كيف يتعامل الدماغ مع الضغط النفسي؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
صورة التقطت بواسطة ماسح التصوير المقطعي لدماغ مريض، 9 يناير 2019 - AFP
صورة التقطت بواسطة ماسح التصوير المقطعي لدماغ مريض، 9 يناير 2019 - AFP
بالتعاون مع "مايو كلينيك" -الشرق

المخ مهيأ لحمايتك، إذ يتفحص بيئتك باستمرار بحثاً عن المخاطر أو الضغوط، وعندما يكون الخطر محسوساً ينبهك المخ ويُفعّل نظامك العصبي والغدد الصماء.

ويستجيب جسمك لهذه المخاطر أو الضغوط عن طريق إرسال طوفاناً من الهرمونات، بما في ذلك الأدرينالين والكورتيزول إلى مجرى الدم؛ إذ تساعد هذه الهرمونات على تركيز انتباهك وزيادة سرعة وقت استجابتك وزيادة قوتك ورشاقتك.

في الوقت نفسه، يتصاعد معدل نبضات قلبك وضغط دمك، نظراً لضخ الكثير من الدم في الجسم لإعدادك للقيام بما ينبغي للتأقلم والنجاة.

حالة تأهب

هذا المخ المتأهب كان أساسياً لنجاة أسلافك، الأمر الذي يشمل التهديدات البدنية، مثل الهروب من الحيوانات المفترسة. إلا أن التهديدات الرئيسية في العالم اليوم، هي غالباً نابعة عن ضغوط عاطفية ونفسية وليست بدنية فحسب.

وقد تشمل هذه الضغوط مواعيد نهائية دائمة، ومخاوف مالية، أو شجاراً مع شخص محبوب. وعلى الرغم من أن ضغوطك تختلف تماماً عن ضغوط أسلافك، إلا أن مخك وجسدك لا يزالان يستجيبان برد فعل: "حارب، أو اهرب"، ويمكن لجسدك أن يظل في هذه الحالة المتأهبة حتى ينتهي الموقف الحرج.

استجابة جسدك لعوامل الضغط هذه تختلف تبعاً لما إذا كان عامل الضغط جديداً كالضغط النفسي الحاد، أو موجوداً في الأجواء المحيطة لمدة طويلة، وهو الضغط النفسي المُزمِن.

الضغط الحاد

يعتبر الضغط النفسي الحاد رد فعل فوري لجسمك تجاه مخاوف أو تحديات أو ذعر محسوس. وتكون استجابة الضغط النفسي الحاد شديدة ولحظية، ويمكن أن تكون هائجة في ظروف معينة.

وتشمل أمثلة الضغوط الحادة إجراء مقابلة عمل، أو الحصول على مخالفة سرعة، أو التزلُّج على الجليد عبر مسار تزلُّج مبهج.

في الواقع، يمكن أن يكون الضغط النفسي الحاد البسيط مفيداً، إذ يمكنه أن يحفزك للقيام بأمر ما ويشجعك ويجعلك تشعر بالنشاط.

الضغط المُزمن

أما الضغط النفسي المُزمن فيحدث عندما تتراكم الضغوطات الحادة وتستمر بمرور الوقت. ويظل جسمك مستعداً لنوع من العمل لا تتطلبه معظم الضغوط الحالية.

وهذا الضغط النفسي المتواصل يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية، مثل الصداع، ومشاكل في الجهاز الهضمي والأرق.

عندما تفهم كيف يدرك الدماغ المواقف العصيبة، يمكنك أن تقرر ما إذا كان رد الفعل مفيداً أو ضاراً. إنها الخطوة الأولى نحو اختيار كيفية التفاعل مع الضغط النفسي بدلاً من ترك الدماغ يختار لك.

*هذا المحتوى من "مايو كلينيك".