
أوصت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، الخميس، باستخدام لقاحي "فايزر" و"موديرنا" عوضاً عن "جونسون أند جونسون" المضاد لفيروس كورونا المستجد.
جاء ذلك في أعقاب تقرير لجنة فرعية من مستشاري المراكز، أكد أن معدل جلطات الدم بعد تلقي لقاح "جونسون أند جونسون"، "أعلى على ما يبدو مما كان متوقعاً في السابق".
وتم الإبلاغ سابقاً عن حالات تجلط الدم مع متلازمة قلة الصفائح الدموية، والتي تتضمن جلطات دموية مصحوبة بمستوى منخفض من الصفائح الدموية، عند متلقي لقاح "جونسون آند جونسون" ذي الجرعة الواحدة.
ولا تعني هذه التوصية، حظر اللقاح في الولايات المتحدة، إذ أنه سيبقى متاحاً، وبالأخصّ للأشخاص الذين لا يمكنهم تلقّي لقاحي "فايزر" أو "موديرنا"، ولا سيّما بسبب تفاعلات حساسية قد تتسبب بها تقنية الحمض النووي الريبي المرسال mRNA التي يعتمد عليها هذان اللّقاحان.
مخاطر مرتفعة
وصوت مستشارو اللقاحات في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالإجماع الخميس، على توصية بأن يختار الأشخاص الذين يسعون للحصول على اللقاحات الأكثر أماناً وفعالية، جرعات من "فايزر" أو "موديرنا"، بدلاً من "جونسون أند جونسون".
وكان تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" ذكر أن "اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين" التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض، تنظر في بيانات جديدة "تُظهر مخاطر مرتفعة لحالات تجلط دموي لدى الرجال والنساء ممن تلقوا ذلك اللقاح، مما يمهد الطريق للخبراء للتوصية بفرض قيود جديدة على استخدامه".
وكانت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، اعتبرت، الثلاثاء الماضي، أنه على الرغم من ظهور مثل تلك الحالات على رجال ونساء، إلا أن أعلى معدل لها كان حوالي حالة واحدة لكل 100 ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين 30 و49 عاماً.
وأفادت الإدارة بأنه من بين النساء اللواتي تم تشخيص إصابتهن بتلك المتلازمة، التي يمكن أن تؤدي في بعض الحالات إلى نزيف داخلي، توفيت واحدة من كل سبع منهن.
وقال المسؤول الفيدرالي إن الأرقام المحدثة تظهر تسجيل ما يقرب من 9 حالات وفاة بسبب هذا الاضطراب.
وأشار إلى أن اللجنة قد تنصح بعدم إعطاء اللقاح إلا للأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى نوع آخر من اللقاحات، أو الذين يريدون تلقيه على الرغم من المخاطر، أو قصره على مجموعات معينة.
أعراض نادرة
المتحدث باسم شركة "جونسون أند جونسون" جيك سارجنت، قال إن الشركة تشارك المنظمين تقارير عن الآثار الجانبية لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح و"تدعم بقوة زيادة الوعي بعلامات وأعراض هذا الحدث النادر".
وتلقى حوالي 16 مليون شخص في الولايات المتحدة جرعة واحدة من لقاح "جونسون أند جونسون" كتحصين أساسي لهم، مقارنة بـ 73 مليوناً تم تحصينهم بالكامل بلقاح موديرنا، و113 مليوناً استخدموا لقاح "فايزر". ومن بين الأشخاص في الولايات المتحدة الذين تلقوا جرعة معززة، حصل 1.5% فقط على لقاح "جونسون أند جونسون".
وأعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، الثلاثاء الماضي، إضافة تحذير بشأن ذلك اللقاح للمرضى ومقدمي الرعاية، قائلة إنه "ينبغي عدم إعطائه لأي شخص يعاني من مشكلة تجلط في الدم بعد الجرعة الأولى". وأكدت أنها "مستمرة في اكتشاف" ما إذا كانت فوائد اللقاح تفوق مخاطره.
وفي أبريل الماضي، بعد وقت قصير من بدء استخدام لقاح "جونسون أند جونسون" في الولايات المتحدة، أوصى المسؤولون الفيدراليون لفترة وجيزة بوقف استخدامه، بسبب مخاوف بشأن جلطات دموية.
وفي ذلك الوقت، ظهرت الحالة في 6 نساء، أصبن جميعاً بهذا العرض في غضون أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من التطعيم. وتوفيت إحداهن. وبحلول مايو، تم تأكيد 28 حالة إصابة.
"أوميكرون"
تأتي هذه التطورات وسط زيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة مدفوعة بمتحور "أوميكرون"، الذي أصبح بالفعل مهيمناً في بعض الدول وينتشر بسرعة في الولايات المتحدة.
وتشير العديد من التجارب المعملية إلى أن جرعة واحدة من لقاح "جونسون أند جونسون"، "قد لا تقدم دفاعاً كبيراً ضد الإصابة بأوميكرون". وقالت الشركة في أواخر الشهر الماضي إنها تختبر عينات دم من المشاركين في التجارب السريرية الذين تلقوا اللقاح، لمعرفة كيف تعمل الأجسام المضادة التي يسببها اللقاح ضد متحور "أوميكرون".
وسمح مسؤولو الصحة الفيدراليون في أكتوبر بجرعات معززة للأشخاص الذين تلقوا جرعة واحدة من لقاح "جونسون أند جونسون" قبل شهرين على الأقل.
وسمح المسؤولون بنهج "المزج والمطابقة"، مما سمح للأشخاص بالحصول على جرعة ثانية من لقاح "فايزر" أو "موديرنا". ومن بين الأشخاص في الولايات المتحدة الذين حصلوا في الأصل على جرعة واحدة من لقاح جونسون ثم حصلوا على جرعة ثانية، حصل أقل من 28% على لقاح جونسون كجرعة معززة.
اقرأ أيضاً:




