أصبحت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي العسكري محل نقاش مستمر وتنافس محموم بين الولايات المتحدة والصين، إذ تسعى كل منهما إلى ترسيخ نفسها كقوة رائدة في تلك التقنية الناشئة.
وأفاد موقع Defense News أنه على الرغم من الجهود الأميركية المبذولة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن طموحات وزارة الدفاع "البنتاجون" لا تتطابق مع المخصصات المالية الحالية.
وأشار الموقع المختص بالشؤون العسكرية، إلى أن الصين حققت تقدماً كبيراً في مجال الذكاء الاصطناعي العسكري.
وتمتلك الصين سفناً وطائرات وتكنولوجيا "لا تضاهي" نظيرتها الأميركية، لكن بكين تواصل شراء المزيد من الأسلحة، وتتحسن بسرعة في هذا الصدد.
وتعمل الصين على تطوير أجندات الحوار والمناقشات العسكرية لتشمل التقنيات التحويلية، مع وضع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على رأس اهتماماتها، إذ تضخ بكين استثمارات ضخمة، وتضاعف جهودها في هذا المجال.
الهيمنة الجوية
بدأت القوات الجوية والبحرية الأميركية قبل سنوات تطوير طائرة مقاتلة جديدة من الجيل السادس تعمل بالذكاء الاصطناعي لتتفوق على تلك التي تطورها الصين.
وانقسم المشروع لاحقاً لقسمين منفصلين، الأول يهدف لتطوير مقاتلة تحمل اسم F/A-XX لصالح القوات البحرية، والثاني لتطوير مقاتلة التفوق الجوي من الجيل التالي NGAD لصالح القوات الجوية الأميركية.
وعلى الرغم من أن إحدى المقاتلتين تقلع من البر والأخرى من البحر، إلا أن لديهما الهدف نفسه، وهو الحفاظ على الهيمنة الجوية، ومساعدة الولايات المتحدة على أن تكون أول دولة توظف الذكاء الاصطناعي في المعركة الجوية.
ويبدو أن الطريقة الأمثل أمام الولايات المتحدة لتطوير مقاتلتي الجيل السادس، هو الاعتماد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي.
ويضع قانون المسؤولية المالية الذي أقره الكونجرس العام الماضي، عوائق أمام الميزانية العسكرية الأميركية. واضطرت القوات البحرية الأميركية في مارس، لإرجاء تمويل كامل بقيمة مليار دولار لتطوير مقاتلة الجيل السادس.
بينما حذرت القوات الجوية الأميركية من أنها ربما تضطر إلى اتخاذ "قرارات صعبة" بشأن مقاتلتها الجديدة، بما في ذلك إلغاء البرنامج.
واعتبر Defense News، أنه من غير المقبول أن يتم السماح بإلغاء برنامج المقاتلتين، إذ بدأت الصين بالفعل تقترب من الولايات المتحدة عسكرياً، وستكون مقاتلتها الجديدة التي تعمل بالذكاء الصناعي جاهزة بحلول عام 2035، فإذا لم تحرز الولايات المتحدة تقدماً حاسماً، فستتعرض الهيمنة الجوية الأميركية للخطر.
سباق محموم
وربما يشكل مجال الذكاء الاصطناعي مستقبل الحرب القادمة، إذ تبلغ قيمة سوق الذكاء الاصطناعي العسكري اليوم نحو 9 مليارات دولار، ومن المتوقع أن تصل هذه القيمة إلى 25 مليار دولار بحلول عام 2032.
وبينما تطمح الصين إلى أن تصبح اللاعب المهيمن في مجال الذكاء الاصطناعي العسكري، فمن المؤكد أن تأخير أو إيقاف مبادرات تحديث تلك التكنولوجيا الناشئة في الولايات المتحدة يجعل هدف الصين قابلاً للتحقيق.
وذكر موقع Defense News، أن التصريحات الجريئة بالالتزام بتطوير القوة العسكرية الأميركية ستصبح "جوفاء" عند إعادة جدولة أو تأجيل برامج التطوير ذات الصلة، فالافتقار إلى التصميم والإرادة القوية لتطوير الجيش الأميركي يخدم مصالح الصين التي حددت عام 2035 باعتباره العام الذي ستكمل فيه جهودها في تحديث جيشها.
ويتعين على "البنتاجون"، وخاصة القوات الجوية والبحرية تحديد ميزانياتها لتطوير مقاتلات الجيل السادس، في ظل موافقة الكونجرس على تمويل هذه البرامج للفوز في السباق أمام الصين.
وتحرز الصين تحرز تقدماً بالفعل في مجال الذكاء الاصطناعي العسكري عبر دمج الكيانين العسكري والمدني لخدمة هدفها، وهو ما تجلى في المجال البحري.
وفي الفترة من عام 2015 إلى عام 2020، تجاوز حجم البحرية الصينية، حجم البحرية الأميركية، ولا تزال الفجوة تتسع.
واعتبر مكتب الاستخبارات البحرية الأميركي، أن قدرة الصين على بناء السفن العسكرية والتجارية تتجاوز بكثير قدرة الولايات المتحدة.
ونمت البحرية الصينية بنحو 30 سفينة، العام الماضي، مقابل انضمام سفينتين فقط إلى الأسطول الأميركي.
ويرجح أن يستمر هذا الاتجاه في ظل خفض واشنطن لمشترياتها من الغواصات عام 2025، وتأخير برنامج بناء سفن أخرى.
وأشار القائد السابق للقيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، جون أكويلينو، إلى أن الصين أكبر قوة بحرية في العالم، وستصبح قريباً أكبر قوة جوية في العالم.
وتنتج الصين حالياً 100 طائرة مقاتلة من طراز J-20 سنوياً، في حين تنتج الولايات المتحدة نحو 135 طائرة من طراز F-35، منها ما يتراوح بين 60 إلى 70 طائرة فقط مخصصة للقوات الجوية الأميركية.