تعتبر الحرارة الشديدة والرطوبة والحيوانات البرية والأمراض المستوطنة، من بين أبرز المخاطر التي تواجه الجنود خلال الحروب في المناطق الغابية. إذ تحجب الأشجار والنباتات الكثيفة الأهداف، وتعقد عمليات المناورة وتثير مشاكل تتعلق بالبقاء على قيد الحياة.
ويبدو أن الجيش الأميركي كان يتدرب ويستعد لسنوات لحرب الغابات في مناطق استراتيجية مثل الفلبين وغيرها من المناطق عالية الخطورة في جنوب شرق المحيط الهادئ، ومع ذلك فإن القوات الجوية الأميركية الخاصة تتدرب حالياً على الحرب في غابات جوام، وهي أرض أميركية، ومركز عسكري متقدم في مسرح المحيط الهادئ، وذلك وفقاً لموقع Warrior Maven.
ويعمل سرب قوات الأمن 736 التابع للقوات الجوية الأميركية حالياً على عمليات قتالية للبقاء على قيد الحياة في غابات جوام بالقرب من قاعدة أندرسن الجوية.
ويوضح تقرير للقوات الجوية الأميركية، أن الوحدات الخاصة تتدرب على تقنيات البقاء وتنقية المياه و"تكتيكات الهرب" في غابات جوام.
وقد يقدم الوجود البري للقوات الجوية الأميركية مساهمات قيمة لحملة حرب مشتركة تشمل السفن السطحية والطائرات التابعة للبحرية الأميركية ومشاة الجيش، ولكن من المحتمل أيضاً أن تقدم وحدات القوات الجوية، بعض السمات القتالية الفريدة والمصممة خصيصاً والتي يقل توفرها في تشكيلات الجيش الأخرى.
ويمكن أن تعمل كوحدة مراقبة مشتركة أو وحدة استهداف متعدد المجالات، وتوفر أيضاً تكتيكات قتالية محددة للحرب الجوية.
كما يمكن للقوات القادرة على العمل في الغابات أن تساعد في تشغيل وتوجيه الطائرات بدون طيار والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع للوحدات البرية سريعة المناورة وقوات العمليات الخاصة.
وقد يشمل ذلك الطائرات المقاتلة وطائرات المراقبة وحتى الطائرات بدون طيار الصغيرة والمتوسطة الارتفاع التي تدعم الوحدات البرية.
القتال في الغابة
يمكن لوحدات الغابات التابعة للقوات الجوية الأميركية المدربة تدريباً خاصاً أن تجعل مناطق الغابات الخطرة غير الصالحة للسكن صالحة للبقاء على قيد الحياة بالنسبة لقوات الاستهداف الحاسمة مثل مهمة وحدات التحكم الجوي التكتيكية المشتركة المتمركزة في المقدمة لتحديد الأهداف وإيجادها وتسليط الضوء عليها أو حتى رسمها بالليزر لمهاجمة الطائرات المقاتلة والقاذفات.
وتوفر هذه القدرة تفاصيل الموقع أو أي معلومات استخباراتية متعلقة بالهدف يمكن أن تكون حيوية للغاية في مناطق الغابات.
ويمكن أن تتسبب حرارة الغابات في إرباك أو تعقيد الاستهداف بالأشعة تحت الحمراء التي تسعى إلى تتبع مصادر الحرارة المناورة، حيث من المحتمل أن يكون من الصعب تمييز الاختلافات في درجات الحرارة أو التوقيعات الحرارية في الغابة الساخنة.
ونظراً لهذه المتغيرات، يمكن لوحدة الاستهداف الأرضية في الغابات أن تدعم تنسيق الهجوم الجوي الأرضي بطريقة قد تكون مستحيلة بخلاف ذلك.
قاذفات في مرمى الصين
وتشتهر جوام بأنها موطن للقاذفات الأميركية والطائرات المقاتلة وأنظمة الأسلحة الدفاعية الجوية لدعم جهود الأمن الإقليمي مثل فرق القاذفات ومهام الردع والتدريب المشترك المتعدد الجنسيات.
وتشكل جوام محطة أمامية مملوكة للولايات المتحدة أو قاعدة برية في مسرح المحيط الهادئ، وهو مكان يمكن للقاذفات بعيدة المدى أن تعمل منه وتحافظ على المناطق المعرضة للخطر.
وتبعد جوام حوالي 1500 ميل بحري عن تايوان، و1800 ميل عن الساحل الصيني، وهو ظرف يضع تايوان وبحر الصين الجنوبي وحتى الساحل الصيني في متناول قاذفات القوات الجوية الأميركية من طراز B-2 التي تعمل بمدى 6 آلاف ميل ميل دون إعادة التزود بالوقود.
وتعمل الطائرات المقاتلة مثل F-35 بمدى يبلغ حوالي 1300 ميل، وهو مدى يضع طائرات الجيل الخامس المقاتلة في نطاق تايوان مع إعادة التزود بالوقود.
وتمر الرحلة التي تستغرق 4 ساعات من جوام إلى تايوان مباشرة فوق الفلبين، وهي دولة ذات حضور عسكري أميركي سريع النمو وإمكانيات واسعة للتزود بالوقود.
وفي حين أن العديد من أنظمة الدفاع الجوي مثل صواريخ Patriot لن تصل إلى سماء تايوان، تدير الولايات المتحدة العديد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى والقادرة على الوصول إلى البر الرئيسي للصين الذي يبعد أقل من 2000 ميل عن جوام.
ومع ذلك، قد يشكل موقع جوام تحديات أيضاً، وخاصة بالنسبة للطائرات المقاتلة التي تحتاج إلى التزود بالوقود وبعض الصواريخ الباليستية، وهو السيناريو الذي يجعل صواريخ Tomahawk التي تطلق من المحيط أو الأسلحة والطائرات التي تطلقها تايوان والفلبين في وضع أفضل لشن هجوم أقرب أو أكثر قدرة على القوات الصينية.
ويقع موقع جوام ضمن نطاق هجوم صيني مضاد للسفن أو صاروخ باليستي.
ويستخدم الجيش الصيني صاروخ DF-26 الذي يلقب بـ"قاتل الناقلات" القادر على السفر لمسافة تصل إلى 2000 ميل.
ورغم أن دقة الاستهداف والقدرة على المناورة والقدرة على ضرب الأهداف المتحركة قد تكون أقل شهرة، يمكن للصاروخ الصيني تعريض العديد من المناطق والمنصات الأميركية وحلفائها للخطر في مسرح المحيط الهادئ، ما يجعل وحدات الاستهداف والدفاع الجوي القادرة على البقاء على قيد الحياة في بيئات الغابات القاسية بمثابة دفاعات حاسمة ضد الصواريخ الجوية وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية القادمة.