منظومة S-400 ودرع صواريخ باليستية.. الهند تهدد الردع النووي الباكستاني

time reading iconدقائق القراءة - 5
صاروخ باليستي متوسط ​​المدى قادر على حمل رؤوس نووية من طراز شاهين 1 مثبت على منصة الإطلاق خلال عرض اليوم الوطني لباكستان. إسلام أباد، باكستان. 23 مارس 2005 - Reuters
صاروخ باليستي متوسط ​​المدى قادر على حمل رؤوس نووية من طراز شاهين 1 مثبت على منصة الإطلاق خلال عرض اليوم الوطني لباكستان. إسلام أباد، باكستان. 23 مارس 2005 - Reuters
دبي-الشرق

تراقب باكستان التقدم الذي أحرزته الهند في مجال الصواريخ، بقلق بالغ وتخوف من تقدم نيودلهي في هذا المجال، خاصة بعد امتلاكها نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 Triumf، الذي أظهر براعة كبيرة بعد إسقاط 80% من الأهداف خلال مناورة حربية للقوات الجوية الهندية.

وأفاد معهد الدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث باكستاني، بأن امتلاك الهند درع الصواريخ الباليستية ومنظومة الصواريخ الروسية من شأنه أن يسمح لها بإبقاء خيار "الحرب المحدودة" مفتوحاً، وتهديد الردع النووي الباكستاني، حسبما نقل عن المعهد موقع EurAsian Times.

وأجرت الهند اختباراً ناجحاً للمرحلة الثانية من نظام الدفاع الصاروخي الباليستي في 24  يوليو، ويبلغ مدى النظام 5000 كيلومتر، وأثبت قدرته على إسقاط الصواريخ الباليستية للعدو في الغلاف الجوي.

وأدخلت الهند نظام S-400 الروسي إلى الخدمة مع القوات الجوية في أعقاب الاشتباك مع باكستان عام 2019، وشغلت بالفعل 3 وحدات S-400 في ظل انتظار لاستلام نظامين متبقيين من روسيا التي تخوض حرباً ضد أوكرانيا. 

وأوضح مركز الأبحاث الباكستاني، أن منظومة S-400 الروسية قادرة على رصد الأجسام على مسافة 600 كيلومتر داخل الأراضي الباكستانية، باستخدام أجهزة الرادار المتطورة طويلة المدى. 

ويمكن لمنظومة الدفاع الجوي الروسية اعتراض أبرز الصواريخ الباكستانية طراز Hatf، وGhauri، وShaheen.

ونشرت الهند نظام S-400 بالفعل على طول الحدود بين باكستان والصين، ما يجعلها قادرة على نشر مزيجها من الأنظمة المحلية والمكتسبة لتقويض فعالية القوات النووية الباكستانية. 

ومع زيادة نطاق وتطور نظام الدفاع الصاروخي الباليستي الهندي، يرجح أن يكون له تأثير أكبر على نظام الردع النووي في باكستان، فبما تتميز أجهزة رادار منظومة S-400 بأنها قادرة على تتبع 300 هدف، ويمكن للصواريخ مهاجمة 60 إلى 80 هدفاً في ضربة واحدة.

وربما يجعل نظام الصواريخ S-400 الهجمات الباكستانية مثل عملية Swift Retort، التي نفذتها عام 2019 رداً على الضربات الجوية الهندية في بالاكوت "مستحيلة".

وأشار مركز الأبحاث الباكستاني إلى أن امتلاك نظام الدفاع الصاروخي الباليستي يمكن أن يزيد من استعداد الهند لتحمل مخاطر أكبر في حالة نشوب صراع بين إسلام آباد ونيودلهي، لافتاً إلى أن تلك المنظومة ربما تشجع الهند على تبني موقف أكثر عدوانية، ما يزيد من خطر "الصراع النووي". 

ضربة هندية استباقية لباكستان

موقع EurAsian Times، أوضح أن القلق يزداد من أن تتشجع الهند بدعم من أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستية على تنفيذ ضربة استباقية ضد الأصول الاستراتيجية الباكستانية للقضاء على غالبية أصولها واعتراض أي صواريخ متبقية.

وقال مركز الأبحاث الباكستاني، إن هذا من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم المعضلة الأمنية التي تواجهها باكستان، إذ تحتاج إسلام آباد إلى تعديلات على قواتها النووية والصاروخية لمواجهة الميزة التي اكتسبتها الهند من خلال أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستي.

ويمكن لباكستان أن تختار التقنيات النوعية لاختراق أنظمة الدفاع الصاروخي الهندية، فضلاً عن التشويش على نظام الاعتراض الخاص بها. 

وتعمل باكستان بالفعل على تنويع أنظمتها الصاروخية، وهي تسعى للحصول على صواريخ كروز مثل Babar ومركبات إعادة الدخول المتعددة المستهدفة بشكل مستقل (MIRV) مثل Ababeel التي يمكنها اختراق أنظمة الدفاع الصاروخي بسبب قدرتها على المناورة والأعداد الهائلة.

وبالإضافة إلى ذلك، تستطيع باكستان استخدام استراتيجيات مثل القدرة على التحرك والتشتيت والتمويه لزيادة قدرة قوتها النووية على البقاء في حالة التعرض لضربة استباقية.

وأكد مركز الأبحاث الباكستاني، أنه على الرغم من محدوديتها، إلا أن أنظمة الدفاع الصاروخي قادرة على خلق شعور زائف بالأمن لدى القيادة الهندية، الأمر الذي يؤدي إلى زعزعة الاستقرار وتشجيع الاستباق والمغامرة.

درع صاروخي باليستي

وأطلق برنامج الدفاع الصاروخي الهندي عام 2000 بعد حرب كارجيل، ويهدف إلى إنشاء درع دفاعية متعددة الطبقات ضد الصواريخ الباليستية.

وتتمثل مكونات الدرع الصاروخية من صاروخ الاعتراض Prithvi للدفاع الجوي، المخصص للاعتراض على ارتفاعات عالية، وصاروخ الدفاع الجوي المتقدم - AAD، الذي يتعامل مع اعتراضات على ارتفاعات أقل.

واختتمت الهند مؤخراً اختبار المرحلة الثانية من صاروخ AD Endo-atmospheric، والذي يتميز بنظام صاروخي أرضي يعمل بالوقود الصلب من مرحلتين تم تطويره محلياً، ويهدف إلى تحييد العديد من أنواع التهديدات الصاروخية الباليستية للعدو.

ويعتمد النظام على نهج متعدد الطبقات ويستخدم صواريخ اعتراضية برية وبحرية، كما يحتوي على شبكة متداخلة من الرادارات ومراكز القيادة والتحكم، ما يضمن الكشف المبكر، وتتبع التهديدات الواردة.

وفي حين أن النشر التشغيلي الكامل لنظام الدفاع الصاروخي الباليستي المحلي لا يزال على بعد عقد على الأقل، سعت الهند إلى سد الفجوة باستخدام صواريخ S-400 الروسية.

ووقعت الهند في أكتوبر 2022، صفقة بقيمة 5.5 مليار دولار مع روسيا لشراء 5 أنظمة S-400 لصالح سلاح الجو الهندي. 

تصنيفات

قصص قد تهمك