حذّر خبراء صحة من أن ذروة موسم الأنفلونزا، ربما أُوقفت بشكل غير طبيعي من خلال اتخاذ تدابير للحد من جائحة كورونا، ما يزيد من احتمال حدوث "طفرة نادرة" في الربيع أو الصيف في وقت لاحق هذا العام، بحسب تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
وأشار التقرير إلى أن موسم الأنفلونزا في عامي 2020-2021، كان معتدلاً بشكل استثنائي في معظم أنحاء العالم حيث أدى تقليص الاختلاط الاجتماعي، وسط قيود فيروس كورونا إلى القضاء على الحالات إلى حد كبير.
ونوّه بأن علماء الأوبئة، والأطباء كانوا يخشون منذ وقت طويل أن وقف العدوى العام الماضي قد أدى إلى فقدان المناعة التي يمكن أن تجعل العالم عرضة لتفشي المرض بشكل حاد.
ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، تتسبب أمراض الجهاز التنفسي المرتبطة بالأنفلونزا الموسمية في وفاة ما يصل إلى 650 ألف شخص سنوياً.
وعلى الرغم من عودة انتشار الأنفلونزا هذا الموسم في بعض بلدان نصف الكرة الشمالي، إلا أنها لم تكن بالسوء الذي كان يخشاه البعض.
فوائد جانبية
ونقلت الصحيفة عن باسي بينتينين، الخبير الرئيسي لمكافحة فيروس كورونا والأنفلونزا في المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC)، قوله "من المحتمل، كأحد الجوانب المفيدة للقيود مثل كمامات الوجه، وقيود السفر المفروضة لإبطاء موجة أوميكرون، أن تكون ذروة الأنفلونزا قد مرت بالفعل".
لكن الخبير الأوروبي حذّر من أن "الخطر هذا العام يتمثل في أن الأنفلونزا ستستمر لفترة أطول من المعتاد".
وأضاف: "هذا أمر نادر الحدوث.. ولكن في هذه الحالة، ومع عدم تفشي (الأنفلونزا) لمدة عامين، ووجود نمط مختلف تماماً من السلوك البشري بسبب إجراءات الصحة العامة، فهذا احتمال حقيقي من وجهة نظري".
وأشار بينتينين إلى جائحة فيروس الأنفلونزا من سلالة "إتش 1 إن 1" (H1N1) في عام 2009، باعتبارها مثالاً على موجة تفشٍ بدأت خلال الصيف خارج موسم الأنفلونزا العادي.
من جانبها، لم تستبعد أليسيا بود، عالمة الأوبئة في فريق مراقبة الأنفلونزا المحلي في المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، إمكانية بلوغ ذروة تفشٍ لاحقة.
واعتبرت بود في تصريحات للصحيفة، أن الأحداث الجارية في نصف الكرة الجنوبي، ربما تكون أحياناً بمثابة مؤشر مبكر لما يحدث، لافتة إلى أن دولاً في أميركا الجنوبية، وتشمل البرازيل وتشيلي وباراجواي وأوروجواي، تشهد حالياً ارتفاعاً في إصابات الأنفلونزا خارج مواسمها الطبيعية.
وأوضحت بود أنه بينما كانت معدلات دخول المستشفى في منتصف شهر يناير "أقل مما كانت عليه خلال أي من الفصول الأربعة التي سبقت الجائحة مباشرة"، فإن مواسم الأنفلونزا تحدث أحياناً بمعدلات مختلفة، لافتة إلى أنه من المبكر جداً إعلان 2021-2022 سنة معتدلة بشكل قاطع.
"الجائحة التوأم"
"فاينانشال تايمز" لفتت إلى أن تهديد ما يُسمى "الجائحة التوأم" (Twindemic)، وهو مصطلح يستخدم في الإشارة إلى عدوى مزدوجة بفيروسي الأنفلونزا وكورونا، في النصف الشمالي من الكرة الأرضية هذا الشتاء، آخذ في الانحسار.
وهذا الانحسار يتيح الفرصة، بحسب الصحيفة، لإراحة الأنظمة الصحية التي تكافح موجة تفشي متحور "أوميكرون" شديد العدوى، والحالات المتراكمة التي تخضع للعلاج جراء الإصابة بسلفه الأشد ضراوة "دلتا".
ونقلت الصحيفة عن جون ماكولي، مدير مركز الأنفلونزا العالمي في معهد فرانسيس كريك في العاصمة البريطانية لندن، قوله إنه "على الرغم من أن الأمر ليس مستحيلاً، لكنه سيتفاجأ برؤية عدد كبير من الحالات في نصف الكرة الشمالي في أواخر الربيع والصيف".
وأضاف ماكولي: "سيكون من غير المعتاد رؤية أي شيء يأتي بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. بمجرد أن تقترب من نهاية شهر مارس، ينتهي الأمر عادة".
وحتى الآن، لا توجد مؤشرات تذكر على حدوث زيادة في الحالات، مع تراجع الحالات المكتشفة، ومعدلات الإصابة حتى عن مقارنتها بالمستويات المنخفضة نسبياً التي سجلت في نهاية العام الماضي.
لكن بعض البلدان في نصف الكرة الجنوبي شهدت ارتفاعات كبيرة في الآونة الأخيرة في حالات الأنفلونزا في أوقات غير عادية من العام.
اقرأ أيضاً: