الهند تختبر إقلاع وهبوط طائرة مسيرة محلية الصنع على حاملة طائرات

time reading iconدقائق القراءة - 7
حاملة الطائرات الهندية INS Vikrant في حوض لبناء السفن في مدينة كوشي. 2 سبتمبر 2022 - REUTERS
حاملة الطائرات الهندية INS Vikrant في حوض لبناء السفن في مدينة كوشي. 2 سبتمبر 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

اختبرت البحرية الهندية بنجاح إقلاع وهبوط طائرة مسيرة محلية الصنع لأول مرة من على سطح حاملة الطائرات الهندية INS Vikrant التي دخلت الخدمة التشغيلية الكاملة، وتستعد للمشاركة في مناورات "ميلانو" البحرية المقررة في فبراير 2024.

وبحسب موقع Eurasian Times المتخصص في الشؤون العسكرية، فإن البحرية الهندية أنجزت اختبار هبوط طائرة مسيرة على متن حاملة الطائرات بنجاح مطلع العام الجاري، لكن نتائج الاختبار ظلت طي الكتمان، وواصلت القوات البحرية العمل بهدوء على تعزيز قدراتها في توظيف الطائرات المسيرة على متن سفنها الحربية.

وتعمل البحرية الهندية على استكشاف التصاميم الخاصة بمنصات الهبوط لاستيعاب الطائرات المسيرة بكافة أنواعها، الهجومية وغير الهجومية على متن سفنها الحربية. 

ومثّل العقد الأول من القرن الجاري بداية استخدام طائرات مسيرة ذات أجنحة ثابتة في العمليات البحرية، مثل طائرات Heron وSearcher التي اقتنتها نيودلهي من إسرائيل، وكانت تشغلها من على الشواطئ.

أهمية الاختبار

سمح الاختراق الأخير الذي حققته البحرية الهندية للسفن التي تبحر في عرض البحر بتولي قيادة الطائرات المسيرة بعد إطلاقها من الشواطئ، بعد ذلك يمكن للسفن الحربية استخدام هذه الطائرات لأغراض المراقبة والاستخبارات والاستطلاع.

وبحسب الموقع، فقد هبطت طائرة رباعية المراوح من صنع شركة Sagar Defense Engineering الهندية على متن حاملة الطائرات Vikrant ثم أقلعت منها بنجاح، ومن المفترض أن تعمل الطائرات المسيرة الأصغر حجماً التي يتم تشغيلها من حاملات الطائرات والسفن الحربية على زيادة نطاق المراقبة لهذه السفن، كما ستعمل على تعزيز الاتصالات بين السفن من خلال نقل الإشارات، ولا سيما من القمر الصناعي Rukmani المخصص للاتصالات البحرية، لتصبح هذه الطائرات جزءاً من شبكة اتصالات كبيرة تهدف إلى تنسيق الاتصالات بين الطائرات والسفن والأقمار الصناعية.

ويأتي الاختراق الهندي بعد إنجاز مشابه حققته البحرية البريطانية الشهر الماضي، حيث هبطت طائرة مسيرة من طراز Mojave على متن حاملة الطائرات البريطانية HMS Prince of Wales، وأقلعت منها بنجاح قبالة سواحل الولايات المتحدة الشرقية، لتصبح بذلك أكبر طائرة مسيرة يتم إطلاقها من على متن حاملة طائرات بريطانية.

وقال خبراء لموقع Eurasian Times، إن الخطوة الهندية تمهد الطريق أمام إمكانية تشغيل طائرات مسيرة أكبر حجماً على متن حاملات الطائرات الهندية، وأوضح الضابط المتقاعد في البحرية الهندية، ميليند كولشريشتا في حديث للموقع، أن الطائرات المسيرة الثقيلة التي تُطلق من حاملات الطائرات مزودة بقدرات استشعار بصرية وأدوات ملاحية متقدمة، وبإمكانها حمل أسلحة فتاكة لأداء أدوار هجومية.

وأضاف كولشريشتا، في معرض حديثه عن مستقبل الطائرات المسيرة التي ستنضم إلى البحرية الهندية، أن هذه الطائرات التي يتم تشغيلها من على متن حاملات الطائرات يجب أن تكون مزودة بقدرات استطلاع ومراقبة، وأسلحة مضادة للغواصات والسفن، وأن تكون مدعومة بالذكاء الصناعي، لإكسابها القدرة على المناورة على مستوى الحرب الجوية.

ووفقاً للموقع، فمن المفترض أن تحمل حاملة الطائرات الهندية Vikrant طائرتين مسيرتين إلى جانب مقاتلات Rafale-M التي طلبتها الهند من فرنسا مؤخراً، لكن من غير المعروف بعد أي فئة من الطائرات المسيرة تعتزم البحرية الهندية نشرها على حاملات الطائرات.

أنظمة جوية غير مأهولة

ونشرت البحرية الهندية، العام الماضي، طلب معلومات، بشأن السعي للحصول على 40 طائرة مسيرة قابلة للإقلاع والهبوط على متن سفنها الحربية التي يزيد طولها عن 100 متر، لاستخدامها لأنشطة الاستطلاع والمراقبة وتحديد الأهداف والتوعية بالمجال البحري المحيط بقواتها البحرية.

وأضافت البحرية الهندية في الوثيقة التي صدرت في 29 يونيو من العام الماضي، أن الأنشطة الثانوية المسندة إلى الطائرات المسيرة البحرية المطلوبة ستشمل المساعدة في عمليات البحث والإنقاذ، ومكافحة القرصنة وعمليات مكافحة الإرهاب، باعتبار أن أكبر ميزة للطائرات المسيرة المحمولة على متن السفن تكمن في إمكانية نشرها من قبل القوات البحرية في أي وقت.

وقررت البحرية الهندية العام الماضي إدخال أول طائرة مسيرة محلية الصنع قادرة على حمل ركاب أطلقت عليها اسم Varuna، حيث صُممت الطائرة بالتعاون بين شركة Sagar Defense Engineering Private Limited والبحرية الهندية، لتكون قادرة على حمل أفراد من البحرية والانتقال بهم من سفينة إلى أخرى أثناء إبحارها.

وبحسب الموقع، فيمكن التحكم بهذه الطائرة عن بُعد، أو برمجتها على الطيران بشكل مستقل للقيام برحلة محددة مسبقاً، وبإمكانها حمل مجموعة متنوعة من الحمولات تصل إلى 130 كيلوجراماً بحد أقصى، والتحليق لمسافة تتراوح من 25 إلى 30 كيلومتراً خلال نصف ساعة، وزُودت المركبة بمظلة باليستية تحول دون سقوطها، وتحطمها في حال تعرضها لأي عطل أثناء رحلتها.

كما وقعت شركة Larsen and Toubro الهندية، العام الماضي، مذكرة تفاهم مع شركة ناشئة لتطوير مركبات مسيرة تُطلق من الغواصات، حيث ستلعب هذه المركبات دوراً حاسماً في الحرب المضادة للغواصات، فضلاً عن إمكانية لعب دور فعال في عمليات مكافحة الألغام، وأداء مهام المراقبة والاستطلاع.

كما حاولت البحرية الهندية على مدار العقدين الماضيين اقتناء طائرات مسيرة محمولة على متن السفن الحربية، وحصلت على عروض عديدة من شركات أجنبية، حيث اختبرت البحرية الهندية في عام 2007 طائرة مسيرة نمساوية الصنع من طراز Schiebel Camcopter على متن سفينة الدوريات الهندية INS Sujata لكن لم توقع نيودلهي أي صفقة مع الشركة المصنعة لاقتناء الطائرة.

علاوة على ذلك، مولت البحرية الهندية جزئياً جهوداً مشتركة من قبل شركة Hindustan Aeronautics Limited الهندية وشركة صناعة الفضاء الإسرائيلية الحكومية IAI، لتحويل مروحية Chetak إلى مروحية مسيرة، لكن المشروع فشل بسبب صعوبات تكنولوجية، لتعود الشركة الإسرائيلية مجدداً، وتعرض على البحرية الهندية تفكيك المروحية الهندية الشهيرة Dhruvـ، لتحويلها إلى مروحية مسيرة، لكن نيودلهي رفضت العرض.

تصنيفات

قصص قد تهمك