
أظهرت دراسة إسرائيلية أن إعطاء جرعة ثالثة من لقاح "فايزر" يمكن أن تخفض معدلات الإصابة بفيروس كورونا، لدى الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 عاماً فأكثر.
وبحسب وكالة "بلومبرغ"، وجدت الدراسة التي نشرتها دورية "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين"، الأربعاء، أنه بعد 12 يوماً من الجرعة الإضافية، انخفضت معدلات الإصابة المؤكدة في المجموعة التي حصلت على جرعة ثالثة معززة، بمقدار 11 ضعفاً مقارنة بالمجموعة التي حصلت على الجرعتين القياسيتين فقط.
وكانت معدلات المرض الشديد أقل 20 مرة تقريباً في المجموعة التي حصلت على الجرعة المعززة، وفق بيانات الدراسة قصيرة المدى.
وقالت "بلومبرغ" إن "مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، استندوا إلى إصدارات مبكرة من هذا التحليل المرتقب"، بينهم المستشار الطبي للرئيس حول جائحة كورونا، أنتوني فاوتشي، في إطار تحركات لتنفيذ برنامج إعطاء جرعة معززة في الولايات المتحدة، من المقرر أن يبدأ الاثنين.
ومن المتوقع، تسليط الضوء على الدراسة الإسرائيلية في "اجتماع مستشاري إدارة الغذاء والدواء"، الذين يتولون مراجعة طلب شركة "فايزر"، للموافقة على جرعات معززة.
آراء متناقضة
وأشارت الوكالة إلى "تناقض الآراء" بشأن الخطط الأميركية لإعطاء جرعة معززة، إذ أعرب كل من فاوتشي، ومديرة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، روشيل والينسكي، ومفوضة إدارة الغذاء والدواء بالوكالة، جانيت وودكوك، عن دعمهم لهذا الطرح "شريطة أن تحصل هذه الجرعة الإضافية على موافقة الجهات المنظمة، ومسؤولي الصحة العامة".
في المقابل، أعلن اثنان من كبار مسؤولي "إدارة الغذاء والدواء" عن خططهما لترك منصبيهما هذا العام، في إشارة إلى وجود "شكوك محتملة بشأن هذه الخطة".
ونقلت عن بيتر ماركس، رئيس مركز اللقاحات في "إدارة الغذاء والدواء"، قوله إن "الإدارة لا تواجه أي ضغوط لتمهيد الطريق أمام اقتراح الرئيس بايدن".
وشدد ماركس، في منتدى برعاية "ريسيرش أميركا"، وهي مجموعة مناصرة علمية، على أنه "لا توجد هنا ضغوط سياسية"، مضيفاً "لدينا اهتمامنا العلمي الخاص للتأكد من أننا نتفهم الأمر على الوجه الصحيح".
وثائق إحاطة
وبحسب "بلومبرغ"، أصدر كل من موظفي "إدارة الغذاء والدواء" وشركة "فايزر"، الأربعاء، وثائق إحاطة قبل اجتماع مستشاري الإدارة، الجمعة.
وأشار العرض التقديمي لشركة "فايزر" إلى أن البيانات تبين أن فعالية لقاحها تتضاءل، وأن الجرعات المعززة ستساعد في إعادتها إلى مستوياتها الوقائية.
واتخذ تقرير فريق "إدارة الغذاء والدواء"، موقفاً أكثر اعتدالاً، وقال إن الأنظمة الحالية "لا تزال فعالة ضد المرض الشديد، والوفاة الناتجين عن الإصابة بكوفيد".
وأوضح فريق عمل الإدارة أنه لم يراجع بعد البيانات الإسرائيلية عن كثب، وإنه سيتم عرض هذه البيانات في اجتماع الجمعة.
1.1 مليون شخص
ورصدت الدراسة الإسرائيلية أكثر من 1.1 مليون مقيم في إسرائيل، جميعهم في سن 60 عاماً أو أكثر، وتم تطعيمهم بالكامل بلقاح "فايزر".
وقارن الباحثون في "معهد وايزمان للعلوم"، و"معهد إسرائيل للتقنية-التخنيون"، ووزارة الصحة الإسرائيلية، وجامعة تل أبيب، ومشاركون آخرون معدلات العدوى والمرض لدى الذين حصلوا على جرعة ثالثة، والذين لم يحصلوا عليها.
ويكمن التحفظ الرئيسي على هذه الدراسة، في أنها تقوم على المتابعة على المدى القصير، إذ بدأت حملة الجرعة المعززة في إسرائيل في 30 يوليو، فيما أجريت الدراسة حتى 31 أغسطس. وتم حساب معدلات الإصابة بعد 12 يوماً من إعطاء الجرعة المعززة، لمنحها الوقت لسريان المفعول.
وفي مقال رأي، نشر الاثنين، في دورية "ذي لانسيت" الطبية، أكدت مجموعة من كبار الباحثين، شملت مسؤولَي "إدارة الغذاء والدواء الأميركية" اللذين يستعدان لترك منصبيهما، أن معظم الأشخاص لا يحتاجون إلى جرعة معززة الآن.
وأشار المقال إلى أن الفائدة قصيرة المدى التي رصدهت في إسرائيل "لا تعني بالضرورة أن هذه الجرعة ستؤدي إلى تحقيق فائدة على المدى الطويل"، وفقاً لما نقلته "بلومبرغ".
اقرأ أيضاً: