
قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، إن تفشي مرض "جدري القرود" هو أمر "يجب أن يكون مصدر قلق للجميع"، مضيفاً أن مسؤولي الصحة الأميركيين يبحثون مسألة اللقاحات والعلاجات المحتملة.
يأتي التحذير في وقت قالت منظمة الصحة العالمية إنها تتوقع رصد المزيد من حالات الإصابة بجدري القرود مع توسع نطاق المراقبة في البلدان التي لا يوجد فيها المرض عادة، وظهور تقرير يشير إلى أن علماء بريطانيين حذروا من مخاطر العدوى قبل 3 سنوات.
وأبلغ بايدن الصحافيين في قاعدة جوية في كوريا الجنوبية قبل مغادرته على متن طائرة الرئاسة الأميركية متجهاً إلى اليابان "نبذل جهداً كبيراً لمعرفة ما سنفعله".
وقالت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، إنه حتى يوم السبت تم الإبلاغ عن 92 حالة مؤكدة و28 حالة يشتبه في إصابتها بجدري القرود من 12 دولة عضو لا يتوطن فيها الفيروس، مضيفة أنها ستقدم مزيداً من الإرشادات والتوصيات في الأيام المقبلة للدول حول كيفية الحد من انتشار جدري القرود.
تحذير قبل 3 سنوات
في سياق متصل، كشفت صحيفة "تلجراف" أن مجموعة من كبار خبراء الأمراض في بريطانيا حذّروا قبل 3 سنوات من مخاطر مرض "جدري القرود"، وأنه ربما "يملأ الفراغ" الذي خلّفه الجدري المائي، إذا لم تتخذ التدابير اللازمة.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير، الأحد، إن أكثر من 20 خبيراً التقوا في المقر الرئيسي لمركز أبحاث "تشاتام هاوس" في لندن في يونيو 2019، وبينهم أكاديميون من جامعة "كامبريدج"، وكلية لندن الجامعية، ومدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي، فضلاً عن خبراء من وزارة الدفاع، ووكالة الأمن الصحي البريطانية.
وناقش العلماء المشاركون في الندوة غير المُرتبة سلفاً، الكيفية التي يمكن بها لمرض "جدري القرود" أن يملأ الفراغ في النظام البيئي، والذي تركه الجدري المائي بعد القضاء عليه في عام 1980، وطالبوا بتطوير جيل جديد من اللقاحات والعلاج.
والفراغ البيئي أو "الكوة البيئية" هي المكان الذي يحتله نوع من الأنواع الحية.
وإلى جانب العلماء البريطانيين الذين يضمون أساتذة بارزين ومستشارين في المجموعة الاستشارية العلمية لحالات الطوارئ التابعة للحكومة البريطانية (Sage)، كانت توجد شخصيات معروفة في المجال، وخبراء دوليون من 4 دول أخرى.
وكتب الأكاديميون استنتاجاتهم في ورقة بحثية، نُشرت عام 2020 في دورية "اللقاح"، وحذّروا من أن أقل من واحد من كل 3 أشخاص محمي الآن من الجدري، وبالتبعية، جدري القرود، لأن برامج التطعيم البريطانية توقفت في عام 1971. ونتيجة لذلك، تضاءلت المناعة السكانية ضد كل فيروسات الجدري إلى مستوى محدود.
وأشارت الصحيفة إلى أن لقاح الجدري كان فيروساً حياً، غالباً ما تكون له آثار جانبية. والوقت الراهن، يتوفر لقاح جديد يحتوي على فيروس غير قابل للتكاثر، ويمكن تحمله على نحو أفضل، ويوفر حماية بنسبة 85% ضد "جدري القرود".
وفي تحذير استشرافي لما يحدث حالياً، قالت الورقة البحثية الصادرة في عام 2019: "مع توقف اللقاح واسع الانتشار ضد الجدري، تعد الدراسة المتزايدة لفيروس جدري القردة، والمرض البشري الذي يسببه، وانتشاره الوبائي أمراً بالغ الأهمية".
وقال الباحثون: "اعتُبر جدري القرود مجرد مرض مهمَل آخر. وبالتالي فإن حركة السفر على النطاق العالمي، وسهولة الوصول إلى مناطق نائية، من المحتمل أن تكون موبوءة بجدري القردة تستدعي توخي الحذر على الصعيد العالمي". وأضافوا أن "جدري القرود ربما يسد الفراغ الوبائي الذي تركه الجدري المائي".
ومنذ 6 مايو، رصدت 20 حالة إصابة بمرض "جدري القرود" في المملكة المتحدة، كما تفيد تقارير بأن إحدى الحالات العشرين لطفل صغير يرقد في العناية المركزة بأحد مستشفيات لندن.
وأودى الجدري بحياة أكثر من 300 مليون شخص في القرن العشرين وحده (50% من المصابين). وعرفته منظمة الصحة العالمية على أنه "أحد أشد الأمراض فتكاً التي عرفتها البشرية".
اقرأ أيضاً: