كيف استطاعت غواصة صغيرة إغراق حاملة طائرات أميركية "افتراضياً"؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
حاملة الطائرات "يو إس إس رونالد ريجان"، في القاعدة البحرية الأميركية في يوكوسوكا، جنوب طوكيو. اليابان - Reuters
حاملة الطائرات "يو إس إس رونالد ريجان"، في القاعدة البحرية الأميركية في يوكوسوكا، جنوب طوكيو. اليابان - Reuters
دبي-الشرق

قبل نحو عقدين من الآن، لم يكن يخطر ببال أكثر القادة العسكريين الأميركيين تشاؤماً أن يكون بمقدور غواصة واحدة صغيرة إغراق أحد أكثر حاملات الطائرات الأميركية مقدرة وتفوقاً، ولكن المسؤولين الأميركيين واجهوا هذا الخطر فعلياً، بعد حدوثه بشكل افتراضي وليس واقعياً.

وبحسب مجلة "ناشونال إنترست" الأميركية، فخلال تمرين بحري أُجري قبالة سواحل ولاية كاليفورنيا الأميركية عام 2005، أحدثت غواصة سويدية صغيرة من الفئة Gotland تعمل بوقود الديزل صدمة في عالم البحرية العسكرية، عندما تمكنت "افتراضياً" من إغراق حاملة الطائرات الأميركية USS Ronald Reagan، التي تعمل بالوقود النووي، وتُعد إحدى أكثر القطع البحرية قوة وتقدماً في العالم.

وأوضحت المجلة أن الغواصة السويدية HSMS Gotland وطاقمها كانوا معارين للبحرية الأميركية، بغرض إجراء تمرين لاختبار تكنولوجيا وتكتيكات مضادة للغواصات، وعلى الرغم من أن حاملة الطائرات USS Ronald Reagan كانت مصحوبة بمجموعتها الضاربة، التي تشمل مدمرات ومروحيات وطائرات مخصصة للحرب المضادة للغواصات، تمكنت الغواصة السويدية من اختراق شبكة الدفاعات الحصينة المضادة للغواصات، وإصابة حاملة الطائرات الأميركية، خلال محاكاة لتوجيه ضربة بالطوربيدات.

هزيمة متكررة

وتمكنت الغواصة السويدية من تكرار مناورتها عدة مرات خلال عامين، على نحو قرع جرس إنذار لدى المسؤولين الأميركيين.

ولفت ذلك انتباه منافسين للولايات المتحدة، مثل روسيا والصين وغيرهما، فالحقيقة أنه إذا كان بمقدور غواصة صغيرة تعمل بوقود الديزل تبلغ تكلفتها نحو 100 مليون دولار، إغراق حاملة طائرات فائقة تبلغ تكلفتها 6 مليارات دولار، فستكون البحرية الأميركية في ورطة إذا ما نشب صراع مع روسيا أو الصين.

ولفتت المجلة إلى أنه على الرغم من الحجم والوزن الهائلين لحاملة الطائرات USS Ronald Reagan، تبلغ سرعتها القصوى 30 عقدة، أو نحو 35 ميلاً في الساعة، وهي سرعة فائقة بالقياس إلى وزن الحاملة البالغ أكثر من 100 ألف طن، وهذا يعني أنه لو كانت الغواصة السويدية عدواً حقيقياً لكان يُفترض أن تستطيع حاملة الطائرات الأميركية رصد طوربيداتها، والقيام بمناورة للإفلات منها.

وعلاوة على ذلك، فإن حاملة الطائرات USS Ronald Reagan جيدة التسليح، ويُفترض أنها قادرة على الصمود لعدة ضربات من الغواصة السويدية الصغيرة. وحتى لو لم تتمكن من إغراقها، فستُلحق بها ضرراً بالغاً، وتجبرها على الخروج من الخدمة للصيانة.

وللإجابة عن السؤال: كيف استطاعت الغواصة السويدية الصغيرة إغراق قطع بحرية أميركية عملاقة عدة مرات؟ شرحت المجلة أن معظم الدول تستخدم غواصات تعمل بوقود الديزل عوضاً عن الوقود النووي، بسبب الكلفة الكبيرة والتكنولوجيا المعقدة.

ولكن الغواصات العاملة بوقود الديزل أبطأ وأكثر قابلية للرصد بسبب ضجيج محركاتها، ولا تستطيع البقاء تحت سطح الماء سوى أيام أو أسابيع على الأكثر، بخلاف الغواصات النووية القادرة على البقاء في الأعماق لعدة أشهر إذا اقتضت الضرورة.

ولكن المهندسين السويديين الذين يفهمون جيداً عيوب الغواصات العاملة بوقود الديزل، نقبوا في التاريخ إلى أن هداهم البحث إلى المحرك Stirling الذي اختُرع أوائل القرن التاسع عشر، وزودوا الغواصة HSMS Gotland بنسخة مطورة منه.

وتمتاز الغواصات بصوت خفيض للغاية يستعصي التقاطه بواسطة السونار، كما أضافوا خصائص شبحية أخرى إلى الغواصة، مثل طلاء مقاوم لموجات السونار وتجهيزات كهرومغناطيسية لتقليل بصمتها المغناطيسية، وساعدت كل هذه التحسينات الغواصة السويدية على الإفلات من الرصد.

تصنيفات

قصص قد تهمك