الأقنعة البلاستيكية تنافس الكمّامات.. هل نعتاد ارتداءها؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
سيدة ترتدي قناع وجه بلاستيكي وسط انتشار فيروس "كورونا" في إيطاليا - AFP
سيدة ترتدي قناع وجه بلاستيكي وسط انتشار فيروس "كورونا" في إيطاليا - AFP
بالشراكة مع "نيويورك تايمز"-كنفول شيخ

ربما يكون "القناع البلاستيكي" الشفاف المصنوع لتغطية الوجه، أسهل من حيث الاستخدام اليوميّ والتعقيم وإعادة الاستخدام، مقارنة مع غيره من الأقنعة الأخرى المصنوعة من الأقمشة أو المخصصة للعمليات الجراحية.

استخدام أقنعة الوجه الطبية أصبح أمراً إلزامياً بالنسبة إلى الأميركيين، في ظل الاستعدادت لاستنئاف النشاط الاقتصادي، إذ ينصح الأطباء بارتداء معدات وقائية إضافية في الأماكن العامة، أبرزها الأقنعة البلاستيكية الشفافة والمخصصة لحماية الوجه بأكمله.

ضرورة يومية

في مقالة تحليلية، نشرها طبيب الأمراض المعدية في جامعة "أيوا" و"هيئة مدينة أيوا للرعاية الصحيّة بالكبار"، إيل بيرينسيفيتش في مجلّة "JAMA"، رأى أنّ "ارتداء القناع البلاستيكي للوجه قد يُساعد على الحدّ من تفشي فيروس (كورونا) المُستجد عندما يقترن ذلك بتدابير رعايةٍ صحيّةٍ مثل القيام بعددٍ متزايدٍ من الاختبارات وتعقب الأشخاص الذين جرى الاتصال بهم وتدابير التباعد الاجتماعيّة ونظافة اليدين". 

ارتداء الأقنعة البلاستيكية لن يكون مجرد اختبار، ففي سنغافورة مثلاً، سيحصل طلاّب الصفوف الابتدائيّة وأساتذتهم على معدات وقاية بلاستيكيّة للوجه لدى عودتهم إلى المدارس الشهر القادم، فيما يوصي خبراء الصحّة المحليّة الأساتذة في فيلادلفيا بارتداء هذه المعدات الوقائية عندما تعود المدراس لتفتح أبوابها.

لكن بينما يواجه ارتداء الكمامات رفضاً شعبياً في ولايات أميركية عدة، قد يكون التزام الأميركيين بشكل جديد من الأقنعة غير مضمون، خاصةً وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائبه مايك بنس أثارا الجدل عقب امتناعهما عن ارتداء الكمامات في مناسبات عدة.

حل ناجع في المرافق الطبية

لطالما كانت الأقنعة المخصصة للوجه، على اختلاف أنواعها، من المعدات الضروريّة داخل أروقة المستشفيات، كما يرتديها الأطباء والممّرضون أثناء معالجتهم فيروس "كورونا" المُستجد، وخلال إجرائهم عمليات معقدة تتطاير فيها قطرات الدماء، أو ربما شظايا العظم.

ووسط تحذيرات من إمكان انتقال فيروس "كورونا" المُستجد عبر الهواء، أصبحت حماية العينين وكامل مسام الوجه أمراً أساسياً في المرافق العامة، لا سيّما الصحية منها، بحسب أخصائي أمراض الجلد في "مستشفى بريغام" ومستشفى النساء في بوسطن، شيري يو وهو.

كما يجب ارتداء معدات الحماية هذه عند القيام بمسح الأنف، أثناء إجراء اختبار الكشف عن الإصابة بفيروس "كورونا" المُستجد، أو لدى فرز المرضى وفحصهم في غرف الطوارئ. 

تكرار الاستخدام

عندما بدأ الحديث عن احتمال تسجيل نقصٍ في المعدات الوقائية، كان أخصائي أمراض الجلد في مستشفى "بريغام" شيري يو، من بين مجموعات كثيرة عملت على صناعة معدّات وقائية للعاملين في الخطوط الأماميّة في مجال الرعاية الصحيّة.

ويضيف يو: "المثير للاهتمام بشأن قناع الوجه البلاستيكي أنّ باستطاعة المستخدم إعادة تعقيم القناع وتنظيفه بما يُمكّن من استخدامه إلى ما لا نهاية حتّى يتعطّل أحد مكوّناته أو يتفكك"، مشيراً إلى أنه "يُمكن الاكتفاء باستخدام قطعة قماش مبللة بالكحول أو غسل القناع بالصابون والماء الساخن، فيُصبح خالياً من الملوّثات من جديد". 

 

مزايا إضافية

أمّا الأقنعة المخصصة للعمليّات، فهي معدّة للاستخدام لمرة واحدة، على رغم إشارة بعض الدراسات إلى إمكان إعادة استخدام بعض الأقنعة مرّتين أو 3 مرّات، عقب الانتهاء من تعقيمها.

ويعتبر طبيب الأمراض المعدية في "جامعة أيوا" إيل بيرينسيفيتش أنّ قناع الوجه البلاستيكي، يجب أن يكون المفضّل للجميع بين أقنعة الوجه الأخرى، للسبب ذاته الذي يدعو العاملين في قطاع الرعاية الصحيّة إلى استخدامه، فهو يحمي كامل الوجه، ويمنع الشخص من لمس وجهه وتعريض نفسه لخطر فيروس "كورونا" المُستجد.

ويواجه ارتداء الكمامات أخطاء كثيرة تجعل ارتداءها مثل عدمه، فيعمد بعضهم إلى استخدامها لتغطية الفم دون الأنف، أو تعديل وضعية القناع بشكل مستمر، أو حتى إزالته أثناء الحديث، ما يزيد من احتمال تعرّضهم أو تعريض غيرهم لخطر الإصابة.

وبحسب بيرينسيفيتش: "يُمكن لأقنعة الوجه البلاستيكية الشفافة أن تُساعد الأشخاص الذين يعتمدون في تواصلهم مع الآخرين على قراءة حركة الشفاه"، فرغم أن شكلّها ليس مثاليّاً، إلا أنّها تسمح لتعابير الوجه وحركة الشفاه بالبقاء واضحة.

فاعلية القناع البلاستيكي 

في ظل فرض إجراءات التعايش مع فيروس "كورونا" المُستجد، يعترف خبراء آخرون أنّ "لارتداء أقنعة الوجه حدود"، فلا بدّ من نزع قناع الوجه البلاستيكي في المقاهي والمطاعم مثلاً، فيما تبقى الدراسات حول مدى فاعليّته في حماية الأفراد من التعرض للفيروسات محدودة.

ويقول الأخصائي في مجال العدوى في "جامعة جورج ماسون" ساسكيا بوبسكو: "أنا من كبار المعجبين بقناع الوجه البلاستيكي، لكنني لا أعتقد أنّ باستطاعته في الوقت الحاضر أن يحلّ بديلاً كاملاً عن الأقنعة الأخرى".

في المقابل، يتوقّع باحثون آخرون تفوّق القناع البلاستيكي على الكمامات، ليس فقط لأنّه يمنح حمايةً كاملةً للوجه، بل لأن نسبة الخطأ في ارتدائه متدنية جداً وتكاد تكون معدومة.