
تجاوز عدد الإصابات حول العالم بفيروس كورونا المستجد، الخميس، عتبة الـ 30 مليوناً، وسط مخاوف من تفشي الفيروس بوتيرة أسرع، تزامناً مع رفع قيود الحجر الصحي واستئناف النشاط الاقتصادي والرحلات الجوية.
وتوفي أكثر من 943 ألف شخص حول العالم، 200 ألف منهم في أوروبا، جرّاء مرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا، منذ ظهر الوباء للمرة الأولى في الصين أواخر العام الماضي، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.
وتصدرت الولايات المتحدة القائمة مسجلة 6 ملايين و648759 إصابة و196871 وفاة. وجاءت الهند في المركز الثاني من حيث عدد المصابين، بـ 5 ملايين و118253 إصابة و83198 حالة وفاة.
وحلت البرازيل في المركز الثالث بـ 4 ملايين و419083 إصابة و133119 حالة وفاة، وهو ثاني أكبر عدد وفيات في العالم بعد الولايات المتحدة.
وجاءت روسيا في المركز الرابع من حيث عدد المصابين، حيث سجلت مليوناً و085281 حالة و19061 حالة وفاة.
وتيرة مقلقة
وتضاعفت وتيرة تفشي فيروس كورونا خلال الأشهر الأخيرة. ووصلت الإصابات بالفيروس إلى أول مليون بداية أبريل الماضي، بعد نحو 3 أشهر من ظهور الفيروس في الصين أواخر ديسمبر 2019. لكن العدد تضاعف في غضون أسبوعين فقط، إذ بلغت حصيلة الإصابات مليونين في الأسبوع الثاني من أبريل.
وتراجع معدل تفشي الفيروس خلال فترة الإغلاق العام، لكن الوتيرة عادة مرة أخرى لترتفع في يونيو، تزامناً مع تخفيف القيود في عدد من دول العالم.
وتجاوزت إصابات فيروس كورونا 10 ملايين حالة في 28 يونيو، بينما تجاوزت الوفيات نصف مليون وفاة. واستمرت الوتيرة في الارتفاع، إذ تم تسجيل 10 ملايين إصابة إضافية في أقل من شهر ونصف، إذ تجاوزت الإصابات عتبة الـ20 مليون حالة في 11 أغسطس.
واستمرت وتيرة انتشار الفيروس في الارتفاع بشكل قياسي في أغسطس الماضي، إذ ارتفعت حصيلة الإصابات من 20 مليون حالة في 11 أغسطس إلى 25 مليون إصابة بحلول 30 أغسطس.
جرس إنذار
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغه، إن الارتفاع في أعداد الإصابات التي سجّلت هذا الشهر يجب "أن تكون بمنزلة جرس إنذار لنا جميعاً"، بعدما أعلنت القارة 54 ألف إصابة جديدة في يوم واحد الأسبوع الفائت، في عدد قياسي جديد.
وأضاف في مؤتمر صحافي عقد عبر الإنترنت في كوبنهاغن "على الرغم من أن هذه الأرقام تعكس إجراء فحوص على نطاق أوسع، إلا أنها تكشف كذلك عن معدلات مقلقة لانتقال العدوى في أنحاء المنطقة".
ودعت العاصمة الإسبانية مدريد، حيث يتفشى الفيروس بشكل متصاعد، إلى تحرّك "حاسم" من قبل الحكومة المركزية، التي يتوقع أن تكشف عن سلسلة تدابير جديدة الجمعة.
وحذّر المسؤولون في مدريد من أن نظام الرعاية الصحية في المنطقة يتعرّض لضغط متزايد، إذ بات مرضى كوفيد-19 يحتلون سريراً من كل خمسة في المستشفيات جرّاء الموجة الثانية من الوباء.
تشديد القيود
ويزداد القلق حيال احتمال إعادة فرض إغلاق في العاصمة الإسبانية، بعدما أشار مسؤول صحي إقليمي رفيع المستوى الأربعاء إلى إمكانية القيام بذلك في أكثر المناطق تضرراً.
أما في بريطانيا، فمن المقرر أن يبدأ تطبيق تدابير إغلاق جديدة اعتباراً من الجمعة، بينما حذّر رئيس الوزراء بوريس جونسون من موجة إصابات ثانية.
ولن يُسمح لنحو مليوني شخص في شمال إنجلترا، بما في ذلك نيوكاسل وساندرلاند بلقاء أشخاص غير أولئك الذين يعيشون معهم. كذلك سيحظر التنقل بين الطاولات في الحانات، في حين سيكون على الأماكن الترفيهية إغلاق أبوابها بحلول الساعة العاشرة مساء.
وفرضت الحكومة قواعد جديدة في أنحاء إنجلترا، الاثنين، تحد التجمّعات بستة أشخاص أو أقل، في حين بلغ عدد الإصابات اليومية مستويات غير مسبوقة منذ مطلع مايو.
كذلك، تستعد السلطات الفرنسية لتشديد القيود في مدن لاحتواء ارتفاع أعداد الإصابات مع تسجيل نحو 10 آلاف حالة جديدة يومياً خلال الأسبوع الفائت.
وأعلن وزير الصحة الفرنسي أوليفيه فيران، أنه سيتم فرض قواعد جديدة في مدينتي ليون ونيس بحلول يوم السبت، بعدما فرضت السلطات قيودا جديدة على التجمعات هذا الأسبوع في بوردو ومرسيليا.
أول "إغلاق ثان"
أما إسرائيل، فستكون أول دولة في العالم تفرض إغلاقاً ثانياً على مستوى البلاد، يبدأ بعد ظهر الجمعة.
وأثارت الخطوة احتجاجات في تل أبيب في وقت متأخر، الخميس، عندما خرج المئات إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم للقيود، التي تدخل حيّز التنفيذ قبل ساعات على رأس السنة اليهودية وستمتد لثلاثة أسابيع لتشمل مناسبات أخرى بينها عيد الغفران.
وسجّلت إسرائيل ثاني أعلى معدل انتقال للعدوى بالفيروس بعد البحرين في منطقة الشرق الأوسط، وفق إحصائيات وكالة فرانس برس. وبموجب القيود الجديدة، سيتعيّن على السكان البقاء ضمن مسافة 500 متر عن منازلهم.
شكاوى جماعية
وفي ظل ارتفاع منسوب الغضب بشأن طريقة استجابة السلطات حول العالم للفيروس، تواجه بعض الحكومات إجراءات قانونية اتّخذها مواطنوها الذين اتهموها بالفشل.
وتخطط رابطة فرنسية لضحايا كوفيد-19 لتقديم شكوى قضائية في حق رئيس الوزراء جان كاستيكس، وفق ما أفاد المحامي الذي يمثل المجموعة.
كذلك، رفعت دعاوى في الصين من قبل أقارب بعض ضحايا الوباء، لكن العديد منها رُفض بينما يواجه العشرات ضغوطاً من السلطات لمنعهم من القيام بأي إجراءات قانونية، وفق "فرانس برس".
وتتهم عائلات الضحايا الحكومات المحلية في ووهان وهوباي، حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى، بإخفاء المعلومات المرتبطة بتفشيه في البداية، والفشل في إبلاغ السكان والتخبط في الاستجابة وترك الوباء ينتشر.