كشفت دراسة نُشرت نتائجها في دورية جمعية القلب الأميركية، أن البالغين الذين أصيبوا بالسرطان في مرحلة الطفولة معرضون بنسبة 80% للإصابة بأمراض القلب والأوعية في مرحلة البلوغ، مقارنة بالذين لم يُصابوا بالسرطان.
وقالت الدراسة إن ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وارتفاع الكوليسترول من ضمن أكثر أمراض القلب شيوعاً عند الناجين من السرطان عند الطفولة.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن التعرض المبكر للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، يرفع نسبة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وسط الناجين من السرطان في مرحلة الطفولة إلى ما يصل 5 أضعاف، مقارنة بعامة السكان.
وتشير الأبحاث أيضاً إلى أن الناجين لا يتلقون فحوصات القلب والأوعية الدموية الموصى بها في الوقت المناسب، بسبب الوعي المحدود بالمضاعفات الصحية المستقبلية من قبل الناجين والمتخصصين في الرعاية الصحية.
أكبر دراسة
وفي هذه الدراسة، تم تعريف عدم معالجة عامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، على أنه "تشخيص ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول أو مرض السكري، مع استمرار وجود مستويات أعلى من الموصى بها من ضغط الدم أو الكوليسترول (الضار) أو الدهون الثلاثية أو الجلوكوز في الدم".
وتعد هذه الدراسة الأكبر من نوعها، إذ تشمل الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان قبل سن 21، بين عامي 1970 و1999 في مراكز الرعاية الصحية في الولايات المتحدة وكندا.
وقام الباحثون بإجراء هذه الدراسة على مجموعة من الناجين من السرطان في مرحلة الطفولة الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، ولا يعانون من أمراض القلب أو قصور القلب، ويعيشون على بُعد 50 ميلاً من 9 مناطق حضرية كبرى في الولايات المتحدة (أتلانتا، بوسطن، دنفر، هيوستن، مينيابوليس، فيلادلفيا، بيتسبرج، سياتل وكولومبوس، وأوهايو).
وشارك هؤلاء المرضى السابقين في تجربة سريرية منفصلة، تختبر إمكانات خطة الرعاية الصحية عن بُعد لتحسين نتائج القلب والأوعية الدموية بين الناجين على المدى الطويل من السرطان في مرحلة الطفولة.
ومن بين هذه المجموعة، التي تضم 85% من البالغين البيض، و57% من النساء، كانت أكثر أنواع السرطانات شيوعاً سرطان الدم، وسرطان الغدد الليمفاوية، وسرطان العظام.
وقام الباحثون بقياس مستويات ضغط الدم، والدهون، والجلوكوز، ومستويات الهيموجلوبين لدى ما يقرب من 600 بالغ (متوسط العمر 37 عاماً) بمعدل 28 عاماً بعد تشخيص السرطان، وحصلوا على بيانات مماثلة على مجموعة مقارنة تضم ما يقرب من 350 بالغاً من نفس العمر ليس لديهم تاريخ للإصابة بالسرطان.
وكان الناجون من السرطان أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم من بين أولئك الذين ليس لديهم تاريخ مع السرطان (18% مقابل 11% على التوالي)، ومستويات غير طبيعية من الدهون (14% مقابل 4.9% على التوالي)، ومرض السكري (6.5% مقابل 3.2% على التوالي).
وكان لدى المشاركين في كلا المجموعتين معدلات متشابهة من ارتفاع ضغط الدم غير المشخص، وارتفاع الكوليسترول والسكري بنسبة 27.1% بين الناجين من السرطان، و26.1% بين مجموعة المقارنة.
ويعد مرض القلب الخطير غير شائع بين الشباب في عموم السكان، بما في ذلك الناجين من السرطان في مرحلة الطفولة، وبالتالي فإن الوعي الأكبر بالمخاطر العالية لأمراض القلب والأوعية الدموية عندما يكون هناك تاريخ للإصابة بالسرطان، أمر مهم حسبما يقول الباحثون في هذه الدراسة.
وتضمن التحليل أيضاً نتائج استبيان تم الإبلاغ عنه ذاتياً لتقييم التاريخ الطبي، مثل صحة القلب والأوعية الدموية والعلاج، والنظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وعادات نمط الحياة الأخرى، وإيمان الناس بالقدرة على إدارة صحتهم.
أكثر عوامل الخطر
وبحسب الدراسة، فإن أكثر عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التي لم يتم تشخيصها أو معالجتها بين الناجين من السرطان، هي ارتفاع ضغط الدم بنسبة 18.9% واضطرابات الدهون بنسبة 16.3%.
ومن بين الناجين من مرض السرطان، كان الرجال أكثر عرضة بمقدار الضعف، في حين أن الناجين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، كانوا أكثر عرضة 2 إلى 3 مرات لنقص التشخيص وعدم العلاج.
وكان الناجون من السرطان الذين لديهم عاملين أو أكثر من عوامل نمط الحياة غير الصحية، مثل الخمول البدني والاستهلاك المنخفض للفواكه والخضروات، أكثر عرضة بمرتين للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
ووجدت الدراسة أيضاً أن الناجين من السرطان في مررحلة الطفولة الذين أبلغوا عن زيادة الكفاءة الذاتية، أو الإيمان الأقوى بقدرتهم على إدارة صحتهم، لديهم احتمالات أقل بنسبة 50% للمعالجة السيئة لعوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التي تمت دراستها.
اقرأ أيضاً: