تجمَّع زعماء أوروبا وأميركا الشمالية في واشنطن لحضور قمة حلف شمال الأطلسي لاحتفال الناتو بذكراه الخامسة والسبعين، وسط تهديد عدّة خاصة مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا.
واستجاب التحالف، وأعضاؤه للمخاطر التي طرأت حديثاً بزيادة الاستعداد على المستويات كافة، لا سيما في مجال الاستخبارات، والمراقبة، والاستطلاع، بحسب موقع "Breaking Defense".
ومع إضافة أكثر من 800 ميل جديد من الأراضي إلى جبهتها الشرقية، منذ انضمام الأعضاء الجدد (فنلندا والسويد)، أصبحت مهمة الحلف في المراقبة، والدوريات أكثر صعوبة من أي وقت مضى.
وتلعب أنظمة الطائرات بدون طيّار بالفعل دوراً مهماً في المساعدة في الدفاع عن التحالف، وهي على استعداد لزيادة عمق واتساع مساهمتها في المراقبة والاستخبارات والاستطلاع في كل بيئة عمل.
وتعتبر الطائرة MQ-9A Reaper، التي بنتها شركة General Atomics Aeronautical Systems، موجودة بالفعل في الخدمة مع حكومات الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وفرنسا، وإسبانيا، وبولندا، وهولندا.
طائرات MQ-9B SkyGuardian
وتدخل طائرات MQ-9B SkyGuardian وSeaGuardian الأحدث والأكثر قدرة الخدمة أيضاً، بما في ذلك مع القوات الجوية الملكية البريطانية، والقوات الجوية الملكية الكندية، وقوات بلجيكا، وغيرها.
ومع جناحيها الأطول، وقدرتها على التحمل الأكبر، واستشعارها الأفضل، ونطاقها المتنوع، وعالي القدرة، من الحمولات متعددة المهام، تعد MQ-9B الطائرة المثالية لحلف شمال الأطلسي، وأعضائه، لتعزيز دفاعاتهم.
وتعتبر MQ-9B هي الطائرة الوحيدة من نوعها التي تم تصميمها لتكون مؤهلة للوصول غير المقيد إلى أنظمة المجال الجوي الوطني، والتكامل معها.
ويساعد نظام الكشف والتجنب في نظام الطائرة في التواصل غير المقيد مع أنظمة المجال الجوي الوطني، ويسمح لها بالعمل مثل الطائرة التقليدية، حيث يتحدث طيارو MQ-9B مع مراقبي الحركة الجوية تماماً مثل الطيارين التقليديين.
وبفضل قدرتها على البقاء في الجو لأكثر من يوم، فضلاً عن استهدافها متعدد الأطياف، وجمع المعلومات الاستخباراتية، وقدرات أخرى، تعد طائرة MQ-9B منصة الاستشعار الأعلى أداءً من نوعها في العالم حالياً.
ويمكن للطائرة أن تعمل كناقل اتصالات، أو تحمل حمولة متخصصة أخرى حسب احتياجات المهمة.
وتتفوق الطائرة MQ-9B أيضاً في الوعي بالمجال البحري، بما في ذلك خطوط العرض العالية في القطب الشمالي.
طائرة SeaGuardian
وبفضل رادار البحث السطحي البحري بزاوية 360 درجة، تستطيع طائرة SeaGuardian تغطية أقسام ضخمة من سطح المحيط، وتوفير وعي ظرفي دقيق للغاية، وطويل الأمد.
كما يمكن للطائرة أن تحمل على متنها أجهزة سونار، وتساعد في البحث عن الأهداف المغمورة، وهو أمر لا تستطيع أي طائرة بدون طيار منافسة القيام به.
ويمكن لطائرة SeaGuardian أن تقوم بمعالجة أجهزة سونار، ونشر المسارات، سواء كانت أجهزة سونار على متنها أم لا.
وسيجعل الجيل الجديد من أجهزة الاستشعار القادمة، بما في ذلك رادار EagleEye الإلكتروني النشط، طائرات SeaGuardian وSkyGuardian القادمة أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وسيعمل هذا النظام على متن الطائرات القادمة قريباً، وسيسمح لها باكتشاف الأهداف على مسافات أكبر بكثير، وأداء أشكال جديدة وأكثر كفاءة من الاستشعار.
وعندما يتم تجهيزها بوصلة بيانات تكتيكية، ستتعاون مع الطائرات المأهولة لتحقيق كفاءة، ومدى أكبر مما هو ممكن بمفردها.
ويؤكد موقع Breaking Defense، أن هذه الطائرات قوية بمفردها، ولكن عندما تعمل بأعداد أكبر، أو تكون جزءاً من عملية متعددة المجالات تشمل طائرات يقودها البشر، ومركبات بريّة، وسفن وغيرها، فإنها تتمكن من اكتساب درجة جديدة تماماً من الوعي والتعاون.
ويمكن لـ SeaGuardian في حالة الدوريات البحرية، توسيع نطاقها، وتحمل عملية بحث كبيرة في المحيط، أو عملية مماثلة، أو يمكن أن تحل محل طائرة دورية أكبر مأهولة بالبشر.
وستتمكن الحكومات من دمج حمولاتها الخاصة على متن الطائرات، باستخدام حاويات مشتركة، لا تعتمد على معدات الاستشعار أو الاتصالات التي تحتوي عليها.
إقلاع وهبوط قصير
أصبحت الطائرات متوسطة الارتفاع، وطويلة المدى أكثر قدرة على الطيران.
وتحتاج طائرات Gray Eagle STOL وMQ-9B STOL إلى تدحرج أرضي أقل بكثير من النماذج القياسية، ما يعني أنها يمكن أن تعمل من أسطح غير محسّنة، أو سفن في البحر، أو حتى ملعب كرة قدم محلي.
وتعتبر الطائرات متوسطة الارتفاع وطويلة المدى، حلاً عملياً لمشكلة كبيرة تواجه المستخدمين المتقدمين، من حيث الحصول على طائرة بدون طيار كاملة المواصفات، ذات قدرة تحمل جيدة، وحمولة مفيدة للعمل دون الاعتماد على المطارات التقليدية الثابتة الكبيرة.
وتتضمن مقترحات أخرى مبتكرة الطائرات التي يتم إطلاقها من أنبوب، أو يتم قذفها بواسطة منجنيق، أو يتم تفجيرها بواسطة صاروخ.
طائرات Gray Eagle STOL
من ناحية أخرى، تتمتع طائرات Gray Eagle STOL وMQ-9B STOL بقدرة على التحليق لمدة 24 ساعة تقريباً، اعتماداً على تكوينها، ونفس معدات الاستشعار، والاتصالات عالية الجودة.
وأثبتت طائرة تجريبية، تُعرف باسم Mojave، الكثير مما يمكن تحقيقه باستخدام طائرات الإقلاع والهبوط العمودي -STOL دون طيار في سلسلة من الاختبارات "التاريخية".
وجرى تشغيل Mojave من الأسطح غير المحسّنة في صحراء كاليفورنيا، ومن سطح الطيران في سفينة HMS Prince of Wales في المحيط الأطلسي، حيث دمَّر عدداً من الأهداف الثابتة باستخدام زوج من مدافع Dillon Aero الصغيرة.
ورغم أن طائرة Mojave هي طائرة تجريبية، إلا أنها شائعة للغاية في طائرات Gray Eagle القياسية.
ومكَّن هذا التشابه المصممين والمهندسين في شركة General Atomics للأنظمة الجوية من الانتقال بسرعة من الطائرة النموذجية الإنتاجية إلى الطائرة التجريبية ذات الإقلاع والهبوط القصير، وهو ما يؤكد قيمة استخدام الطائرات المجرّبة في خفض التكلفة، والمخاطر، بشكل كبير، في تشغيل طائرة جديدة، مقارنة بشيء مصمم من ورقة بيضاء.