
توقعت مصادر أن توافق هيئة الدواء والغذاء الأميركية "FDA"، الاثنين، على منح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً جرعات معززة من لقاح "فايزر- بايونتك" المضاد لفيروس كورونا، فيما حذرت "المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها" من تفشي متحور "أوميكرون" في الرحلات البحرية، بغض النظر عن تلقي اللقاحات.
وقالت مصادر مطلعة لصحيفة "نيويورك تايمز" إن "إدارة الغذاء والدواء الأميركية" تعتزم السماح للأطفال والبالغين بالحصول على جرعة معززة بعد 5 أشهر على تلقي الجرعة الثانية، بدلاً من الأشهر الستة التي نصحت بها سابقاً، متوقعة أن تسمح للأطفال الذين يعانون نقصاً في المناعة ممن تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً، بجرعات معززة.
وذكرت الصحيفة أن اللجنة الاستشارية للقاحات التابعة لـ"مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" ستجتمع الأسبوع المقبل، للتصويت على الموافقة على تغييرات سياسة إدارة الغذاء والدواء المتعلقة بالجرعات المعززة، والتي من المتوقع أن تصادق عليها مديرة المراكز روشيل والينسكي.
وأفادت بأنه تم تطعيم أكثر من 73% من الأميركيين الذين تبلغ أعمارهم 12 عاماً فما فوق، وعلى الرغم من أن الفئات الأصغر سناً تعد أقل عرضة للإصابة بالفيروس، فإن الخبراء واصلوا الحث على تطعيم جميع الأشخاص المؤهلين، بمن في ذلك الأطفال.
ويأتي التغيير في سياسة الجرعات المعززة في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة والعالم معدلات إصابة قياسية بالفيروس، بسبب متحور "أوميكرون" شديد العدوى، والذي تم اكتشافه الشهر الماضي، في جنوب إفريقيا.
وقال خبير الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي، الخميس في تصريحات صحافية: "جميع الأطفال الذين يعانون من مرض خطير في مستشفياتنا بسبب كورونا، أبدى آباؤهم عدم الرغبة في منحهم التطعيم".
"تحذير" من الرحلات البحرية
في السياق، حذرت "المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها"، الخميس، الأميركيين من الرحلات البحرية، بغض النظر عن حالة الأشخاص المطعمين، بسبب تفشي "أوميكرون".
وقالت المراكز إن "أكثر من 90 سفينة سياحية قيد التحقيق أو المراقبة، نتيجة إصابة العديد من الأشخاص على متنها"، من دون الكشف عن عدد الإصابات.
وأضافت في بيان أوردته وكالة "أسوشيتد برس": "ينتشر الفيروس بسهولة بين الأشخاص الموجودين في أماكن قريبة على متن السفن، كما أن فرصة الإصابة على متن السفن السياحية عالية جداً، حتى لو تم تطعيم الأشخاص بالكامل وتلقوا جرعات معززة".
وقالت منظمة "الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية" إنها تشعر "بخيبة أمل" من التوصيات الجديدة، موضحة أن القطاع "تم اختياره في التوصيات الجديدة على الرغم من اتباعه بروتوكولات صحية أكثر صرامة من قطاعات السفر الأخرى".
وأضافت في بيان أن القرار "مُحير بشكل خاص، بالنظر إلى أن الحالات التي تم تحديدها على متن السفن السياحية تشكل باستمرار أقلية ضئيلة للغاية من إجمالي العدد الموجود على متن السفينة"، مشيرة إلى أن "غالبية هذه الحالات من دون أعراض أو معتدلة بطبيعتها، ولا تشكل عبئاً يذكر على الموارد الطبية على متن السفينة أو الشواطئ".
شروط صارمة
وقبل إعلان المراكز الأميركية، قالت مجموعة "رويال كاريبيان" في بيان إنه منذ استئناف الرحلات البحرية الربيع الماضي، سافر 1.1 مليون شخص على متن خطوطها البحرية، وأثبتت الاختبارات إصابة 1745 شخصاً بالفيروس، في حين أن 41 شخصاً منهم دخلوا المستشفيات، لكن لم يتم نقل أي ركاب ثبتت إصابتهم بـ "أوميكرون" مؤخراً إلى المستشفى.
وفي مارس 2020، مع انتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة، أوقفت المراكز الأميركية جميع الرحلات البحرية لمدة 15 شهراً، وفي يونيو الماضي، سمحت للسفن باستئناف الإبحار في ظل شروط جديدة صارمة.
وفي أغسطس الماضي، ومع ارتفاع عدد المصابين بمتحور "دلتا"، حذرت المراكز الأشخاص الذين يعانون أمراضاً مناعية من الرحلات البحرية، حتى وإن كانوا مطعمين.
يُشار إلى أن معظم خطوط الرحلات البحرية تطلب من الركاب البالغين إظهار دليل على التطعيم، إذ يُسمح للسفن بتخفيف الإجراءات المتعلقة باستخدام الكمامات، حال تم تطعيم ما لا يقل عن 95 % من الركاب و95 % من أفراد الطاقم بشكل كامل.