أصبحت النرويج أول دولة في العالم تتمكَّن من تشغيل مقاتلات (F-35A) الأميركية والإقلاع بها من الطرق السريعة، في خطوة ستغير قواعد اللعبة لصالح المقاتلة الأميركية وقدرتها على النجاة حال نشوب صراع كبير، يُحتمل خلاله استهداف القواعد الجوية.
وقال قائد القوات الجوية الملكية النرويجية، اللواء رولف فولاند: "إنها علامة فارقة ليس فقط بالنسبة للقوات الجوية النرويجية، ولكن لدول الشمال أوروبا وحلف شمال الأطلسي (الناتو). هذا يُظهر قدرتنا على تطبيق مفهوم التشتيت"، وفقاً لما نقلته مجلة "ميليتاري ووتش" المتخصصة في الشؤون العسكرية.
وأشار فولاند إلى أنَّ الطائرات المقاتلة "معرَّضة للخطر أثناء وجودها على الأرض، ولذلك يمكن زيادة فرص النجاة خلال الحرب من خلال القدرة على استخدام المطارات الصغيرة، والآن الطرق السريعة".
وجرت عمليات إقلاع مقاتلات (F-35A) من الطرق السريعة أثناء تدريبات مشتركة بين النرويج وفنلندا التي تعد أحدث عضو في حلف الناتو، حيث استخدمت القوات الجوية النرويجية الطرق السريعة الفنلندية للإقلاع بطائرات (F-35A).
مزايا جديدة
ووفقاً للمجلة، فإنَّ مقاتلات (F-35A) طُورت لصالح القوات الجوية الأميركية وصُممت من أجل تشغيلها على مدارج تقليدية، عكس الفئة (F-35B) التي طُورت لصالح قوات مشاة البحرية، والقادرة على الإقلاع من مسافة قصيرة، والهبوط بشكل عمودي على مهابط مؤقتة للطائرات.
وقالت المجلة إنه بجانب كون إنتاج المقاتلة (F-35B) يعد أكثر تكلفة من إنتاج المقاتلة (F-35A) بنسبة 50% تقريباً، فإنَّ تكلفتها التشغيلية أعلى بكثير، ناهيك عن مداها القصير، وقدراتها القتالية المحدودة مقارنة بالمقاتلة (F-35A).
وأضافت: "بالتالي فإنَّ امتلاك القدرة على الإقلاع بمقاتلات (F-35A) من الطرق السريعة من شأنه أن يخلق فارقاً كبيراً فيما يتعلق بقدرات الطائرات الأميركية على النجاة، حيث من المتوقع أن تكون المطارات التي تستضيف طائرات أميركية بداية من كوريا الجنوبية، واليابان، وصولاً إلى دول شرق أوروبا، أهدافاً رئيسية لصواريخ العدو خلال المراحل الأولى من أي حرب كبرى محتملة".
كما أظهرت الحرب في أوكرانيا أهمية القدرة على نشر طائرات مقاتلة في مدارج طائرات مؤقتة غير مؤهلة، وهي المشكلة التي تعاني منها حالياً القوات الجوية الأوكرانية التي تشغل طائرات (Su-27)، و(MiG-29)، و(Su-25) سوفيتية الصنع، والتي لا يمكنها الإقلاع إلّا عبر مطارات مجهزة.
وفيما يتعلق باستعدادات القوات الجوية الفنلندية لاستخدام الطرق السريعة لتشغيل طائراتها المقاتلة، قالت وزارة الدفاع الفنلندية إن "القوات الجوية تتدرب بانتظام على شن عمليات من أماكن أخرى غير القواعد الرئيسية لتكون قادرة على الانتشار سريعاً في جميع أنحاء البلاد عند الضرورة".
وكانت فنلندا طلبت شراء مقاتلات (F-35) في ديسمبر 2021، أي قبل 16 شهراً من انضمامها إلى "الناتو"، ومن المتوقع أن تؤدي التدريبات التي تجريها القوات الجوية الفنلندية، مع مقاتلات (F-35) التابعة للقوات الجوية النرويجية، إلى تعرّف هلسنكي على كيفية عمل هذه المقاتلات الشبحية.
وتشغل فنلندا حالياً مقاتلات الجيل الرابع الأميركية من طراز (F-18C/D Hornet)، ومن المتوقع أن تستبدلها بـ 64 مقاتلة من طراز (F-35A) طلبت شرائها بالفعل من الولايات المتحدة.
وذكرت تقارير في مايو الماضي، أن هلسنكي تجري محادثات مع واشنطن لاستضافة طائرات (F-35) تابعة للقوات الجوية الأميركية على الأراضي الفنلندية، وهو ما سيضع القوات الجوية الأميركية في وضع جيد يمكنها من شن ضربات على المناطق الغربية ومنطقة القطب الشمالي في روسيا.