تسلم قائد القوات الجوية الأميركية تشارلز براون المعروف أيضاً بـ"سي كيو براون"، في 29 سبتمبر الماضي، منصبه رئيساً لهيئة الأركان المشتركة بشكل رسمي، ويبدو أنه تسلم مع المنصب سلسلة من المشكلات والتحديات الداخلية في الولايات المتحدة.
موقع (Breaking Defense) أشار إلى أنه من بين التحديات الداخلية عدم قدرة الكونجرس على تمرير حزمة دعم أوكرانيا، فضلاً عن مشكلة الحدود الجنوبية للبلاد، ونقص أعداد المجندين بالجيش.
وتقاعد رئيس الأركان السابق الجنرال مارك ميلي بعد 43 عاماً من خدمته بالجيش، ضمنها فترة عمله رئيساً للأركان، والتي لعب ميلي خلالها دوراً مهماً في مواجهة الهجوم على مبنى الكابيتول خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترمب، وأثناء انسحاب الجيش من أفغانستان، والغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.
وأثنى الرئيس الأميركي جو بايدن على رئيس الأركان السابق، خلال حفل رسمي أقيم في قاعدة "ماير هندرسون" المشتركة في فيرجينيا الأسبوع الماضي.
وتعرض ميلي لانتقادات من الحزب الديمقراطي بسبب خدمته في عهد ترمب، إذ شعر البعض أنه كان خاضعاً للرئيس السابق، كما تعرض لانتقادات الجمهوريين الذين اتهموه بـ"تقويض ترمب كرئيس".
من هو سي كيو براون؟
وبينما يخطو ميلي نحو الحياة المدنية، يسير براون إلى الأمام، حاملاً معه ما يقرب من 4 عقود من الخبرة العسكرية، تشمل فترة خدمته كطيار مقاتل، وقائد الجناح المقاتل الـ31، وعمله كنائب قائد القيادة المركزية، وقائداً للقوات الجوية الأميركية في المحيط الهادئ، ثم قائداً لسلاح الجو.
وفي سبتمبر الماضي، أعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، أن الهيئة التشريعية ستجري تصويتات فردية على 3 مرشحين، هم براون، وقائد الجيش الجنرال راندي جورج، وقائد مشاة البحرية الجنرال إريك سميث، وحصل براون على 83 صوتاً لترشيحه مقابل 11 صوتاً.
ويعد براون الرئيس الـ21 لهيئة الأركان المشتركة، ويتولى منصبه في وقت لا تزال فيه الاستراتيجية العسكرية لإدارة الرئيس جو بايدن تركز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ منذ سنوات.
تمويل أوكرانيا
قال السيناتور جاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، لـ(Breaking Defense)، إن براون يتولى منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة في وقت بالغ الأهمية، وسيحتاج إلى خوض بيئة أمنية عالمية خطيرة تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، خاصة في ما يتعلق بالصين وروسيا.
ويرى المحللان السياسيان مارك كانسيان ومايكل أوهانلون أن هناك تحديات وعلامات استفهام تنتظر براون بشأن أوكرانيا، والحدود الجنوبية.
وقال كانسيان، وهو أحد كبار مستشاري برنامج الأمن الدولي التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن "التحدي الأكثر أهمية أمام براون هو تأمين التمويل لكل من وزارة الدفاع ومساعدات أوكرانيا".
وأوضح كانسيان أن مشكلة براون "الأكبر هي أوكرانيا أولاً، لأنه إن لم يحصل على التمويل، فستكون هناك أزمة كبيرة بشأن كيفية دعم أوكرانيا".
وإذا أعطى المشرعون الضوء الأخضر لتمويل إضافي لدعم أوكرانيا، فسيحتاج براون إلى أن يوضح لبايدن سبل مواصلة إرسال الأسلحة في وقت تتضاءل فيه المخزونات الأميركية.
وأضاف كانسيان أن أوكرانيا ستكون "مشكلة حقيقية" على أي حال، سواءً إذا نالت الموافقة على تمويلها أو رُفض الأمر.
وتوقع أوهانلون، مدير أبحاث السياسة الخارجية في معهد "بروكينجز"، أن يكون تمويل أوكرانيا تحدياً كبيراً أمام براون، الذي يتعين عليه توضيح مدى أهمية استمرار الولايات المتحدة في دعم مقاومة كييف لروسيا.
وقال: "سيتعين عليه تقديم حجة مقنعة للمتشككين الجمهوريين تثبت أن استمرار المساعدات لأوكرانيا يمكن أن يغير ساحة المعركة العام المقبل، حتى لو لم يحدث هذا العام.
وأضاف أن "الرغبة في ضمان بقاء أوكرانيا كدولة، ينبغي أن تكون من بين الحجج التي على براون أن يسوقها، حتى لو لم تكن كييف قادرة على تحرير المزيد من الأراضي من روسيا، لا سيما في ظل عدم وجود استراتيجية أخرى تحافظ على أوكرانيا قوية آمنة ذات سيادة".
ميزانية البنتاجون
على الجانب الآخر، يرى كانسيان أن التحدي الكبير الثاني الذي يواجهه براون، يتعلق بميزانية الدفاع في وقت تشهد فيه البلاد تضخماً، بالإضافة إلى أن بعض الجمهوريين يدفعون نحو خفض الإنفاق الحكومي.
وتشمل الميزانية، التنسيق بين الخدمات المختلفة للقوات المسلحة، التي تعمل جميعها على نشر عدد كبير من الأسلحة والتقنيات الجديدة لتحسين وضع الجيش الأميركي للقتال في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، من أجل ضمان التوازن الصحيح بين نشر قدرات جديدة مكلفة، والحفاظ على القديمة منها.
التجنيد الإلزامي
في المقابل، يرى أوهانلون أن هناك قضيتين متصاعدتين من المرجح أن يحتاج براون إلى معالجتهما من خلال منصبه الجديد، هما التجنيد، والأزمة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
وقال أوهانلون إنه في مرحلة ما، سيحتاج كبار القادة العسكريين والبيت الأبيض إلى النظر في نقص عدد المجندين كـ"أزمة" للقوات المكونة بالكامل من المتطوعين، ما قد يتطلب المزيد من الحوافز أو ربما يلجأون إلى التجنيد الإلزامي.
وأضاف: "هناك بعض الأشخاص في البنتاجون يشعرون بقلق شديد بشأن هذا الأمر، لكن الأمر لم يرق إلى مستوى قضية سياسية رفيعة المستوى، وربما ينبغي أن يكون كذلك".
الحدود الجنوبية
أوهانلون أشار إلى أن أمن الحدود الجنوبية للولايات المتحدة ومشكلة تهريب المواد الأفيونية عبر الحدود، تعدان من القضايا المهمة التي يواجهها براون، ويُحتمل أن تلعب فيهما وزارة الدفاع دوراً أكبر.
ولفت إلى التقارير التي تفيد بأن الرئيس السابق أراد شن هجمات على أوكار صناعة المخدرات في المكسيك، قائلاً إن "دونالد ترمب ليس وحده الذي يطرح أفكاراً".
وأضاف: "على الرغم من أن خيارات الحدود ليست شيئاً ينبغي التحدث عنه علانية، إلا أن على براون أن يفكر في الأدوار التي يمكن لوزارة الدفاع أن تلعبها لدعم القضية، والدور الذي لا ينبغي لها أن تلعبه، ستكون هناك الكثير من المحادثات بشأن هذا الأمر".
وأثار تغيير سياسة الهجرة من قبل إدارة بايدن جدلاً في واشنطن، إذ اعتبر مناصروه الأكثر ميلاً الى اليسار أن القيود الجديدة صارمة جداً، بينما حذّر خصومه اليمينيون من تدفق هائل للمهاجرين نحو حدود يرون أنها ستصبح "مفتوحة".