بعد 6 حالات سابقة.. ما آلية إعلان حالة الطوارئ الصحية العالمية؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
شخص يصل لتلقي التطعيم ضد جدري القرود في مركز نورثويل للرعاية الصحية في نيويورك - 15 يوليو 2022 - REUTERS
شخص يصل لتلقي التطعيم ضد جدري القرود في مركز نورثويل للرعاية الصحية في نيويورك - 15 يوليو 2022 - REUTERS
جنيف -أ ف ب

تعد "حالة الطوارئ الصحية العامة التي تثير قلقاً دولياً" أعلى مستوى تأهب على مقياس منظمة الصحة العالمية في تعاملها مع تفشي مرض ما على مستوى العالم.

وأعلنت المنظمة الأممية، السبت، أن ازدياد الإصابات بمرض "جدري القرود"، بات يشكّل "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً" (A Public Health Emergency of International Concern)، وهي المعروفة اختصاراً بـ(PHEIC)، بعدما أجرى الخبراء مراجعة للوضع خلال جلسة عقدتها لجنة طوارئ قبل يومين.

فكيف يتم اتّخاذ مثل هذا القرار؟ وما الحالات التي استدعت إعلانه في السابق؟

شروط الإعلان

حُددت شروط هذا الإعلان في "قواعد الصحة الدولية 2015"، وهو إطار العمل القانوني الذي يحدد الحقوق والواجبات للتعامل مع الأحداث المرتبطة بالصحة العامة التي قد تكون عابرة للحدود.

وتعرّف "حالة الطوارئ الصحية العامة التي تثير قلقاً دولياً" في هذه القواعد بأنها "حدث استثنائي يتم تحديد أنه يشكّل خطر صحة عامة بالنسبة لدول أخرى عبر الانتشار الدولي للمرض، ويستدعي في نهاية المطاف استجابة دولية منسقة".

ويدل التعريف على أن الوضع خطير ومفاجئ وغير معهود، أو متوقع ويحمل تداعيات على الصحة العامة تتجاوز حدود البلد المتأثر، وقد يستدعي تحرّكاً دولياً فورياً.

لجنة الطوارئ

يترأس جان-ماري أوكو بيلي اللجنة المكونة من 16 عضواً المعنية بفيروس "جدري القرود"، وهو من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكان مديراً لقسم التحصين واللقاحات في المنظمة.

وتضم اللجنة علماء الفيروسات واختصاصيي اللقاحات وعلماء الأوبئة والخبراء في مكافحة الأمراض الرئيسية. 

ويشارك في رئاستها نيكولا لو، الأستاذ المساعد في علم الأوبئة وطب الصحة العامة من جامعة برن. 

والأعضاء الـ14 الآخرون هم من مؤسسات في البرازيل وبريطانيا واليابان والمغرب ونيجيريا وروسيا والسنغال وسويسرا وتايلاند والولايات المتحدة. 

ويشارك في الاجتماعات 8 مستشارين من كندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وجنوب إفريقيا والسويد وسويسرا والولايات المتحدة.

قرار المدير

زودت لجنة الطوارئ مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس بتقييم يخص المخاطر على صحة الإنسان، وخطر الانتشار الدولي وخطر التدخل في حركة المرور الدولية. 

وقال أدهانوم، السبت، إنه لم يتم التوصل إلى توافق بشأن ما إذا كان سيتم رفع حالة التأهب القصوى أم لا، لذلك كان على مدير منظمة الصحة العالمية أن يقرر بنفسه.

6 حالات سابقة

وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن "حالة الطوارئ الصحية العامة التي تثير قلقاً دولياً" 6 مرات، كانت على النحو التالي:

2009: أنفلونزا الخنازير (H1N1)

تم اكتشاف الوباء لأول مرة في المكسيك ثم انتشر بسرعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وبقية العالم. 

مايو 2014: فيروس شلل الأطفال

أُعلن بعد ارتفاع حالات "شلل الأطفال البري"، وفيروس "شلل الأطفال" المنتشر المشتق من اللقاح، وهو حالة الطوارئ الوحيدة التي لا تزال قائمة إلى جانب فيروس كورونا (كوفيد-19). 

أغسطس 2014: إيبولا

تفشى المرض في غرب إفريقيا، وانتشر إلى أوروبا والولايات المتحدة. 

فبراير 2016: فيروس زيكا

بدأ الوباء في البرازيل وأثر بشدة على الأميركيتين، وهو حالة الطوارئ الوحيدة الخاصة بفيروس ينقله البعوض. 

يوليو 2019: إيبولا

أعلنت المرحلة الثانية من حالة الطوارئ الخاصة بفيروس "إيبولا" خلال فترة تفشي المرض في كيفو شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

يناير 2020: كورونا

أُعلن عندما كان هناك أقل من 100 حالة بدون وفيات خارج الصين، منشأ الفيروس.

إحباطات "كوفيد-19"

جاء إعلان "حالة الطوارئ الصحية العامة التي تثير قلقاً دولياً" المرتبطة بكورونا بعد الاجتماع الثالث للجنة الطوارئ بشأن انتشار الفيروس. وخلصت اجتماعات في 22 و23 يناير 2020 الى أن تفشي المرض لا يشكل حالة طوارئ صحية. 

وعلى الرغم من الإعلان، لم يصف تيدروس الوضع المتدهور بسرعة بأنه جائحة إلا بعد 11 مارس، ما دفع العديد من البلدان إلى دق ناقوس الخطر. 

ولا تزال الاستجابة العالمية البطيئة تثير القلق في أروقة منظمة الصحة العالمية، وتطرح تساؤلات بشأن ما إذا كان نظام "حالة الطوارئ الصحية العامة التي تثير قلقاً دولياً" بموجب اللوائح الصحية الدولية يحقق الهدف المرجو منه. 

وبحلول 11 مارس، ارتفع عدد الحالات خارج الصين وأصيب أكثر من 118 ألف شخص بالمرض في 114 دولة، وفقد 4 آلاف و291 شخصاً حياتهم بعد قفزة في الوفيات في إيطاليا وإيران. 

وقال مدير الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية مايكل راين في الذكرى الثانية لإعلان الوباء إن "التحذير في يناير كان أكثر أهمية بكثير من الإعلان في مارس"، مضيفاً: "لم يستمع الناس. كنا نقرع الجرس ولم يتحرك الناس".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات