تلوث الوقود الأحفوري وراء 20% من الوفيات العالمية

time reading iconدقائق القراءة - 4
ناشطون يرفعون لافتات احتجاجية خارج مقر شركة شيفرون في كاليفورنيا، 27 سبتمبر 2019 - AFP
ناشطون يرفعون لافتات احتجاجية خارج مقر شركة شيفرون في كاليفورنيا، 27 سبتمبر 2019 - AFP
باريس -أ ف ب

تسبب التلوث الناجم عن الوقود الأحفوري في أكثر من 8 ملايين حالة وفاة مبكرة في عام 2018، وهو ما يشكل نسبة 20% من البالغين الذين توفوا في جميع أنحاء العالم، وفق دراسة نُشرت نتائجها الثلاثاء.

وسُجّل نصف عدد الوفيات المذكورة في الصين والهند وحدهما، في حين توزعت مليون حالة وفاة أخرى على بنغلاديش وإندونيسيا واليابان والولايات المتحدة، وفقاً للدراسة التي نشرتها مجلة "إنفايرومنتل ريسيرتش" العلمية.

آسيا الأكثر تضرراً

ويشكّل المزيج السام من الجسيمات الدقيقة المتولدة عن احتراق النفط والغاز، خصوصاً الفحم، سبباً لربع الوفيات على الأقل في 6 بلدان، تقع جميعها في آسيا.

ولاحظ جويل شوارتز، من "كلية تشان للصحة العامة" في جامعة هارفارد، وأحد معدّي الدراسة، أن "موضوع الخطر الناجم عن حرق الوقود الأحفوري غالباً ما يثار في سياق تناول مسألة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والتغيّر المناخي، ولكن لا تولى أهمية لآثاره الصحية المحتملة".

وتوصلت أبحاث سابقة إلى أن تلوث الهواء يقصّر متوسط العمر المتوقع بأكثر من عامين، وتُعتَبَر آسيا الأكثر تضرراً، خصوصاً الصين، إذ انخفض متوسط العمر المتوقع أكثر من 4 سنوات، مقابل تراجع قدره 8 أشهر في أوروبا.

أما الدراسة الجديدة، فضاعفت التقديرات السابقة لعدد الوفيات المرتبطة بالتلوث الناتج عن الوقود الأحفوري.

تلوث الهواء

ويتسبب تلوث الهواء (الذي يشمل التلوث الناتج من الطهو أو التدفئة المنزلية) بوفاة 7 ملايين شخص سنوياً، بينهم 4,2 مليون ترتبط وفاتهم بالتلوث الخارجي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وهذه الأرقام مماثلة لأحدث البيانات الصادرة عن مرصد "العبء العالمي للأمراض" الذي يرصد أسباب الوفيات حول العالم.

وتستند أرقام المصدرين السابقين إلى بيانات الأقمار الصناعية والمسوحات السطحية لتحديد تركيزات جسيمات "بي إم 2,5" الدقيقة، لكنها لا تتيح تحديد ما إذا كانت هذه الجسيمات ناجمة عن احتراق الوقود الأحفوري أو دخان حرائق الغابات، حسبما أوضحت خبيرة التفاعلات بين المناخ والكيمياء في جامعة هارفارد، لوريتا ميكلي، التي شاركت في إعداد الدراسة. 

وشرحت ميكلي أن "بيانات الأقمار الصناعية توفر رؤية جانب واحد فحسب من الصورة".

 نموذج ثلاثي الأبعاد

وسعى فريق الباحثين إلى جعل الرؤية أكثر شمولاً من خلال استخدام نموذج ثلاثي الأبعاد لكيمياء الغلاف الجوي، يقسم الأرض إلى كتل، كلّ منها بمساحة 60 كيلومتراً، إلى جانب بيانات عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاعات مختلفة (كالصناعة والطيران...) ومحاكاة وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" لدوران الهواء.

واستند الباحثون إلى البيانات بشأن تركيزات جسيمات "بي إم 2,5" الدقيقة ليدرسوا تأثيرها على الصحة، فوضعوا نموذجاً جديداً للمخاطر نظراً لأن دراسات حديثة قللت من شأن هذا التهديد الذي تشكله هذه الجسيمات. 

ولُوحظ أن تلوث الهواء الذي يسبب أمراض القلب أو الرئة، يقتل 19 مرة أكثر من الملاريا كل عام، أو 9 مرات أكثر من الإيدز، أو 3 مرات أكثر من الكحول.