بالصور.. الطائرات المسيرة تتصدر معرض "إيديكس 2023" في مصر

time reading iconدقائق القراءة - 8
المسيرة المصرية "30 يونيو" في معرض الصناعات الدفاعية في القاهرة. 6 ديسمبر 2023 - الشرق
المسيرة المصرية "30 يونيو" في معرض الصناعات الدفاعية في القاهرة. 6 ديسمبر 2023 - الشرق
القاهرة-إسلام أبو المجد

رغم تنوع الأسلحة والمنظومات الدفاعية المعروضة في النسخة الثالثة من المعرض الدولي للصناعات الدفاعية "إيديكس 2023" المنعقد في العاصمة المصرية القاهرة، برزت الطائرات المُسيرة أو الدرونز والأسلحة المجابهة لها بشكل ملحوظ، إذ جذبت الكثير من الزوار والوفود العسكرية، بعدما أدت أدواراً بارزة في عدد من النزاعات العالمية والإقليمية، بدءاً من النزاع الروسي الأوكراني وصولاً إلى حرب غزة.

وشاركت العديد من الشركات المصنعة لتلك الطائرات في المعرض الدفاعي، مستعرضة مهامها المختلفة وأحجامها، وذلك من خلال المعرض الوحيد المتخصص للصناعات الدفاعية في إفريقيا، والذي يعد فرصة لترويج هذه المنتجات للسوق الإفريقية.

وحرصت تركيا، التي اكتسبت مسيراتها سمعة عالمية، على مشاركة عدد من الشركات التي تنتج هذه الطائرات في المعرض.

وتعد المسيرة التركية بيرقدار TB2 أبرز الدرونز التي حلت ضيفاً على المعرض المصري، وهي طائرة بدون طيار قادرة على التحليق على ارتفاعات متوسطة، وتقوم بمهام متعددة ما بين الاستطلاع والمراقبة ومهاجمة الأهداف خلال النهار وفي الليل، فيما تصل سرعتها إلى نحو 220 كيلومتراً في الساعة الواحدة، كما أنها تحمل مجموعة مختلفة من الأسلحة، بما فيها الصواريخ الموجهة بالليزر والقنابل الذكية.

مسيرات صينية

ومن الصين، حضرت الطائرة "WING LONG 2 wl2" التي تعد من الفئات ذات الارتفاع المتوسط والمدى الطويل، وبإمكانها حمل مجموعة من الأسلحة والذخائر والمستشعرات، فضلاً عن إمكانية أن يكون بها حاضن التشويش الإلكتروني، وتقوم الطائرة الصينية في نسختها المطورة من wing long 1 بالقيام بمهام الاستطلاع والهجوم، وقد حرصت بعض الدول العربية على شراء هذا النوع من الطائرات كالمغرب.

مسيرات مصرية

لم تغب الدولة المستضيفة عن إبراز قدراتها في صناعة المٌسيرات، والأجهزة المجابهة، فقد جذبت طائرة الثلاثين من يونيو، أنظار زوار المعرض كونها مُسيرة استطلاع مزودة بمنظومة كهرومغناطيسية، وبإمكانها التصوير الليلي والنهاري والبقاء في الجو لمدة 14 ساعة، فضلاً عن نسختها المعدلة وهي السادس من أكتوبر التي تصل سرعتها إلى نحو 260 كيلو متر في الساعة، أما زمن بقائها في الجو فيصل إلى نحو 30 ساعة.

كما حرصت القاهرة على عرض منظومة الاشتباك المطورة بنظام الاتزان، وتتبع الأهداف آلياً، والتي شهدت تحديثاً في نسختها الحالية ليطلق عليها لقب "صائد المسيرات"، وهي مدعومة بمدفع عيار 14 ونصف مللي متر خارقة للدروع، ويمكنها كشف الأهداف من طائرات الدرون والمسيرات الانتحارية.

ويرى الباحث المختص في الشأن العسكري مينا عادل، أن المُسيّرات تأتي دون أدنى شك في أولويات الكثير من المصنعين، بسبب ما تقدمه في مسرح العمليات، والذي تزيد أهميته بمرور السنين، وبالأخص بعد الحرب الروسية- الأوكرانية.

أنواع المسيرات

وأشار في حديثه لـ"الشرق"، أن المُسيّرات الانتحارية كانت حاضرة بقوة في المعرض، وكذلك الأنواع الصغيرة التي من الممكن أن يحملها الفرد المقاتل بسهولة ويطلقها، ويتحكم بها بواسطة التطبيقات الإلكترونية على هاتفه أو الألواح الإلكترونية "Tablets".

