تسعى روسيا إلى تطوير طائرة مقاتلة من الجيل السادس يمكن نشرها بحلول عام 2050، وهو ما يجسّد عصراً جديداً من الحروب الجوية يتميز بقدرات متقدمة وتكنولوجيا حديثة، حسبما أفاد المدير العلمي لمعهد البحوث الحكومي الروسي لأنظمة الطيران يفجيني فيدوسوف.
وأوضح فيدوسوف أنه يتم التفكير حالياً في مفهوم طائرة مقاتلة من الجيل السادس، وأن عملية التطوير تنطوي على مشاورات وتعاون مكثفين مع المتخصصين العسكريين لتوقّع متطلبات الصراعات المسلحة المستقبلية، حسبما نقل موقع "The Eurasian Times" عن وسائل إعلام روسية.
وسلَّط فيدوسوف الضوء على مخاوف بالغة الأهمية فيما يتعلق بتعقيد تصميم الطائرات المقاتلة من الجيل التالي، مشيراً إلى أنه مع كل تكرار متتالي للطيران العسكري، يميل الحجم والوزن إلى الزيادة، ما يؤثر بالضرورة على تكلفة مثل هذه المعدات.
وأضاف المسؤول الروسي، أن مجموعة الطيران القتالي من الجيل السادس ستشمل طائرات مأهولة ومركبات بدون طيار.
وأشار إلى أن مثل هذه الأصول المختلطة يمكن أن توجد من حيث المبدأ، لافتاً إلى أن حجم وسرعة الطائرات بدون طيار ستمكنها من العمل كمرافقين ضمن مجموعة.
وتابع "يمكن استخدام الطائرات بدون طيار ضمن هذه المجموعات لضرب الأهداف القريبة"، مشدداً على ضرورة الإشراف البشري لفهم المشهد التكتيكي بعد الضربة.
ولم يكشف فيدوسوف ما إذا كانت الطائرات ستُطور ضمن برنامج جديد، خاصة بعد إعلان روسيا في السابق أنها منخرطة في برنامج Mikoyan PAK DP، بهدف إنشاء طائرة اعتراضية من الجيل التالي لخلافة Mikoyan MiG-31.
جدل بشأن مقاتلة الجيل السادس
يشمل مفهوم الطائرة المقاتلة من الجيل السادس حقبة جديدة من الحرب الجوية تتميز بقدرات متقدمة وتقنيات متطورة، إذ تستعد لإعادة تعريف التفوق الجوي من خلال الأداء المعزز في القتال "جو-جو"، والقدرة على اختراق المجالات الجوية المحظورة.
وبناء على نجاح منصات الجيل الخامس، سيتم تصميم مقاتلات الجيل السادس للتكيف مع الاتجاهات المتطورة في الحروب الجوية، حيث تفسح سيناريوهات القتال التقليدية المجال أمام اشتباكات طويلة المدى باستخدام صواريخ جو-جو خارج نطاق الرؤية.
وفي السنوات الأخيرة، أعلنت العديد من الدول عزمها الشروع في تطوير برامج طائرات مقاتلة من الجيل السادس محلية الصنع، ما يدل على دفعة عالمية نحو تطوير قدرات الطيران العسكري.
ويُعد سلاح الجو الأميركي لاعباً رئيسياً في هذا المجال، حيث يسعى بنشاط لتطوير طائرة مقاتلة من الجيل القادم من خلال مبادرة "الهيمنة الجوية" للجيل القادم (NGAD).
كما ظهرت مبادرات متعددة الجنسيات، تعكس نهجاً استراتيجياً للاستفادة من الموارد والخبرات المشتركة مع التخفيف من تكاليف التطوير.
وتحالفت اليابان وإيطاليا وبريطانيا في أحد هذه المشاريع، إذ وحّدت جهودها لتطوير طائرة من الجيل السادس تحمل اسم Tempest، بينما انضمت فرنسا وألمانيا وإسبانيا إلى برنامج متعدد الجنسيات.
ويُعتقد أن الصين بصدد تطوير طائرتها المقاتلة من الجيل السادس، بعد أن أظهرت سابقاً قدراتها من خلال بناء الطائرة المقاتلة من الجيل الخامس J-20.
فيما واجهت روسيا صعوبات في نشر طائرتها المقاتلة الشبحية SU-57، بأعداد كبيرة، فضلاً عن العقوبات التي تعرقل تطوير طائرة من الجيل السادس حالياً.
وتتباين الآراء لدى المخططين الروس بشأن ما إذا كان ينبغي أن تكون مقاتلات الجيل السادس مأهولة أم غير ذلك.
وأكد فيدوسوف أنه على الرغم من أن الطائرات المقاتلة من الجيل السادس قد تتضمن تقنيات متقدمة، إلا أنها لن تنتقل إلى عمليات كاملة بدون طيار.
وشدد على الدور الذي لا يمكن الاستغناء عنه للطيارين البشريين، لافتاً إلى محاولة خلق جميع الظروف اللازمة لأداء المهام القتالية المعقدة.