بعد 60 يوماً من العزلة.. الحياة تعود إلى شنغهاي

time reading iconدقائق القراءة - 5
مشاة يعبرون الشارع في شنغهاي بعد تخفيف القيود على الحركة- 1 يونيو 2022 - Bloomberg
مشاة يعبرون الشارع في شنغهاي بعد تخفيف القيود على الحركة- 1 يونيو 2022 - Bloomberg
شنغهاي-رويترزأ ف ب

عادت مظاهر الحياة إلى مدينة شنغهاي الصينية الأربعاء، بعد عزلة مريرة دامت شهرين في ظل إجراءات إغلاق صارمة بسبب فيروس كورونا، إذ عاد سكان المدينة لقيادة السيارات مجدداً والتكدس في القطارات والحافلات من أجل العودة إلى العمل، وسط مخاوف من عودة القيود مرة أخرى.

وعانى سكان أكبر مدن الصين البالغ عددهم قرابة 25 مليون نسمة لمدة شهرين من الإحباط والضغط النفسي والخسارة الاقتصادية، إذ عارضت بلادهم الإجماع العالمي بخصوص إمكانية هزيمة فيروس كورونا بشكل حاسم، وفرضت سياسة صارمة للقضاء على الجائحة.

استعادة الحرية

وقال الطالب الجامعي هانج ميتشين "أشعر أنني استعدت حريتي"، في حين تحدى عداؤون ومتزلجون ومحبون للمشي مع الكلاب حرارة الطقس المشبعة برطوبة فعجت بهم المتنزهات المطلة على النهر.

وأخذ أصحاب المتاجر ينظفون نوافذها. وسار الموظفون لمكاتبهم لكن ليس بالأعداد التي كانت قبل تفشي المرض إذ فرضت عديد من الشركات عودة متقطعة إلى العمل.

ولم تعد الحياة إلى ما كانت عليه قبل كوفيد بشكل طبيعي تماماً. فلا يزال تناول الطعام داخل المطاعم محظوراً، ويمكن للمحلات أن تعمل بسعة 75% فقط وسيتم إعادة فتح الصالات الرياضية لاحقاً.

كما أن هناك طوابير طويلة في أماكن الفحص، إذ يحتاج السكان إلى نتائج سلبية حديثة لفحوصهم من أجل استخدام وسائل النقل العام ودخول المباني المختلفة، واصطف كثيرون في مراكز التطعيم.

ومن يرى الناس يلمس مدى قلقهم من احتمال عودة فيروس كورونا ومعه القيود الصارمة على الحياة الاجتماعية. ويرتدي رجال الشرطة والموظفون في المكاتب العامة بدلات واقية كاملة. كما يضع العديد من الركاب قفازات ودروعاً واقية للوجه. ويضع الجميع الكمامات.

توقعات متضاربة

لدى الشركات أيضاً مواقف متضاربة بخصوص توقعاتها بعد الإغلاق الذي أضر بقطاعي التصنيع والتصدير في شنغهاي، وعطل سلاسل التوريد في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وفي أماكن أخرى، وأدّى إلى تباطؤ التجارة الدولية.

فقد انكمش نشاط المصانع في الصين بشكل أقل حدة في مايو مع استئناف بعض الإنتاج، لكنه لا يزال ثاني أكبر انخفاض شهري منذ فبراير 2020، في المراحل الأولى من جائحة كورونا.

ويتوقع كثير من المحللين أن ينكمش الاقتصاد الصيني في الربع الثاني، وأن يكون الانتعاش عملية طاحنة تعتمد بشكل كبير على تطورات كورونا، إذ من غير المرجح أن يستعيد المستهلكون والشركات الثقة على الفور.

زيادة الاستهلاك

وكانت زيادة الاستهلاك ملحوظة على بعض المنتجات بعد إنهاء الإغلاق في شنغهاي، فقد أقبل السكان على المتاجر التي أُعيد فتحها لشراء فاكهة وخضراوات طازجة وغير ذلك من المنتجات التي كانوا يتوقون لها أثناء الإغلاق عندما لم يتمكنوا دائماً من طلب كل ما يريدونه.

وقالت امرأة تُدعى وانج وهي تدفع دراجة محملة بمواد البقالة "اشتريت بعض حبوب الصويا، ولم يكن من الممكن شراؤها من خلال عمليات الشراء الجماعية وبعض البروكلي وبعض الروبيان (الجمبري)".

واعتمد سكان المدينة بشكل كبير على الطلبات الجماعية للإمدادات الأساسية مع الجيران.

وأثار أسلوب تعامل مدينة شنغهاي مع الإغلاق احتجاجات نادرة، حيث كان الناس يقرعون أحياناً الأواني خارج نوافذهم للتعبير عن استيائهم. وكانت تلك مشاهد محرجة للحزب الشيوعي الحاكم في عام حساس، إذ من المتوقع أن يضمن الرئيس شي جين بينج فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات