شاركت في "عملية النصيرات".. ما هي وحدة "اليمام" الإسرائيلية؟

تحتل قمة وحدات الاغتيالات الإسرائيلية.. وتضم عناصر قوات خاصة

time reading iconدقائق القراءة - 7
اثنان من المحتجزين الإسرائيليين الذين استعادهم الجيش وسط قطاع غزة في مدينة رمات غان قرب تل أبيب، إسرائيل. 8 يونيو، 2024 - REUTERS
اثنان من المحتجزين الإسرائيليين الذين استعادهم الجيش وسط قطاع غزة في مدينة رمات غان قرب تل أبيب، إسرائيل. 8 يونيو، 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، تحرير 4 محتجزين لدى حركة "حماس" في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، في عملية عسكرية أودت بحياة أكثر من 200 فلسطيني، مع استمرار الحرب على القطاع، التي دخلت شهرها التاسع.

وقال الجيش الإسرائيلي إن "عملية مركبة للجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والشرطة (الوحدة الشرطية الخاصة)، تمكنت من تحرير 4 محتجزين، هم نوعا أرجماني (25 عاماً)، وألموج مئير (21 عاماً)، وأندري كوزلوف (27 عاماً)، وشلومي زيف (40 عاماً)، الذين اختطفتهم حركة حماس في 7 أكتوبر".

وأشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إلى أنه تم تنفيذ العملية في منطقة مخيم النصيرات، التي لم يعمل بها الجيش الإسرائيلي من قبل، ولم تدخلها أي قوة إسرائيلية.

فيما ذكر مسؤولون إسرائيليون، أنه جرى التخطيط للعملية قبل أسابيع، بهدف تحرير محتجزين لدى حركة "حماس" من قطاع غزة.

وحدة "اليمام"

في الأيام التي سبقت العملية، عملت وحدة "اليمام"، التابعة للشرطة الإسرائيلية على تنفيذ سيناريوهات مختلفة لاستخراج المحتجزين من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وفقاً لما ذكرته "تايمز أوف إسرائيل".

واكتسبت وحدة "اليمام" مكانة خاصة في القوات الخاصة الإسرائيلية، بكفاءة تشغيلية عالية في "القنص وتحرير الرهائن والتعامل مع الجرائم الخطيرة".

وتأسست الوحدة وفقاً لموقع الشرطة الإسرائيلية، عام 1974، للرد على هجمات الاختطاف والمساومة، وتحرير الرهائن.

وكلمة "يمام" بالعبرية هي اختصار للأحرف الثلاثة الأولى للكلمات "وحدة مركزية خاصة".

وتعد وحدة نخبة في قوات حرس الحدود، متخصصة في الاستجابة للمواقف القصوى خاصة تحرير المحتجزين، وتتعاون مع كل القوات الأمنية في "مكافحة الإرهاب".

أنشطة سرية

وظلت أنشطة "اليمام" سريّة إلى حد كبير، ولكن بعد عدد من النجاحات، اكتسبت الوحدة "سمعة عالية، وتقديراً" بين قوات الأمن في إسرائيل.

وقال مركز "مدار" الفلسطيني، وهو مركز بحثي متخصص في الدراسات الإسرائيلية، مقره رام الله، إن وحدة "اليمام"، تأتي على قمة وحدات الاغتيالات الإسرائيلية، التي ارتكبت عدّة اغتيالات سابقة بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية مؤخراً.

وتأسست تلك الوحدة في العام 1974، على خلفية عمليات خطيرة صنّفتها إسرائيل كتهديد حقيقي على حياة الإسرائيليين، داخل إسرائيل وخارجها، خلال سبعينيات القرن الماضي، بدءاً من عملية ميونيخ التي نفّذتها مجموعة أيلول الأسود الفلسطينية (التابعة لحركة فتح) والتي أسفرت عن سقوط 11 إسرائيلياً (البعثة الرياضية الإسرائيلية لأولمبياد ميونيخ في سبتمبر 1972)، إلى جانب عملية "معلوت" التي أسفرت أيضاً عن سقوط 24 إسرائيلياً في مايو 1974 (نفذتها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين)، بعد أن رفضت إسرائيل، في العمليتين، التفاوض مع الفلسطينيين الذين طالبوا حينها بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق الرهائن.

وأشار مركز "مدار"، إلى أن أفراد الوحدة يخضعون لتدريبات مكثفة ونوعية على مدار العام، وتخرجوا من الوحدات القتالية الخاصة في الجيش.

كما يخضع أفراد وحدة "اليمام" لتدريبات مكثفة في المناطق الجغرافية المختلفة مرة واحدة كل شهرين، للحفاظ على كفاءة أفرادها، وللتكيّف مع التضاريس المختلفة.

ويتلقى أفراد الوحدة تدريباً على أساسيات اللغة العربية، واللباس لاستيعاب السكان العرب، وفقاً لموقع شركة Agilite الإسرائيلية، ما يمنحهم القدرة على عدم اكتشافهم والعمل في عمق المناطق المعادية.

وقال موقع الشركة الإسرائيلية الخاصة بالمعدات العسكرية التكتيكية، إنه غالباً ما تُنسب عمليات وحدة "اليمام" المنشورة إلى وحدات أخرى، نظرة لطبيعة عملهم السرية.

ويتطلب الانضمام إلى وحدة "اليمام"، أن يتراوح عمر المتقدمين بين 22 و30 عاماً، وأن يكونوا أكملوا خدمة المشاة، لمدة 3 سنوات في الجيش الإسرائيلي.

ويتألف معظم مجندي الوحدة من عناصر قوات خاصة مخضرمين في الجيش الإسرائيلي من وحدات النخبة من المستوى 1 والمستوى 2 مثل "سايريت ماتكال"، و"شايتت 13"، و"دوفيديفان"، و"إيجوز"، و"ماجلان"، و"شالداج".

وتعتبر تلك الوحدة مستقلة، وتدرب عناصرها في جميع المجالات، مثل القنص والاستطلاع والتخلص من القنابل، ما جعلها تتمتع بوقت انتشار سريع وتنسيق عالي بين الفرق المختلفة.

وخلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية (28 سبتمبر 2000 - 8 فبراير 2005)، عملت تلك القوات على تصفية العديد من الفلسطينيين، واعتقالهم.

وذكر موقع Agilite أنه وفقاً للسجلات، قتلت وحدة اليمام 179 فلسطينياً خلال الفترة بين عامي 2000، و2005.

"بذور الصيف"

وقالت "تايمز أوف إسرائيل" إن العملية عُرفت في البداية باسم "بذور الصيف"، قبل تغيير اسمها بعد الهجوم إلى "عملية أرنون" نسبة إلى ضابط وحدة "اليمام" أرنون زامورا، الذي لقي حتفه خلال معارك لتحرير المحتجزين.

وخلال فترة التخطيط، حصلت إسرائيل على معلومات استخباراتية عن مواقع المحتجزين، وقامت بدراستها.

وذكرت الصحيفة أنه في خضم الحرب، "نقلت حماس المحتجزين حول غزة أكثر من مرة، في محاولة لمنع أي عمليات إسرائيلية لتحريرهم".

وأطلق الجيش الإسرائيلي، في الأيام التي سبقت المهمة، عملية جديدة في شرق البريج إلى الشرق من النصيرات، وفي شرق دير البلح إلى الجنوب الشرقي من المكان الذي تم فيه استعادة المحتجزين، في "عملية خداع" لتقليل دفاعات "حماس" بالنصيرات.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، في كلمة متلفزة، الموافقة دون تردد على العملية العسكرية في مخيم النصيرات، على الرغم من خطورتها.

"هجمات متزامنة"

ووفقاً للصحيفة، صدر الأمر لضباط وحدة "يمام" وجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" في الساعة 11 صباحاً بالتوقيت المحلي لفلسطين، بمداهمة مبنيين متعددي الطوابق في النصيرات، حيث كانت "حماس" تحتجز الرهائن.

واتخذت الوحدات الخاصة الإسرائيلية قراراً بمداهمة المبنيين في وقت واحد، على الرغم من أن المسافة بينهما 200 متر تقريباً.

واحتجز عناصر "حماس" نوعا أرغماني بمفردها في منزل عائلة فلسطينية، في حين احتجزت "الحركة"، الرهائن الثلاثة الآخرين في منزل منفصل، مع حراس أيضاً.

ووصف المسؤولون العسكريون عملية إنقاذ أرغماني بأنها "سلسة نسبياً" بالنظر إلى الظروف، لكن معركة بالأسلحة النارية اندلعت في المنزل، الذي احتُجز فيه مئير وكوزلوف وزيف.

وأصيب زامورا، قائد فريق تحرير المحتجزين في المبنى الثاني، بجروح خطيرة، وتوفي لاحقاً متأثراً بإصابته.

وبعد فترة قصيرة، أثناء إخراج المحتجزين الثلاثة وزامورا من النصيرات، تعرضت سيارتهم لإطلاق نار، ما أدّى إلى توقفها في غزة.

ووصلت قوات أخرى إلى مكان الحادث لإنقاذهم، ونقلتهم إلى مهبط طائرات مروحية مؤقت في غزة، ومن هناك نقلوا جواً إلى مستشفى تل هاشومير وسط إسرائيل.

وزعم الجيش الإسرائيلي أن قوات الإنقاذ واجهت كمية هائلة من إطلاق النار وقذائف RPG، في مخيم النصيرات، ما استدعى تنفيذ ضربات كبيرة بواسطة القوات الجوية في المنطقة.

تصنيفات

قصص قد تهمك