"عسكرة التكنولوجيا".. الجيش الصيني يختبر كلباً آلياً مسلحاً

time reading iconدقائق القراءة - 6
لقطة من فيديو يظهر كلباً آلياً مسلحاً يشارك في تدريبات عسكرية مشتركة بين الصين وكمبوديا. 25 مايو 2024 - CCTV
لقطة من فيديو يظهر كلباً آلياً مسلحاً يشارك في تدريبات عسكرية مشتركة بين الصين وكمبوديا. 25 مايو 2024 - CCTV
دبي -الشرق

عرض التلفزيون الصيني مقطع فيديو يظهر كلباً آلياً مسلحاً خلال مناورات عسكرية مشتركة بين الصين وكمبوديا، صنعته شركة ناشئة بتمويل من شركات استثمارية كبرى، ما يثير مخاوف من استغلال بكين التكنولوجيا "لأغراض عسكرية"، وفق صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وكان أول ظهور للكلب الآلي، الذي زوّده الجيش ببندقية هجومية يمكنه إطلاق النار منها، هو "أبرز حدث" في التدريبات المشتركة، التي أجراها الجيشان الصيني والكمبودي خلال مناورات  "التنين الذهبي 2024" في مايو الجاري، بحسب التلفزيون الرسمي الصيني.

ويظهر في هذا الفيديو كلب آلي صنعته شركة Unitree Robotics، التي كانت تحمل في السابق اسم Hangzhou Yushu Technology، وحصلت على دعم من شركات رأس استثمارية، بينها مجموعة HongShan المملوكة لرجل الأعمال الصيني نيل شين، التي كانت تُعرف سابقاً باسم Sequoia Capital China، وشركة Matrix Partners China، وShunwei Capital التي أنشأها لي جون مؤسس Xiaomi.

 وفي فبراير الماضي، جمعت الشركة الناشئة مليار رنمينبي (ما يعادل 140 مليون دولار) في جولة تمويل تضمنت تطبيق Meituan لتوصيل الطعام، وجعلت المجموعة أكبر مستثمر خارجي لها، بحصة قدرها 8%.

وقالت Unitree إنها لا تبيع منتجاتها إلى الجيش الصيني، وليس من الواضح كيف اشترى الجيش الصيني الكلب الآلي، وفقاً لتقرير "فاينانشال تايمز".

"عسكرة التكنولوجيا"

وأشارت الصحيفة إلى أن استخدام الجيش الصيني لمنتج صنعته شركة Unitree يبرز مدى صعوبة أن تضمن شركات الاستثمارات، والشركات الناشئة عدم إضفاء "طابع عسكري" على استثماراتها في التقنيات العابرة للحدود، مثل الروبوتات.

وتشير سجلات الشركة إلى أن التمويل الذي حصلت عليه شركتا HongShan وMatrix Parteners China، جاء من أموالهما المقومة بالرنمينبي (لا تشمل مستثمرين أميركيين)، وأن الشركتين تمتلكان حصصاً بنسبة 7% و6% من Unitree على التوالي، وفقاً لشركة Tianyancha المتخصصة في توفير بيانات الشركات.

ورجحت الصحيفة أن ظهور الكلب الآلي المملوك للقوات المسلحة الصينية ربما يدفع واشنطن إلى التأكد من عدم استخدام تمويلات أميركية لدعم استخدام الصين للتكنولوجيا لأغراض عسكرية.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي حذّرت باستمرار من أن التكنولوجيا المتقدمة يمكن أن ينتهي بها المطاف إلى مساعدة الجيش الصيني، أعلنت في أغسطس الماضي، مرسوماً يهدف لتقييد بعض التمويل الأميركي للصين، فيما كثف مشرعون أميركيون أيضاً تدقيق الاستثمارات في الصين.

ووفقاً للصحيفة، استثمر فريق نيل شين لأول مرة في Unitree عام 2020، وشارك في العديد من جولات التمويل اللاحقة، وفقاً لمزود البيانات ITJuzi.

وقالت Unitree إن منتجاتها تُصنع "للاستخدام المدني"، وإن الشركة لا تشارك في توزيعها لأي أغراض عسكرية، مضيفة أنها لا تربطها "أي علاقات تعاقدية أو تجارية مع أي أطراف ذات صلة بالجيوش".

بدورها، أكدت شركة HongShan، أنها لا تستثمر في الشركات التي تعمل لأغراض تسهيل أو تقديم دعم للاستخدام العسكري".

وأضافت أنه إذا حصل أي كيان بشكل مستقل على منتجاتUnitree  من طرف ثالث، فإنMatrix Partners China  لا علاقة لها بذلك. ولم تستجبShunwei Capital  وMeituan لطلبات "فاينانشيال تايمز" للتعليق.

"أحدث مجند" بالجيش

وقال الجندي الصيني تشين وي للتلفزيون الرسمي الصيني، إن الكلب الآلي ببندقيته المرفقة يمكنه "تنفيذ عملية إطلاق نار بعد اكتشاف العدو"، مضيفاً أن الكلب الروبوت "أصبح عضواً جديداً في فريق عملياتنا الهجومية والدفاعية في المناطق الحضرية".

ولفتت الكلاب الروبوتية التي تصنعها شركة Unitree الأنظار لأول مرة خلال فترة الإغلاق التي فرضتها السلطات في شنغهاي أثناء جائحة كورونا عام 2022، بعد تثبت مكبر صوت على ظهر أحدها لإصدار أوامر لسكان المدينة.

ونقلت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية المملوكة للدولة عن خبير لم تذكر اسمه قوله، إن التدريبات أظهرت أن الجيش الصيني كان يختبر الكلاب الآلية "على نحو مكثف"، وأن ظهورها لأول مرة في تدريبات عسكرية مشتركة يعني أن برنامجاً جديداً "بلغ مستوى معيناً من النضج التقني".

وتبيع Unitree على منصة أمازون للتسوق الإلكتروني كلاباً آلية مشابهة لتلك التي يستخدمها الجيش الصيني، كما بدأت الشركة أيضاً تسويق آلي مشابه للإنسان بقيمة 99 ألف رنمينبي (نحو 13.69 ألف دولار)، وفق "فاينانشيال تايمز".

وساعدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين في زيادة وتيرة الاندفاع إلى الشركات الناشئة في مجال الدفاع، لكنها أسهمت في خفض تمويل المجموعات الصينية، إذ انسحب مستثمرون أميركيون وعالميون من الاستثمار في الصين.

ولفت هذا الوضع انتباه الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي سأل كبار رجال الأعمال عنه في وقت سابق من هذا الشهر، فيما أشارت وسائل إعلام حكومية صينية إلى سؤال الرئيس للمديرين التنفيذيين: "لماذا يتراجع عدد شركات يونيكورن (شركات التكنولوجيا الناشئة التي تقدر قيمتها السوقية بمليار دولار أو أكثر) الجديدة؟"، دون أن تورد الإجابة. 

تصنيفات

قصص قد تهمك