
أظهرت تجربة سريرية نفذها باحثون من "جامعة جنوب أستراليا "فعالية تركيبة جديدة من دواء سرطان البروستاتا "زيتيغا" (Zytiga) في تحسين شفاء المرضى بنسبة تفوق 40٪.
ويعد عقار "زيتيغا" أحد أشهر الأدوية لعلاج سرطان البروستاتا، وهو حصل على موافقة هيئة الدواء والغذاء الأميركية في عام 2010، ويعتمد على كبح جماح إنتاج الهرمونات الذكورية في الجسم، والتي يُمكن أن تعزز من نمو ورم غدة البروستاتا.
ويستخدم الدواء -الموجود في صورة أقراص- المادة الفعالة المعروفة باسم "أبيراتيرون"، تساعد على علاج الرجال المُصابين بسرطانات البروستاتا المقاومة للعلاج.
في تلك التجربة، طور الباحثون تركيبة جديدة من الدواء عبر استخدام أبحاث البنية النانوية، وقاموا بعمل صيغة كيميائية جديدة كُليا، يكون فيها الدواء على هيئة "زيت داخل كبسولات" يؤخذ بالتنقيط في الفم عوضاً عن صورته الحالية "الأقراص".
وأشار الباحثون أيضاً إلى أن تغييراً في التركيبة الفيزيائية للدواء، ساهم في تحسين قدرته على الوصول للأورام؛ كما حدّ أيضاً بشكل كبير من آثاره الجانبية، والتي تشمل تورم المفاصل والإسهال، على سبيل المثال.
ويقول المؤلف الأول للدراسة هايلي شولتز، إن "التركيبة الجديدة ستوفر في نهاية المطاف علاجاً أفضل لمرضى سرطان البروستاتا".
ويُعد ذلك النوع من السرطانات أكثر أنواع الأورام شيوعاً عند الرجال؛ فواحد من كل 6 أشخاص معرض لخطر الإصابة به قبل بلوغ 85 عاماً. وعلى الصعيد العالمي؛ وصل عدد الحالات إلى 1.28 مليون حالة عام 2018.
التركيبة الجديدة
كيف حسنت التركيبة الجديدة -مع ثبات المادة الفعالة- من نسب الشفاء؟
يقول مؤلف الدراسة شولتز، إن العديد من الأدوية ضعيفة الذوبان في الماء، لذلك عندما يتم تناولها، تدخل الأمعاء لكنها لا تذوب ولا تهضم بشكل مثالي، مما يعني أن تأثيرها العلاجي محدود.
ويضيف شولتز "هذا هو الحال بالنسبة لزيتيغا"؛ فالجسم يمتص 10٪ فقط من الجرعة، تاركاً 90٪ من الدواء دون تكسيره أو الاستفادة منه؛ فيقوم الجسم بالتخلص منه "كنفايات".
ومن المعروف أن المرضى يحتاجون لتناول الدواء قبل ساعتين من تناول أيّ وجبة؛ ثم ينتظرون ساعة أخرى كاملة بعد تناول الدواء، لتحقيق امتصاصه بنسبة الـ10٪. وهو أمر يمكن تخيل مدى صعوبته خصوصاً لدى المرضى الذين قد يحتاجون إلى تناول أكثر من جرعة يومياً.
وتُغَيِّر التركيبة الجديدة من هذه الخطوات؛ فعبر استخدام الزيوت، قام الباحثون بزيادة قدرة الدواء على الذوبان؛ ما يتيح للمرضى امتصاصه بشكل أفضل، وهو الأمر الذي يرفع من مستويات فاعليته، ويخفض أيضاً من الجرعة التي يحتاجها المريض.
تستخدم التركيبة الجديدة مستويات عالية جداً من المادة الفعالة "أسيتات الأبيراتيرون" الذائبة في زيت معين - لم يعلن الباحثون اسمه- ومغلفة في جزيئات السيليكا الدقيقة المسامية لتشكيل مسحوق يمكن صنعه في أقراص أو تعبئته في كبسولات.
وبالتطبيق على العلاج البشري، يمكن أن يقلل الجرعة من 1000 مجم إلى 700 مجم يومياً، من دون الحاجة إلى الصيام.
الجدير بالذكر إن التركيبة الجديدة مرنة، بما يكفي ليتم اعتمادها من قبل آلاف الأدوية المختلفة الأخرى، لتحسين الفاعلية والامتصاص.