
كشفت دراسة حديثة عن رصد انخفاض ملحوظ في عدد عمليات زرع الأعضاء عبر العالم وسط جائحة كورونا.
وقالت الدراسة، التي شملت 22 دولة ونشرت في دورية "لانسيت" الطبية البريطانية، إن سبب ذلك الانخفاض يعود على الأرجح إلى المخاوف من خطر العدوى ومحدودية الموارد، في ظل الإجراءات التقييدية لمكافحة الوباء.
وجرت الدراسة برعاية الجمعية الأوروبية لزراعة الأعضاء، وهي منظمة تشرف على جميع أنشطة زراعة الأعضاء في أوروبا. وقارن الباحثون البيانات من يناير إلى ديسمبر 2020، مقابل الفترة الزمنية نفسها في عام 2019.
أكبر العمليات المتضررة
وأشارت النتائج إلى انخفاض عمليات زراعة الأعضاء في جميع أنحاء العالم بنسبة 16% عبر 22 دولة، ورصدت الدراسة أكبر انخفاض في عمليات زرع الكلى والرئة والكبد والقلب، بنسبة بلغت 31% خلال الموجة الأولى من كورونا.
وجاء في الدراسة أنه "على الرغم من انخفاض الحاد في عدد عمليات زرع الأعضاء خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الجائحة، إلا أن هذا الانخفاض استقر بعد يونيو 2020، إذ يفترض أن مراكز زراعة الأعضاء تمكنت من التأقلم مع الظروف الجديدة بعد الموجة الوبائية الأولى".
وأضافت الدراسة أنه "لوحظ انخفاض حاد جديد في نشاط زراعة الأعضاء من أكتوبر إلى ديسمبر 2020"، من دون توضيح أسباب ذلك.
وتباينت الانخفاضات من دولة لأخرى، إذ حافظت بعض الدول مثل الولايات المتحدة وسويسرا وبلجيكا وإيطاليا على معدل عمليات الزرع، ولم يحدث سوى انخفاض طفيف لا يتجاوز 10%، بينما شهدت دول أخرى انخفاضاً كبيراً كما هو الشأن بالنسبة لليابان حيث بلغت نسبة الانخفاض 67%، والأرجنتين 60%، كما جاء في الدراسة.
"تأثير مدمر" لكورونا
وبشكل عام، لاحظ الباحثون وجود علاقة قوية بين زيادة معدلات الإصابة بفيروس كورونا، وانخفاض عمليات زراعة الأعضاء.
وقال الدكتور أوليفييه أوبير، المؤلف الرئيسي للدراسة: "كان للموجة الأولى من كورونا تأثير مدمر على عدد عمليات زرع الأعضاء في العديد من البلدان، ما أثر على قوائم انتظار المرضى وأدى للأسف إلى خسائر كبيرة في الأرواح".
وأشار البروفيسور ألكسندر لوبي، رئيس مركز باريس لأبحاث زراعة الأعضاء والمؤلف المشارك في الدراسة، إن زراعة الأعضاء من المتبرعين الأحياء، التي انخفضت بشكل كبير "تتطلب موارد وتخطيطاً كبيراً مقارنة بالمتبرعين المتوفين. وكان هذا صعباً للغاية أثناء الجائحة، خصوصاً في ظل مخاوف أخلاقية كبيرة على سلامة المتبرعين".
وأضاف أنه "من الواضح أن هناك العديد من الوفيات غير المباشرة المرتبطة بكورونا، وتؤكد دراستنا أن للجائحة عواقب بعيدة المدى على العديد من التخصصات الطبية".