
قال مدير قسم الإيدز بمعاهد الصحة الأميركية كارل ديفنباخ، إن علاج مرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز"، الذي تم الكشف عنه مؤخراً "لا يصلح سوى للمرضى المُصابين بسرطان الدم المميت بجانب الإيدز".
وأضاف ديفنباخ في تصريحات خاصة لـ"الشرق"، أن "قلة قليلة من الأشخاص الذين يخضعون لهذا العلاج سيظلون على قيد الحياة".
وكان فريق من العلماء أعلن قبل أيام، عن حالة شفاء محتمل لأول سيدة من مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، وذلك من خلال استخدام دماء الحبل السري، الغنية بالخلايا الجذعية، لعلاج المريضة، إذ تلقت السيدة التي تعاني أيضاً من سرطان الدم تلك الخلايا لعلاج سرطانها.
وفي حديثه لـ"الشرق"، أشار ديفنباخ إلى أن استخدام الخلايا الجذعية "لا يُمكن أن ينجح مع الفيروسات الأخرى"، إذ تُستخدم تلك الخلايا فقط "لعلاج الأمراض الخلوية مثل السرطان"، موضحاً أنه "على سبيل المثال لا يمكن أبداً استخدام هذه الطريقة في علاج التهابات الكبد".
وعن آلية عمل هذا العلاج، قال البروفيسيور الأميركي، إن فيروس المُسبب لمرض الإيدز" ينتقل للخلايا التي تعيش في الجسم لفترة طويلة جداً، حيث يقتل ذلك العلاج كل تلك الخلايا ويستبدلها بخلايا مانحة لا يُمكن أن تصاب بفيروس نقص المناعة البشرية".
وأكد ديفنباخ أن ذلك العلاج "لن يكون أبداً علاجاً قياسياً لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، لكنه قد يُصبح علاجاً للأشخاص المصابين بسرطانات الدم المميتة مع أو بدون فيروس نقص المناعة". مشيراً إلى أن تكلفة العلاج لن تقل عن 100 ألف دولار لكل فرد.
وجاءت تلك الخلايا من متبرع، بتطابق جزئي من الناحية الجينية مع تلك السيدة، كما تلقت السيدة أيضاً دماءً من أحد الأقارب لإعطاء جهازها المناعي "دفعة مناعية مؤقتة" أثناء عملية زرع الخلايا الجذعية.
وتختلف الطريقة بشكل كلي عن الطرق التي تم استخدامها سابقاً لعلاج مريضين بالإيدز، الأول شُفي من الإصابة بعد أن حصل على عمليتي زرع نخاع، وخضع لعلاج إشعاعي مكثف، في حين شُفي الثاني بعد أن حصل على عملية زرع واحدة وعلاج كيميائي أقل كثافة.
ويُعد النهج المستخدم في علاج الحالتين السابقتين غير مناسب لعلاج قياسي للمرض، خاصة مع صعوبة عمليات زرع النخاع وآثارها الجانبية الخطيرة على عكس الطريقة الجديدة التي قدمها الباحثون حديثاً، والتي تعتمد على زراعة خلايا جذعية تُحفّز المناعة على مقاومة الفيروس.
وفي الوقت الحالي، لا يوجد علاج نهائي لمرض الإيدز.
لكن يستخدم الأطباء مجموعة من الأدوية المعروفة باسم "مضادات الفيروسات القهقرية"، التي تمنع الفيروس من نسخ نفسه، وبالتالي يتباطأ المرض ويستطيع المريض التعايش مع الفيروس لسنوات عديدة.