
صرّحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، الجمعة، بالاستخدام الطارئ لدواء جديد فعّال ضد متحور "أوميكرون" من فيروس كورونا، وهو عبارة عن جسم مضاد أحادي النسيلة.
وتتمثل استخدمات الدواء الجديد الذي أطلق عليه اسم "ببيتيلوفيماب/ Bebtelovimab"، لعلاج العدوى الخفيفة إلى المعتدلة لدى البالغين والأطفال (12 عاماً فما فوق) ويزن 40 كيلوجراماً على الأقل.
كما يخصص العلاج لمن هم معرّضون لخطر كبير للعدوى الحادة والذين لا يمكن وصولهم إلى خيارات علاج كورونا البديلة المعتمدة أو المصرّح بها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية أو لكونها غير مناسبة سريرياً.
ويأتي الدواء على صورة حُقن يتم تسريبها في المحلول الوريدي. لكن "ببيتيلوفيماب"، غير مصرح به للمرضى الذين يدخلون المستشفى أو يحتاجون إلى علاج بالأكسجين جراء العدوى.
وتقول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إنها ستجعل العلاج متاحاً على الفور وبشكل مجاني تماماً.
600 ألف جرعة
كانت شركة "إيلي ليلي" المنتجة للدواء، وقّعت عقداً مع وزارة الصحة الأميركية لتزويد الحكومة بما يصل إلى 600 ألف جرعة علاج، مقابل 720 مليون دولار على الأقل.
وقالت الشركة إنها صنّعت بالفعل مئات الآلاف من الجرعات، وهي جاهزة لبدء الشحن في غضون 24 ساعة.
ولم تتسن دراسة العلاج باستخدام دواء "ببيتيلوفيماب" على المرضى في المستشفيات، إذ قد يؤدي استخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، مثل "ببيتيلوفيماب" إلى نتائج سريرية أسوأ عند إعطائها لمرضى مصابين بعدوى حادة، ويحتاجون إلى أكسجين عالي التدفق أو تنفس صناعي.
وقالت باتريسيا كافازوني، مديرة "مركز تقييم الأدوية والأبحاث"، التابع لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، إن الإجراء يُتيح جسماً مضاداً آخر أحادي النسيلة يُظهر نشاطاً ضد أوميكرون، في وقت نسعى فيه إلى زيادة العرض بشكل أكبر.
وعقاقير الأجسام المضادة وحيدة النسيلة هي نُسخ تركيبية من الأجسام المضادة، تتولد بشكل طبيعي عندما يقاوم الجسم الفيروس. وجرى استخدامها على نطاق واسع خلال موجة المتحور "دلتا" الصيف الماضي، وخضعت الأدوية لتقنين لأن معظمها لم يكن فعالاً ضد "أوميكرون". إلّا أن الدواء الجديد أثبت فعالية كبيرة ضد تلك السلالة.
وتُعد الخطوة الجديدة مهمة في تلبية الحاجة إلى المزيد من الأدوات لعلاج المرضى مع استمرار ظهور سلالات جديدة من الفيروس.
كيف يعمل العلاج؟
يعمل "ببيتيلوفيماب" عن طريق الارتباط ببروتين "سبايك" للفيروس المسبب لكورونا على غرار الأجسام المضادة وحيدة النسيلة الأخرى التي تم التصريح بها لعلاج المرضى المعرضين لمخاطر من خفيفة إلى متوسطة وأظهرت فائدة في تقليل مخاطر الحاجة للعلاج بالمستشفيات أو الوفاة.
وشمل الجزء الذي تم التحكم فيه من التجارب باستخدام الدواء الوهمي 380 مريضاً منخفض الخطورة (أي المرضى الذين ليس لديهم عوامل خطر للتقدم إلى مرض كورونا الحاد).
وخلال التجارب تم اختيار 150 مريضاً بشكل عشوائي لتلقي حقنة واحدة من "ببيتيلوفيماب" مع الأجسام المضادة وحيدة النسيلة الأخرى.
وتلقى 176 مريضاً إضافياً من ذوي الخطورة العالية عقار "ببيتيلوفيماب" مع أجسام مضادة وحيدة النسيلة في المرحلة الثانية من التجارب.
وكانت معدلات الوفيات المرتبطة بكورونا حتى اليوم الـ29 من التجارب، والتي سجلت في أولئك الذين تلقوا عقار "ببيتيلوفيماب" بمفرده أو مع أجسام مضادة وحيدة النسيلة أقل عموماً من معدل الوفيات المبلغ عنها لدى من تلقوا الدواء الوهمي في التجارب السابقة للأجسام المضادة وحيدة النسيلة الأخرى في المرضى المعرضين لمخاطر عالية.
ورغم هذه التجارب لكن تبقى الاستنتاجات محدودة، وذلك لأن هذه البيانات مأخوذة من تجارب مختلفة أجريت عندما كانت متغيرات فيروسية مختلفة منتشرة.