
استقبل المغرب، اليوم الأحد، سفينة على متنها المئات من الركاب، كانت قادمة من إيطاليا وعلقت في البحر إثر ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا بين ركابها، وفقاً لما أكده وزير النقل المغربي عبد القادر اعمارة.
وقال اعمارة في تصريح لـ "الشرق"، إن السفينة التابعة لشركة "جي إن في" رست اليوم الأحد بميناء مدينة طنجة (شمال المغرب). وأضاف أن "الركاب وطاقم السفينة يخضعون حالياً للبروتوكول الصحي الخاص بمثل هذه الحالات، وتسهر عليه وزارة الصحة".
عالقون في المتوسط
وكان من المقرر أن تصل السفينة، التي انطلقت الجمعة من مدينة جنوة الإيطالية وعلى متنها 599 راكباً، إلى مدينة طنجة يوم السبت. غير أن اكتشاف حالات إصابة بالفيروس وسط الركاب دفع السلطات المغربية إلى عدم السماح لها بالرسو، وفق ما ذكرت مصادر متعددة.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن مسؤولي ميناء طنجة "طلبوا من السفينة عدم التوجه نحو الميناء والبقاء في عرض البحر، إلى حين الانتهاء من فحص الركاب كافة".
وذكرت صحيفة "العلم"، أن السفينة "حوصرت" قبالة سواحل مدينة ملقا (جنوب إسبانيا).
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في إدارة ميناء طنجة المتوسط قولهم، إن الإجراء جاء إثر عدم التزام الركاب بالشروط التي فرضتها السلطات المغربية، والمتمثلة في تقديم نتائج اختبار سلبي لكورونا يعود إلى أقل من 48 ساعة.
فوضى في جنوة
وتعد هذه الرحلة الأولى من نوعها التي تسمح بها السلطات المغربية من إيطاليا إلى المغرب، منذ إغلاق الحدود في مارس. وجاء ذلك عقب قرار المملكة المغربية السماح للمواطنين والمقيمين بالعودة إلى البلاد عبر مختلف المنافذ الحدودية اعتباراً من منتصف يوليو الجاري.
وتسبب الإقبال الكبير من المغاربة الراغبين في العودة إلى وطنهم في "فوضى عارمة" بميناء جنوة، وفقاً لـ وسائل الإعلام الإيطالية.
وقالت صحيفة "جنوة 24" الإيطالية إن الميناء شهد ازدحاماً غير مسبوق، تسبب في شلل حركة المرور في الطرق المؤدية إليه، بينما أبطأت الإجراءات الصحية التي تفرضها السلطات المغربية عملية صعود الركاب.
ووفقاً للشروط التي أملتها وزارة الصحة المغربية، يجب على المسافرين تقديم شهادة طبية عبارة عن اختبار للدم "بي سي آر"، يثبت عدم الإصابة بفيروس كورونا قبل الصعود إلى الطائرة أو السفينة، على ألا تتجاوز مدته 48 ساعة. فيما يُعفى الأطفال دون 11 عاماً من هذا الشرط.
وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان، إنه "في حال كانت الرحلة على متن السيارة تستغرق أكثر من 48 ساعة للوصول إلى الميناء، فإنه لن يمنع صاحب الاختبار من ركوب الباخرة، لكنه يجري فحصاً جديداً على متن الباخرة".
تخفيف إجراءات الإغلاق
ويتزامن فتح المغرب للحدود أمام المواطنين والمقيمين، مع شروع المملكة في تطبيق المرحلة الثالثة من خطة تخفيف إجراءات الإغلاق اعتباراً من اليوم الأحد.
وقالت الحكومة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، إن الإجراءات الجديدة تشمل السماح للمؤسسات السياحية باستخدام 100% من طاقتها الإيوائية، والسماح باستخدام 75 % من الطاقة الاستيعابية لوسائل النقل العمومي بين المدن وداخلها.
وسمحت السلطات المغربية بموجب القرار الجديد، أيضاً بتنظيم اللقاءات الرياضية الرسمية من دون حضور الجمهور، والترخيص للتجمعات والأنشطة التي لا يفوق المشاركون فيها 20 شخصاً، فضلاً عن افتتاح المراكز الثقافية والمكتبات والمتاحف والمآثر.