الوكالة المواصفات الفنية التي ينبغي توافرها في أنظمة الالتقاط.

وينبغي أن يكون النظام المقترح قادراً على إمساك جسم على ارتفاع لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال عدد قليل من أنواع الطائرات في الأسطول الأميركي، ومنها مقاتلة F-22 والطائرة U-2S.

بعد ذلك، ينبغي على "كابتشر" أن يتحكم في الجسم الذي قد لا يكون متعاوناً، مع إيجاد طريقة تسمح بإنزاله تحت السيطرة إلى منطقة محددة بعيداً عن العمران.

واشترطت الوكالة أن يكون النظام قادراً على سرعة الاستجابة لمواجهة المناطيد التي قد تقترب أو تدخل أي مجال جوي تحت سيادة الولايات المتحدة، وتكون الاستجابة في غضون ساعات من قرار الاشتباك. 

ومن الناحية الفنية، هذا المطلب يعني تمتع النظام بالقدرة على الاستجابة لأي توغل في منطقة شاسعة من جزيرة جوام، غرب الولايات المتحدة، إلى بورتوريكو شرقاً، ومن الطرف الشمالي من ألاسكا إلى ساموا الأميركية جنوباً في المحيط الهادئ.
 

التحدي الآخر الذي يجب على النظام المقترح مواجهته، هو طريقة الالتقاط نفسها.

في الماضي، استطاع الجيش الأمريكي التقاط عبوات الأفلام التي تقذفها الأقمار الاصطناعية في الجو من المدار الذي تدور فيه، وكان ذلك بواسطة الطائرة لوكهيد مارتن C-130.

كما استطاع الجيش كذلك إجراء عملية تزود بالوقود أثناء الطيران على ارتفاعات عالية، عن طريق طائرتين ذاتية القيادة من طراز جلوبال هوكRQ-4.

لكن في كلتا الحالتين، كانت الأجسام إما متعاونة أو غير مقاومة، كما أنهما كانتا على ارتفاع ينخفض عشرات الآلاف من الأقدام عن الارتفاع التشغيلي لبالونات التجسس الصينية.

واستعان التقرير بالمحرر لويس باتشيكو، المتخصص في تكنولوجيا المناطيد والأنظمة الجوية التي تعمل على ارتفاعات عالية، والذي أشار إلى أن طائرات الاستطلاع التي تطير على ارتفاعات عالية لا تستطيع تنفيذ مثل هذه المهمة.

لكن باتشيكو، اقترح طريقتين لالتقاط المناطيد في الجو، الطريقة الأولى هي إنزال المنطاد دون تدميره إلى ارتفاع منخفض حيث يمكن استخدام الطائرات التقليدية (مثل C-130) لالتقاط الباقي منها. والطريقة الأخرى، عن طريق استخدام "حربة" أو أداة مشابه، وتمزيق بالون المنطاد، وفي نفس الوقت يُربط المنطاد بمظلة كبيرة تساعده على الهبوط بهدوء.

تصنيفات

قصص قد تهمك