قال الرئيس التنفيذي لشركة صناعة الأدوية "موديرنا" ستيفان بانسل، إنه يستبعد أن تكون اللقاحات المضادة لكورونا فعالة ضد المتحور أوميكرون، كما كان الأمر بالنسبة للسلالة دلتا، فيما بدأت شركتا "جونسون آند جونسون" وفايزر العمل على نسخة جديدة من لقاحهما تستهدف "أوميكرون".
وفي مقابلة مع "فايننشال تايمز"، قال بانسل: "على ما أعتقد، لا يوجد عالم تكون الفاعلية فيه بنفس المستوى الذي كان لدينا مع دلتا. أعتقد أنه سيكون هناك قصور جوهري. ولا أعرف مقدار ذلك لأننا بحاجة إلى انتظار البيانات. لكن جميع العلماء الذين تحدثت إليهم ذهبوا إلى أن هذا لن يكون مناسباً".
وكانت شركة موديرنا أعلنت الجمعة، عزمها على تطوير جرعة معزّزة من اللّقاح مخصصة للحماية من المتحور أوميكرون.
لقاحات جديدة
وانضم إلى موديرنا شركتا "فايزر" و"جونسون آند جونسون"، بالعمل على نسخة جديدة من لقاحهما تستهدف خصيصاً "أوميكرون"، في حال لم يكن لقاحاهما فعّالين.
وقال رئيس شركة "فايزر" آلبرت بورلا، في مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي": "لا يزال هناك الكثير من الغموض بشأن المتحور الجديد الذي رُصد في جنوب إفريقيا ووصفته منظمة الصحة العالمية بأنه مُقلق".
وأضاف: "سنعرف أهمّ ما يجب أن نعرفه خلال بضعة أسابيع"، مشيراً إلى أنّه "لا بدّ من القيام بتجارب لاختبار فاعلية اللّقاح الحالي الذي طوّرته شركته بالتعاون مع شركة بيونتك".
وأوضح أنه "بدأنا العمل قبل أيام على تطوير لقاحنا، إذا تبيّن أنّ اللّقاح الحالي أقلّ فعالية وأصبحنا بحاجة لتطوير لقاح جديد، لقد قمنا بأول نموذج للحمض النووي وسيكون المرحلة الأولى في تطوير لقاح جديد".
"فايزر": 4 مليارات جرعة
وأكّد بورلا أنه في حال استدعت الحاجة "سيكون لدينا لقاح جدّي في غضون 95 يوماً"، مشدداً على أن شركته "تمتلك القدرات عند الحاجة، لإنتاج 4 مليارات جرعة العام المقبل"، قائلاً: "أنا واثق جداً من اللّقاح الموزّع حالياً، لأنّنا تمكّنا من الوصول إلى المزيج الجيّد منذ البداية".
وعن العقار المضادّ لكورونا، قال بورلا إنّ القرص الذي طوّرته الشركة لمعالجة المرض وأظهر فاعلية بنسبة 89% لتجنيب دخول المستشفى أو الوفاة خلال التجارب السريرية، "تمّ تطويره مع فكرة أنّ متحوّرات للفيروس قد تظهر".
وقال: "أنا واثق جداً من قدرة العقار على مواجهة كلّ المتحورات ومنها أوميكرون. يجب أن نتذكّر أن الوضع مختلف عندما يكون لديكم علاج يتيح تقليل نسبة المصابين بكوفيد-19، والذين يدخلون المستشفى من 10 أشخاص إلى واحد فقط".
يُشار إلى أن "فايزر" ابتكرت سابقاً نسختين جديدتين من لقاحها لمواجهة المتحورتين "دلتا" و"بيتا"، إلّا أنّهما لم تُستخدما.
"جونسون آند جونسون"
بدورها، أعلنت شركة "جونسون آند جونسون" أنّها بصدد "تقييم فعالية لقاحها المضادّ لفيروس كورونا في مواجهة المتحوّرات، بما فيها أوميكرون"، مضيفة أنها "تعمل في الوقت ذاته على إنتاج لقاح يستهدف تحديداً أوميكرون، وستطوره عند الحاجة".
ونقل البيان عن ماثاي مامين، المسؤول عن الأبحاث في شركة "يانسن" التابعة لـ"جونسون آند جونسون"، قوله إنّ الشركة "لا تزال واثقة من قدرة لقاحها الحالي الأحادي الجرعة على توفير استجابة مناعية ضد المتغيّرات المختلفة".
لكنّ مامين أكّد في الوقت ذاته، أنّه "يمكن لجونسون آند جونسون أن تباشر بسرعة إجراء التجارب السريرية على النسخة الجديدة من اللقاح، إذا لزم الأمر ذلك".
ما هو "أوميكرون"؟
وتحور فيروس كورونا 5 مرات منذ أن تم تحديده لأول مرة في السلالة الأولى التي أطلقت عليها منظمة الصحة العالمية اسم "ألفا".
وأوضحت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أن السلالة المتحورة الخامسة "أوميكرون" قد تكون مختلفة عن السلالات الأخرى، لأنه تم اكتشافها بمعدلات أسرع من سابقاتها. وذكرت أن هذا المتحور قد يشكل أيضاً خطراً أكبر للإصابة بالعدوى من الأنواع الأخرى.
وذكرت وكالة "بلومبرغ"، أن المعامل في أوروبا والولايات المتحدة وإفريقيا، تستعد لإجراء اختبارات لمعرفة كيف يمكن أن يتصرف المتحور الجديد مع الأشخاص الذين تم تطعيمهم أو أصيبوا سابقاً.
وأشارت إلى أن السلطات الصحية في عدة دول تراقب عن كثب تفشي الفيروس في جنوب إفريقيا لمعرفة مدى قابلية انتقال المتحور الجديد أثناء انتشاره، وما إذا كان أكثر خطورة أو مميتاً، موضحة أن الإجابة عن هذه التساؤلات قد تستغرق أسابيع، وفق ماذكره العلماء وصناع السياسة.
وأوضحت "بلومبرغ" أن رحلة البحث تبدأ بفهم نمط المتحور الجديد المكون من 50 طفرة، منها أكثر من 30 طفرة على البروتين الشوكي المحيط بالفيروس، الذي يعد بمنزلة السلاح الذي يستخدمه الفيروس لغزو خلايا الضحايا، وذلك مقارنة بطفرتين فقط لمتحور دلتا الذي اجتاح العالم مؤخراً.