تستعد روسيا لإحالة السفينة الحربية النووية "بيوتر فيليكي"، من طراز كيروف، الوحيدة من نوعها في العالم، إلى التقاعد، بعد رفض تحديثها بسبب تكلفتها التشغيلية الباهظة.
وقال موقع Eurasiantimes الدفاعي المتخصص، إنه كان من المفترض أن يتم تجديد وتحديث السفينة "بيوتر فيليكي"، بعد إنهاء السفينة الأخرى من نفس فئتها "الأدميرال ناخيموف" تحديثها، ولكن موسكو اتخذت قراراً بإحالتها إلى التقاعد، بسبب المخاوف من التكاليف الباهظة والتحديات الفنية التي تنطوي عليها عمليات الصيانة.
ولا تتناغم تلك الفئة مع المفاهيم الأحدث بالنسبة لمقاييس البحرية الروسية، التي تفضل زوارق الصواريخ متوسطة الحجم والمدججة بالسلاح، والطرادات، والفرقاطات، بقدراتها على ضرب أهداف برية وسفن سطحية.
ولا يشير عدم تحديث السفينة الكبيرة من طراز كيروف، التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، إلى التشكيك بالكفاءة العسكرية لها، إذ يمكنها بترسانة كبيرة أن توفر للأسطول غطاءً فعالاً ضد المهاجمين من البر أو السفن، فضلاً عن تزويدها بالدفاع الجوي، والقدرة على ضرب الغواصات أثناء الإبحار لفترات طويلة من الزمن، وذلك بسبب القوة غير المحدودة تقريباً، الناتجة عن المفاعلات النووية.
السفينة الأخيرة
وقال مسؤول روسي بارز، إنه من المقرر أن يتم إخراج السفينة الحربية العملاقة من الخدمة، ما يترك سفينة واحدة فقط نشطة من طراز كيروف في الأسطول الروسي.
وبعد الانتهاء من تحديث "الأدميرال ناخيموف"، ستنضم مرة أخرى إلى الأسطول الشمالي الروسي بحلول عام 2024-2025، ما يجعلها الوحيدة من نوعها المتبقية.
وسيضيف التحديث لـ"الأدميرال ناخيموف"، 10 قاذفات محمولة على متن السفن متعددة الاستخدامات، قادرة على حمل ثمانية صواريخ كروز من طراز Kalibr-NK و/أو Oniks.
ويتوقع أن يتم تحميل صواريخ Zircon الفرط صوتية على متن السفينة النووية.
وستعمل روسيا على نشر سفينة "الأدميرال ناخيموف" في القطب الشمالي، التي برزت كمنطقة خلاف جيوسياسية وتجارية مهمة بين روسيا والولايات المتحدة وأوروبا.
ويمكن مقارنة فئة كيروف بسفن هبوط الطائرات المروحية اليابانية من فئة إيزومو، بينما تتميز بوزن يتجاوز ثلاثة أضعاف وزن المدمرات من فئة Arleigh Burke التابعة للبحرية الأميركية.
وخططت موسكو في البداية لتحديث كل من "بيوتر فيليكي" و"الأدميرال ناخيموف" باستخدام أجهزة استشعار وإلكترونيات وأسلحة متطورة، لكن مصير "بيوتر فيليكي" تغير.
ويعكس قرار البحرية الروسية بإحالة "بيوتر فليكي" للتقاعد، إلى التركيز على الفرقاطات والطرادات الأصغر حجماً على حساب المدمرات الأكبر حجماً أو السفن ذات حجم الطراد منذ الحقبة السوفيتية.
كما أدى إدخال صواريخ مثل Zircon المضاد للسفن الفرط صوتي، وصاروخ Kaliber، إلى تقليل الحاجة الإجمالية لمقاتلات سطحية كبيرة ومدججة بالسلاح، نظراً لقدرة تلك الصواريخ على الاشتباك مع الأهداف بشكل فعال من المياه الساحلية.
نقطة الاشتعال الثانية
أكد Eurasiantimes، أن الطراد القتالي المتبقي من فئة كيروف، يقوم بدوريات في القطب الشمالي التي توصف بأنها "نقطة الاشتعال التالية".
ويتوقع أن تخدم الطرادة القتالية المتبقية من طراز كيروف ضمن الأسطول الشمالي، ما يعكس تركيز روسيا المتزايد على منطقة القطب الشمالي باعتبارها طريقاً تجارياً رئيسياً، وساحة معركة جيوسياسية. وأكدت القيادة الروسية أن منطقة القطب الشمالي تعتبر نقطة اشتعال مستقبلية مع الغرب.
وقال رئيس الأركان العامة الروسية، الجنرال فاليري جيراسيموف، إنه في حين استخدم حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أراضي فنلندا والسويد بشكل متزايد لنشر قوات الناتو وتعزيز عملياته في المناطق المتاخمة لروسيا، ردت موسكو بأنشطة عسكرية مثل "تطوير مجموعات القوات بشكل منهجي في القطب الشمالي وإنشاء وتحديث البنية التحتية اللازمة".
وأشار إلى أن الأنشطة العسكرية في منطقة القطب الشمالي لا تستهدف استعراض القوة العسكرية، بل ضمان أمن التنمية الاقتصادية، بما في ذلك الملاحة في طريق بحر الشمال وتنفيذ مشاريع في مجال استكشاف واستخراج الموارد الطبيعية.
وتوفر السفن الكبيرة من طراز كيروف "قدرة فائقة"، على التحمل والانتشار البحري الممتد عند إعادة إمدادها جواً.
وتستخدم روسيا بالفعل كاسحات الجليد التي تعمل بالطاقة النووية في القطب الشمالي، والتي تخدم أدواراً شبه دبلوماسية، وتأكيداً إقليمياً، بصرف النظر عن غرضها المتمثل في استكشاف الموارد.
واستمرار روسيا في تحديث سفينة "الأدميرال ناخيموف"، يشير إلى قناعة موسكو بأهمية السفن من طراز كيروف، المسلحة بالنسخة البحرية من نظام الدفاع الجوي S-400.