ولفت عادل إلى المُسيرات الانتحارية الكبيرة، والتي أصبحت عقبة كبيرة للدفاعات الجوية بفضل سرعتها القليلة وتصميمها الذكي، الذي يساعدها على التملص واختراق أقوى شبكات الدفاع الجوي، ولكن أيضاً ظهرت فئة جديدة تمثلت في المُسيّرات الانتحارية التي تعمل بنمط الفريق، لتبحث عن الأهداف بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وتحدث عن نوعين من المُسيّرات كبيرة الحجم، وهما: التصميمات "الشبحية" قليل البصمة الرادارية، و"التقليدية" التي تنتجها الكثير من الدول، وتستطيع حمل المزيد من الأسلحة بعيدة المدى، والممكن أن تقلل الاعتماد على الطائرات المقاتلة المعتادة ذات التكنولوجيا المعقدة.

وأشار إلى أن المُسيّرات الكبيرة تستطيع أداء المهمات بفاعلية كبيرة وبتكلفة قليلة، لافتاً إلى ظهور بعض الأنواع تحديداً التي تستطيع حمل صواريخ كروز مجنحة بعيدة المدى، وتصل إلى 250 كيلومتراً.

أما بالنسبة للفئة المتوسطة من المسيرات، فيرى الباحث في الشأن العسكري، أن الاهتمام الأكبر من المصنعين تمثل في التركيز على الانتقال من المحرك المكبسي Piston engine إلى المحرك النفاث Jet Engine، مع العمل على زيادة الحمولة القتالية من خلال زيادة عدد حوامل الصواريخ على جناح المسيرة، وتعزيز قدرتها الدفاعية بواسطة إضافة "حواضن التشويش الرادارية- ECM POD" وإمكانية تزويدها بمنظومات دفاع ذاتية تطلق الأشراك الرادارية والحرارية –Chaf/Flares.

كما يشير عادل إلى الفئة الجديدة من المُسيّرات المعروفة باسم "Collaborative Combat Aircraft" CCA أو المُسيّرات المتعاونة المعززة بالذكاء الاصطناعي، وهي مصممة لتساعد الطائرات المقاتلة التقليدية في أداء المهمات المختلفة، سواء كانت "جو/ جو" و"جو/ أرض" وحتى مهمات التشويش الإلكتروني لمهمات تحييد الدفاعات الجوية. 

ويمكن التحكم في أكثر من مُسيّرة في وقت واحد بمهمات مختلفة، دون الحاجة إلى المزيد من الطائرات المقاتلة المرافقة، إضافة إلى إمكانية التحكم ليس فقط في الطائرات المقاتلة، ولكن في طائرات التدريب الخفيفة، مما يجعلنا نرى مستقبل الحروب الجوية يتجه أكثر نحو الجمع بين الطائرات المقاتلة، خاصة من الأجيال الجديدة والمُسيّرات المعاونة.

خيار مناسب للدول النامية

ويوضح الخبير العسكري سمير راغب، أن الطائرات المُسيرة بأنواعها المختلفة سواء الاستطلاعية أو الهجومية والانتحارية، مناسبة للدول النامية كونها خياراً ملائماً للقضاء على الجماعات المتطرفة على سبيل المثال في تلك الدول، دون الحاجة إلى قواعد جوية أو مطارات. 

ويوضح راغب في حديثه لـ"الشرق"، أن بعض الدول النامية تفضل الحصول على هذه الطائرات كونها لا تحتاج إلى تدريب كبير، ولا تحتاج إلى طيار لقيادتها، كما لا يشترط أن يتوفر المتحكم فيها على إمكانات ومهارات واسعة، مشيراً إلى أن بعض الدول تلجأ إلى الحصول عليها من السوق السوداء.

ويرى أن انخفاض تكلفة هذه الطائرات وإمكانية تصنيعها محلياً وتوفير قطع غيار لها من السوق المحلي من الميزات التي تشجع الدول على اقتناء تلك الطائرات، كما أن فقدانها أو استهدافها لن يسفر عن خسائر بشرية كونها بلا طيار.

ويستبعد راغب أن تكون الطائرات المٌسيرة بديلاً عن الطائرات التقليدية التي تقوم بالعديد من المهام التكتيكية والاستطلاعية والهجومية، مشيراً إلى أنه قد يمكن الاعتماد على طائرات الدرونز في مهام الاستطلاع كبديل عن الطائرات التقليدية، لكنها تظل عنصراً تكميلياً، وليست بديلاً بأي حال حتى مع اختلاف أحجامها وقدراتها.

تصنيفات

قصص قد تهمك