بدأت شركة أميركية ناشئة، تطوير أنظمة روبوتية لنشر مجموعات من الروبوتات المستقلة في ساحات المعارك بعد تنسيق حركتها باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وتسعى شركة Swarmbotics AI إلى تغيير حقيقة أنه لا يمكن نشر سوى عدد قليل من الأنظمة الروبوتية المستقلة في ساحة المعركة، من خلال تطوير نظام يسمى "أسراب" وهي مجموعات من الروبوتات المستقلة التي يمكنها تنسيق أفعالها، بحسب موقع techcrunch.
وكان استخدام أسراب الروبوتات يقتصر على أفلام الخيال، لكن الشركة تريد تحويله إلى واقع عبر نظام يسمى ANTS ويعني سرب تكتيكي ومتشابك وقابل للاشتباك، وهو ما يمكن أن يحول طبيعة ساحات المعارك في المستقبل.
وتأسست شركة Swarmbotics، في الصيف الماضي، على يد ستيفن هوتون ودرو واتسون، اللذين التقيا أثناء العمل في شركة Embark Trucks للشاحنات ذاتية القيادة، حيث كان هوتون مدير العمليات وكان واتسون يقود عمليات الإنتاج.
وتمتد تجربة الاثنين مع الأنظمة الروبوتية، إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، إذ كان هوتون ضابطاً في سلاح مشاة البحرية الأميركية، كما عمل سابقاً في شركة Cruise للمركبات ذاتية القيادة المملوكة حالياً لشركة جنرال موتورز، ثم قاد أعمال المركبات ذاتية القيادة والروبوتات في شركة أمازون، وانتقل لاحقاً إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA ثم وكالة الفضاء الأميركية "ناسا".
وقال هوتون إنه وواتسون أصبحا "مهووسين بأسراب الروبوتات"، وأرجع ذلك إلى عدة أسباب؛ منها أنه في القطاع الخاص يجري إنفاق معظم رأس المال والوقت في تطوير أنظمة مستقلة باهظة الثمن، مثل سيارات الأجرة الآلية، والتي يجب أن تكون مثالية تقريباً بحلول الوقت الذي تنتشر فيه وتستخدم جنباً إلى جنب مع البشر.
لكن الثنائي بدأ في التفكير في حالات يمكن فيها تجميع الروبوتات الأرخص والأقل دقة ونشرها بسرعة أكبر.
تحديات جديدة
ويشير هوتون، إلى أن الأسراب الجوية والأرضية تقدم تحديات ومزايا مختلفة للغاية؛ فالجو أسهل في التنقل، لكن الروبوتات الأرضية يمكنها البقاء في الميدان لفترة أطول وحمل المزيد من الوزن.
وتركز Swarmbotics على الحمولة الزائدة، من خلال مركبتين؛ الأولى أكبر حجماً تعمل بالكهرباء الهجينة ومستقلة تسمى Haul ANT، ومركبة Fire ANT أصغر حجماً تزن 60 رطلاً. وكلاهما عبارة عن بطاريات متدحرجة بشكل أساسي، وتوفر Swarmbotics المنصة التي يمكن للعملاء استخدامها لحمولات مختلفة، سواء كان ذلك للاستخبارات أو المراقبة أو الحرب الإلكترونية أو الحركية أو الإخلاء الطبي.
وقال هوتون، إن الهدف هو أن تكون مرنة إلى أقصى حد وقابلة للتشغيل المتبادل مع وزارة الدفاع.
وأضاف: "هذه الروبوتات منخفضة التكلفة، وهو ما يجعل من الممكن نشر المئات أو حتى الآلاف منها بسرعة كبيرة".
وأوضح أن هناك مجموعة متنوعة من نماذج سلوكيات السرب التي يمكنك البدء في استخدامها.
ولا تزال أسراب الروبوتات مجالاً جديداً نسبياً للبحث. ويتعلق الكثير من هذا البحث بسلوك أسراب الطائرات دون طيار، لكن هذا الأمر حدث في الأوساط الأكاديمية، وليس في ساحة المعركة.
وفي أماكن مثل أوكرانيا، حيث استخدمت الطائرات دون طيار على نطاق واسع في الحرب مع روسيا، يجري تشغيل معظم هذه الأنظمة عن بعد بواسطة البشر ولا تظهر سلوكاً تعاونياً مستقلاً.
واستغرق التحول من الأنظمة باهظة الثمن، إلى منصات أقل تكلفة جهداً كبيراً من برامج وزارة الدفاع الأميركية، إذ أطلقت الوزارة، مبادرات مثل Replicator، لمحاولة الحصول على أنظمة منخفضة التكلفة بكميات كبيرة من الصناعة الخاصة.
وجمعت Swarmbotics، تمويلات بأكثر من 4 ملايين دولار، تم توجيهها إلى قطاع الهندسة، وتركز الشركة حالياً على الاستمرار في وضع التكنولوجيا المتطورة بشكل متزايد أمام أعين مسؤولي الاستحواذ في وزارة الدفاع الأميركية، على الرغم من أنها تخطط في النهاية لبيع الروبوتات للشركات التجارية أيضاً.
وطورت الشركة المكونة من 11 شخصاً المنصات القليلة الأولى في نظام ANTS البيئي، وهي الآن تركز على إضافة وكلاء وبناء تقنية السرب والاستمرار في تحسين استقلالية الروبوتات الفردية أيضاً، بهدف أن يكون للأسراب مجموعة كاملة من "النماذج" التي يمكن للمستخدم أن يقرر تشغيلها، اعتماداً على ما يريد أن تفعله الروبوتات.