بعد تسجيل أول إصابة بشرية بها في أميركا.. ما هي الدودة الحلزونية؟

السيطرة على الطفيل تتطلب إطلاق نحو 500 مليون ذبابة عقيمة أسبوعياً

time reading iconدقائق القراءة - 5
عينة من الديدان الحلزونية معروضة في عيادة بيطرية في تاباتشولا، ولاية تشياباس، المكسيك. 4 يوليو 2025 - Reuters
عينة من الديدان الحلزونية معروضة في عيادة بيطرية في تاباتشولا، ولاية تشياباس، المكسيك. 4 يوليو 2025 - Reuters
بوينس آيرس/ شيكاجو/ واشنطن-رويترز

أعلنت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، تسجيل أول إصابة بشرية في الولايات المتحدة بداء الدودة الحلزونية المرتبط بالسفر، وهي طفيل آكل للحم، لدى شخص عائد من دولة موبوءة في أميركا الوسطى.

وقال المتحدث باسم الوزارة أندرو جي. نيكسون، في رسالة إلكترونية إلى "رويترز"، إن الإصابة التي فحصتها وزارة الصحة في ولاية ماريلاند، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) تأكدت رسمياً في 4 أغسطس، وتعود لمريض عاد من رحلة إلى السلفادور.

وكانت "رويترز" نقلت في وقت سابق عن مصادر بصناعة اللحوم أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أكدت إصابة شخص في ماريلاند بالدودة الحلزونية بعد عودته من جواتيمالا، لكن نيكسون لم يعلّق على هذا التضارب بشأن مصدر الحالة.

وأشار المتحدث إلى أن “مستوى الخطر على الصحة العامة في الولايات المتحدة منخفض جداً”.

ولم تؤكد السلطات الأميركية حتى الآن أي إصابات في الحيوانات، العام الجاري.

وقبل أيام، حذرت المنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH) من مواصلة الدودة الحلزونية (NWS) الانتشار. 

وقالت عبر منصة "إكس": "منذ عودتها إلى الظهور في أميركا الوسطى، أولاً في بنما في يونيو 2023، انتشر المرض إلى بليز وكوستاريكا والسلفادور وجواتيمالا وهندوراس ونيكاراجوا والمكسيك، مع تسجيل أكثر من 20 ألف بؤرة تفشٍ حتى الآن".

عدوى الدودة الحلزونية

ويخشى مربو الماشية، ومنتجو اللحوم، وتجار الثروة الحيوانية من اتساع نطاق العدوى، خاصة أن الدودة الحلزونية تقدمت شمالاً من أميركا الوسطى وجنوب المكسيك، ما يثير قلقاً واسعاً في القطاع.

وجاء تأكيد الحكومة للإصابة بعد أيام من إعلان وزيرة الزراعة الأميركية بروك رولينز، عن خطط لإقامة منشأة لإنتاج الذباب العقيم في تكساس لمكافحة الطفيل.

وتوقعت الوزارة أن يكلف تفشي الدودة الحلزونية اقتصاد تكساس، أكبر ولاية منتجة للماشية، نحو 1.8 مليار دولار نتيجة نفوق الحيوانات وزيادة تكاليف العمل والعلاج.

وبحسب مصادر، فإن اتحاد منتجي اللحوم الأميركي أبلغ في رسائل بريدية عشرات المسؤولين بالقطاع أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أكدت حالة بشرية في ماريلاند لشخص عاد من جواتيمالا.

وأكد مسؤول حكومي في ماريلاند الإصابة، فيما امتنعت متحدثة باسم وزارة الصحة في الولاية عن التعليق الفوري.

وقالت الطبيبة البيطرية لولاية ساوث داكوتا، بيث طومسون، لـ"رويترز" إنها أُخطرت، الأسبوع الماضي، بوجود حالة بشرية في ماريلاند، مشيرة إلى أن السلطات الفيدرالية لم تكن شفافة بما يكفي.

وأضافت: “علمنا عبر قنوات أخرى واضطررنا لمطالبة CDC بإطلاعنا على ما يحدث”.

ما هي الدودة الحلزونية؟

الدودة الحلزونية ذبابة طفيلية تضع إناثها البيض في جروح أي حيوان ذي دم حار، وتخرج اليرقات لتتغذى على اللحم الحي، ما قد يؤدي إلى وفاة المضيف إذا لم يُعالج، وسميت بهذا الاسم لأن طريقة اختراق اليرقات تشبه حركة المسمار في الخشب.

العدوى نادرة في البشر لكنها قد تكون قاتلة إذا لم تُعالج، ويتطلب العلاج إزالة مئات اليرقات، وتطهير الجروح بدقة، لكنه غالباً ما ينجح إذا جرى التدخل مبكراً.

وتشير رسائل اتحاد منتجي اللحوم إلى أن تفاصيل الحالة محدودة بسبب قوانين خصوصية المرضى، وأن المصاب تلقى العلاج واتُخذت تدابير وقائية في الولاية.

وكُلّف خبير اقتصادي في جامعة تكساس A&M بإعداد تقرير عن الأثر المحتمل على القطاع في حال استمرار إغلاق الحدود أمام واردات الماشية المكسيكية، وهو إجراء مطبق منذ نوفمبر للوقاية من دخول الطفيل.

500 مليون ذبابة عقيمة

ووفق تقديرات وزارة الزراعة الأميركية، فإن السيطرة على الطفيل تتطلب إطلاق نحو 500 مليون ذبابة عقيمة أسبوعياً لإعادته إلى أقصى جنوب القارة، عند غابات دارين بين بنما وكولومبيا.

وحالياً، يوجد مصنع وحيد في بنما ينتج 100 مليون ذبابة عقيمة أسبوعياً، فيما بدأت المكسيك إنشاء منشأة جديدة بقيمة 51 مليون دولار.

وسُجلت إصابة جديدة في يوليو في ولاية فيراكروز جنوب المكسيك على بعد نحو 595 كيلومتراً من الحدود الأميركية، وردّت السلطات الأميركية بإغلاق المعابر الجنوبية أمام تجارة الماشية.

وتستورد الولايات المتحدة عادة أكثر من مليون رأس ماشية سنوياً من المكسيك للتسمين والإنتاج.

وتمكنت الولايات المتحدة من استئصال الدودة الحلزونية في الستينيات، بفضل برنامج ضخم لإطلاق ذكور عقيمة بأعداد هائلة.

تصنيفات

قصص قد تهمك