
تُعد "الحبسة التقدمية الأولية"، متلازمة نادرة تُصيب الجهاز العصبي، وتُؤثر في قدرتك على التواصل، إذ يَجد المصابون به صعوبة في التعبير عن أفكارهم وفهمهم أو العثور على الكلمات.
ويُمكن أن يَفقد الأفراد المصابون بالحبسة التقدمية الأولية، القدرة على التحدث والكتابة وفي النهاية، القدرة على فهم اللغة المنطوقة أو المكتوبة.
يَتقدم المرض ببطء، لذا بإمكانك العناية المستمرة بنفسك والمشاركة في أنشطة الحياة اليومية لعدة سنوات بعد بداية الإصابة بالاضطراب.
وتُعرف "الحبسة التقدمية الأولية" كنوع من الخرف الجبهي الصدغي، وهو مجموعة من الاضطرابات المتصلة، التي تَنجم عن تنكُّس الفص الجبهي أو الصدغي في الدماغ، ويشمل أنسجة المخ المسؤولة عن الكلام واللغة.
الأعراض
أعراض الحبسة التقدمية الأولية، تختلف بناء على مقدار مناطق الدماغ المسؤولة عن الكلام المصابة. للحالة ثلاثة أنواع، تتسبب كل منها في أعراض مختلفة.
اضطراب الحبسة التقدمية الأولية في الدلالات المتنوعة:
- صعوبة في فهم اللغة المنطوقة أو المكتوبة، وخصوصاً الكلمات المنفردة
- صعوبة في استيعاب معاني الكلمات
- مواجهة صعوبة في تسمية الأشياء
الحبسة التقدمية الأولية بمتغير فقدان القدرة على معالجة الكلام:
- صعوبة في تذكر الكلمات ومرادفاتها
- تكرار السكوت أثناء الكلام لتذكر بعض الكلمات
- صعوبة في تكرار العبارات أو الجمل
اضطراب حبسة فقد الطلاقة المتفاقمة الأولية النحوية المتفاوتة:
- ضعف القواعد النحوية في الشكل المكتوب والمنطوق
- مشكلة في فهم الجمل المعقدة
- استخدام القواعد النحوية بشكل غير صحيح
الأسباب
تنجم الحبسة التقدمية الأولية عن تقلص أو ضمور أقسام معينة من الدماغ مسؤولة عن الكلام واللغة. وفي هذه الحالة، يتأثر الفص الجبهي أو الصدغي أو الجداري، بشكل أساسي على الجانب الأيسر من الدماغ.
ويرتبط الضمور بوجود البروتينات غير الطبيعية، وقد ينخفض نشاط الدماغ أو وظائفه في المناطق المصابة.
المضاعفات
في النهاية يَفقد الأشخاص الذين يشعرون بالحُبْسة الأولية المتزايدة، القدرة على النطق والكتابة، وفهم اللغة المكتوبة أو المنطوقة.
ويُصاب البعض بصعوبة كبيرة في تكوين أصوات للنطق (مشكلة تُدْعَى تَعَذُّر الأداء النطقي)، حتى إذا لم تَضْعُف قدرتهم على الكتابة والاستيعاب بوضوح.
مع تقدُّم المرض، قد تَضْعُف القدرات العقلية الأخرى، مثل الذاكرة. يُصاب بعض الأشخاص بأعراض عصبية أخرى مثل مشكلات في الحركة. مع وجود هذه المضاعفات، سيحتاج المصاب في النهاية إلى المساعدة في الرعاية اليومية.
الأشخاص الذين يشعرون بالحبسة الأولية المتزايدة قد يُصابون أيضاً بالاكتئاب أو مشكلات سلوكية أو اجتماعية مع تطور المرض. وقد تتضمَّن المشكلات الأخرى تبلُّد المشاعر مثل عدم الاهتمام، أو سوء الحكم أو السلوك الاجتماعي غير المناسب.
التشخيص
لتشخيص الحبسة التقدمية الأولية، سيراجع الطبيب الأعراض التي لديك وسيطلب إجراء اختبارات.
إن تدهور صعوبة التواصل من دون تغيرات ملحوظة في التفكير والسلوك لعام أو اثنين، إحدى سمات الحبسة التقدمية الأولية.
الاختبار العصبي
قد يُجري الأطباء فحصاً عصبيّاً وتقييماً للنُّطق واللغة وتقييماً عصبيّاً نفسيّاً. تقيس الاختبارات قدرتك على الكلام والاستيعاب اللغوي والمهارات، والتعرُّف إلى الأشياء وتسميتها، والتذكر، وغيرها من العوامل.
اختبارات الدم
ربما يطلب الأطباء إجراء اختبارات الدم للتحقق من وجود حالات عدوى، أو البحث عن حالات طبية أخرى.
يمكن أن تحدد الاختبارات الجينية ما إذا كان المريض لديه طفرات جينية مرتبطة بالحبسة التقدمية الأولية أو حالات عصبية أخرى.
فحوص الدماغ
تساعد فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) في تشخيص الحبسة التقدمية الأولية، واكتشاف تقلص بعض المناطق بالدماغ وتحديد المنطقة التي قد تكون مصابة بالدماغ.
يمكن أيضاً أن تكشف فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي عن وجود سكتات دماغية، أو أورام أو غيرها من الأمراض التي تؤثر على وظيفة الدماغ.
المعالجة
لا يمكن التعافي من مرض الحبسة التقدمية الأولية ولا يوجد أدوية لعلاجه. ومع ذلك قد تساعد بعض العلاجات في تحسين قدرتك على التواصل وإدارة حالتك والحفاظ عليها.
- علاج أمراض اللغة والتخاطب
- التأقلم والدعم
قد يحتاج أفراد العائلة في نهاية الأمر إلى الأخذ في الاعتبار خيارات الرعاية على المدى الطويل للفرد الذي يُعاني الحبسة التقدُّمية الأولية. وقد يحتاجون أيضاً إلى تخطيط الأمور المالية للفرد، والمساعدة في اتخاذ القرارات القانونية للاستعداد للمراحل الأكثر خطورةً من الحالة.
*هذا المحتوى من "مايو كلينيك"