توصلت شركة "أسترازينيكا" المصنّعة للأدوية الجمعة، إلى صفقة مع الاتحاد الأوروبي لتزويده بـ200 مليون جرعة من لقاحها المضاد لفيروس كورونا كانت معلقة منذ شهور.
وبهذه الخطوة ينتهي الجدل القانوني بشأن النقص في إمدادات اللقاح الذي أثر بشكل موازٍ على الشركة وحملة التطعيم في التكتل.
وقال المسؤول التنفيذي بالاتحاد الأوروبي، في بيان الجمعة، إن هذه الصفقة "سترفع العدد الإجمالي للجرعات المسلَّمة (للاتحاد) إلى 300 مليون جرعة كما هو متفق عليه بموجب العقد الأساسي".
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة "أسترازينيكا" رود دوبير: "أنا سعيد جداً لأننا تمكنا من التوصل إلى حل مشترك يسمح لنا بالمضي قدماً والتعاون مع المفوضية الأوروبية للمساعدة في التغلب على جائحة كورونا".
وكانت المفوضية الأوروبية أطلقت في أبريل الماضي، دعوى قضائية ضد "أسترازينيكا" لإخلالها بالعقد وعدم توفيرها خطة "موثوقة" لضمان تسليم اللقاحات في الوقت المناسب.
وأدى النزاع إلى دخول الاتحاد الأوروبي في أزمة تحت ضغط دوله المتدافعة للحصول على اللقاح من أجل تسريع حملات التطعيم.
كما تسبب بأزمة علاقات عامة لشركة "أسترازينيكا". وتوجه الاتحاد الأوروبي إلى خيار التقليل من اعتماده الأولي على "أسترازينيكا"، وأصبح يتزود باللقاحات من تحالف شركتي "فايزر/بيونتك" بشكل أساسي.
مراحل تنفيذ التسوية
وكجزء من تسوية الجمعة، التزمت "أسترازينيكا" بتقديم 60 مليون جرعة من لقاحها بنهاية الربع الثالث من هذا العام، و75 مليون جرعة بنهاية الربع الرابع، و65 مليوناً بحلول نهاية الربع الأول من 2022.
ومع احتساب عمليات التسليم التي حدثت بالفعل، فإن هذا الجدول الزمني يستكمل تسليم 300 مليون جرعة تم شراؤها منذ قرابة سنة بموجب العقد بين الشركة والاتحاد الأوروبي، وذلك بعد شهور من الصراع بسبب التأخير في التسليم.
وقالت الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي إنه بموجب الاتفاقية الجديدة، سيتم تزويد الدول الأعضاء بجداول التسليم المنتظمة، وإذا كان هناك أي تأخير، فسيتم تطبيق خصومات محددة. وأضافت أنه سيتم إعطاء الأولوية لدول الاتحاد ذات معدلات التلقيح المنخفضة.
وإضافة إلى ذلك فإن بعض عمليات التسليم ستنطلق إلى البلدان منخفضة الدخل "خارج الاتحاد الأوروبي" من أجل مساعدة الدول الفقيرة وتخفيف التفاوت العالمي في إمدادات اللقاح.
وفي هذا الإطار، قالت مفوضة الصحة بالاتحاد الأوروبي ستيلا كيرياكيدس: "سنواصل مساعدة بقية العالم. هدفنا هو مشاركة 200 مليون جرعة على الأقل من اللقاحات من خلال مبادرة كوفاكس مع البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل حتى نهاية هذا العام"، في إشارة إلى مبادرة تقاسم اللقاحات مع الدول الفقيرة، التي يديرها التحالف العالمي للقاحات ومنظمة الصحة العالمية.
تسوية في توقيت ملحّ
وتسمح التسوية بتوزيع لقاح "أسترازينيكا" لدول الاتحاد الأوروبي في وقت تتسبب المتحورة "دلتا" بطفرات جديدة، وفي وقت تُجري الشركات المصنِّعة دراسات عن عمر الحصانة التي توفرها لقاحاتها.
وعلى الرغم من التأخير الحاصل بسبب الأزمة مع "أسترازينيكا"، تمكنت المفوضية الأوروبية من اللحاق بالجدول الزمني لحملتها التطعيمية، إذ قالت هذا الأسبوع إنه تم تطعيم 70٪ من السكان البالغين في دول الاتحاد بشكل كامل.
وتمت تلبية احتياجات الاتحاد الأوروبي من اللقاحات معظمها من قبل "فايزر/بيونتك"، اللتين تمكنتا من تكثيف الجهود لإنتاج إمدادات وفيرة، في حين تأثر الطلب على جرعات "أسترازينيكا" بمخاوف من حالات نادرة جداً لتخثّر الدم أسفر عنها اللقاح.
اقرأ أيضاً: