أفادت نتائج دراسة علمية حديثة، نشرت في دورية "الخلايا الجذعية"، بأن الأجنة في مراحل تطورها الجنيني الأولى، لديها القدرة على تغذية المشيمة المستقبلية، وتوجيه الرحم لتوفير الظروف الملائمة حتى يتمكن الجنين من التعايش.
وأضافت الدراسة أن الباحثين قاموا باستخدام نماذج الأجنة في المختبر المكونة من الخلايا الجذعية، لتظهر أن الإشارات الجزيئية الأولى التي تحفز نمو المشيمة، وتحضر الرحم، تأتي من الجنين نفسه. ويمكن أن تسهم نتائج تلك الدراسة في فهم أفضل لخصوبة الإنسان.
كما أوضحت المبادئ الأساسية للتطور المبكر باستخدام نموذج جنيني قائم على الخلايا الجذعية يُعرف باسم "البلاستويدات"، إذ كان الأمر مبهماً في المرحلة المبكرة من التطور، عندما تكون الكيسة الأريمية (تكوين مبكر يحوي الخلايا الجنينية الأولية والتي تُشكل المشيمة فيما بعد)، قبل أن تقوم المشيمة والرحم برعاية الجنين وإيوائه.
وتعتبر "البلاستويدات" نماذج في المختبر من الكيسة الأريمية، وهي جنين الثدييات في الأيام القليلة الأولى بعد الإخصاب.
وتم تطوير نماذج الأجنة هذه لأول مرة من الخلايا الجذعية للفأر، ثم من الخلايا الجذعية البشرية، وتوفر "البلاستويدات" بديلاً أخلاقياً لاستخدام الأجنة في البحث، والأهم من ذلك أنها تتيح اكتشافات متعددة.
وباستخدام تلك الأجنة، وجد الباحثون أن الجزء الجنيني المبكر (حوالي 10 خلايا) يوجه الجزء المستقبلي من المشيمة (حوالي 100 خلية) إلى التكوين.
ويقول الباحثون إنه، وفي تلك المرحلة، يكون الجنين هو المسيطر، إذ "يأمر" بإنشاء محيط داعم للحياة.
كما اكتشف الفريق عدة جزيئات تفرزها الخلايا القليلة التي ينمو منها الجنين والمعروفة باسم الأرومة الخارجية. وتعمل هذه الجزيئات على إخبار الخلايا الأخرى، المعروفة باسم الأرومة الغاذية والتي تشكل المشيمة لاحقاً، بالتجديد الذاتي والتكاثر، وهما خاصيتان للخلايا الجذعية ضروريان لنمو المشيمة.
ووجد الفريق أيضاً أن هذه الجزيئات تحفز الأرومة الغاذية على إفراز جزيئين آخرين يُسميان WNT6 وWNT7B، وتُخبر الرحم بالالتفاف حول الكيسة الأريمية.
وتوصل الفريق إلى النتائج، من خلال فحص مدى انغراس "البلاستويدات" في نموذج فأر زرع في جسم فأر أخر حي.
ونظراً إلى أن الانغراس هو عنق الزجاجة في حالات الحمل البشري، حوالي 50% من حالات الحمل تفشل في ذلك الوقت، كما أن WNT6 وWNT7B موجودان أيضاً في الكيسات الأريمية البشرية، فقد تفسر هذه النتائج سبب حدوث أخطاء تُسبب فشل الحمل في بعض الأحيان.
اقرأ أيضاً: