منح سلاح الجو الأميركي شركة "نورثروب جرومان" Northrop Grumman عقداً بقيمة 705 ملايين دولار تقريباً لبرنامج مدته 3 سنوات لتطوير واختبار سلاح الهجوم الاحتياطي الجديد SiAW، وفق مجلة القوات الجوية والفضائية.
وسلاح SiAW هو صاروخ "أرض-جو" أسرع من الصوت سيتم استخدامه لإخلاء مسار عبر الدفاعات الجوية للخصم والتخلص من الأهداف الكبيرة في الصراعات المستقبلية المحتملة، وهو مصمم ليقدم قدرات متقدمة مناسبة لطائرات الجيل الخامس وما بعده.
وقالت نائبة رئيس الأسلحة المتقدمة في شركة نورثروب جرومان سوزان بروس إن "الصاروخ SiAW يلبي رغبة سلاح الجو الأميركي في أول برنامج لاقتناء الأسلحة الرقمية وتطويرها".
وأضافت بروس: "بفضل قدراتنا الهندسية الرقمية المتخصصة، يمثل هذا الصاروخ من الجيل التالي وسيلة قابلة للتكيف وبأسعار معقولة لوزارة الدفاع لشراء الأسلحة وتحديثها".
وبموجب عقود المرحلة الأولى التنافسية السرية السابقة لشركات "نورثروب جرومان" و"لوكهيد مارتن" و"L3Harris"، كان سلاح الجو الأميركي يتطلع إلى برنامج تطوير وإنتاج مدته 5 سنوات ليوفر سلاح SiAW للوحدات العملياتية بحلول 2026.
وستكون الطائرة F-35 هي المنصة المبدئية لحمل وإطلاق SiAW، وأشار سلاح الجو إلى أن قاذفة القنابل B-21 قد تحمل السلاح أيضاً.
وقالت الشركة، في بيان، إنه "خلال الأشهر الـ36 المقبلة، ستعمل نورثروب جرومان على تطوير السلاح والإشراف على دمجه في المنصات وتنفيذ برنامج اختبار الطيران للنماذج الأولية السريعة تمهيداً لإرسالها إلى الميدان في أقرب وقت"، على أن يجري العمل بمنشأة الشركة في نورثريدج بولاية كاليفورنيا، إضافة إلى منشأتها المتطورة لتكامل الصواريخ، ويشار إليها بمصنع المستقبل، وتقع في مختبر أليجاني للصواريخ الباليستية بفيرجينيا الغربية.
يعتمد نظام SiAW من شركة نورثروب على صاروخها الموجه المتقدم المضاد للإشعاع AARGM، إذ سيخلف الصاروخ AGM-88 HARM الذي دخل الخدمة في الثمانينيات، واستُخدم بشكل كبير خلال عملية "عاصفة الصحراء" في العراق.
ويتمتع الصاروخ HARM بالقدرة على الوصول للهدف خلال ثوانٍ قليلة، وأيضاً على تدمير رادارات الرصد والتتبع الأرضية قبل أن يتاح للخصم فرصة الانتقال إلى موقع جديد.
أهداف أوسع
وسيوفر SiAW قدرة هجومية لهزيمة الأهداف التي يمكن نقلها بسرعة كجزء من نظام منع الوصول أو التصدي الجوي للعدو، لكن مسؤولي الصناعة والقوات الجوية قالوا إن أهداف الصاروخ ستتجاوز رادارات الدفاع الجوي لتشمل مواقع القيادة والسيطرة، وقاذفات الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وأنظمة التشويش على نظام تحديد المواقع، والأنظمة المضادة للأقمار الاصطناعية، وأهداف أخرى ذات قيمة عالية أو عابرة.
وعلى الرغم من المدى الأطول للسلاح، يشير مصطلح "الاحتياطي" إلى أنه يعمل داخل المجال الجوي المحمي للعدو. ومنذ الثمانينيات تضاعف النطاق الفعال لأنظمة الدفاع الجوي المتكاملة في جميع أنحاء العالم.
وستتمتع صواريخ SiAW بأجهزة استشعار متعددة، وستستخدم نظام تحديد المواقع العالمي GPS، إضافة إلى أنظمة ملاحة أخرى. وقالت نورثروب إن الصاروخ يوظف التحكم في الذيل، كما "عزز القدرة على البقاء".
وأوضحت الشركة أن SiAW ستكون له بنية مفتوحة "تسمح بإجراء تطوير سريع للنظام الفرعي لتعزيز القدرات الميدانية". وعلى الرغم من أن سلاح الجو الأميركي لم يكشف عن استراتيجية الاستحواذ على الصاروخ الجديد، إلا أن مسؤولي الخدمة قالوا إن الشركات التي لم يقع عليها الاختيار لتطوير السلاح ستكون لديها الفرصة لاقتراح تحديثات لاحقة للصاروخ.
ويغطي العقد المرحلة الثانية من البرنامج، وهو جهد استحواذ من المستوى المتوسط باستخدام الهندسة الرقمية. وفي المرحلة "2.1" ستجري المركبة الموجهة اختبار طيران، في حين تنتهي المرحلة "2.2" بثلاثة اختبارات طيران إضافية وتسليم النموذج الأولي لصواريخ SiAW وأصول اختبار، وفق بيان لشركة نورثروب.
وبلغ تمويل سلاح الجو الأميركي للصاروخ SiAW في السنة المالية للعام الجاري 283.3 مليون دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 718.2 مليون دولار في عام 2026.