ماهي جراحة المجازة التاجية؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
طفل في بوركينا فاسو يخضع لعملية قلب مفتوح- 3 فبراير 2021 - REUTERS
طفل في بوركينا فاسو يخضع لعملية قلب مفتوح- 3 فبراير 2021 - REUTERS
بالتعاون مع "مايو كلينيك"-الشرق

جراحة مجازة الشريان التاجي هي عملية تعيد توجيه الدم حول جزء الشريان المسدود كلياً أو جزئياً في القلب.

ويتضمن الإجراء أخذ وعاء دموي سليم من الساق أو الذراع أو الصدر ثم توصيله بالمنطقة الواقعة أسفل الشرايين المسدودة في القلب وأعلاها. وبفضل المسار الجديد، تتحسن عملية تدفق الدم إلى عضلة القلب.

ولا تعالج جراحة مجازة الشريان التاجي أمراض القلب التي تتسبب في حدوث انسدادات مثل تصلب الشرايين أو مرض الشريان التاجي. ولكنها من الممكن أن تخفِّف الأعراض، مثل ألم الصدر وضيق النفس.

وبالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن يُحسِّن هذا الإجراء من وظيفة القلب ويحد من خطر الوفاة بمرض القلب.

لماذا يتم إجراء ذلك؟

جراحة مجازة الشريان التاجي هي خيار علاجي إذا كنت مصاباً بانسداد أحد الشرايين المؤدية إلى القلب.

وقد تفكر وطبيبك بهذا الإجراء الجراحي في الحالات الآتية:

  • الشكوى من ألم حاد في الصدر ناتج عن تضيُّق عدة شرايين تغذي عضلة القلب، ما يتسبب في نقص الدم في العضلة أثناء ممارسة التمارين الرياضية حتى وإن كانت خفيفة أو في وقت الراحة.
  • وجود أكثر من شريان تاجي مصاب بالمرض، بالإضافة إلى عدم عمل غرفة الضخ الرئيسة في القلب - البطين الأيسر - بشكل جيد.
  • حدوث تضيق أو انسداد شديد في الشريان التاجي الأيسر الرئيس. فهذا الشريانُ يغذي البطين الأيسر بمعظم الدم.
  • الإصابة بانسداد أحد الشرايين وعدم إمكانية علاجه بإجراء يتضمن إدخال بالون رفيع ونفخه بشكل مؤقت لتوسيع الشريان (رأب وعائي).
  • الخضوع سابقاً للرأب الوعائي أو وَضع أنبوب شبكي سلكي صغير (دعامة) لإبقاء الشريان مفتوحاً، وعدم نجاح هذا الإجراء. أو حتى وجود دعامة مركَّبة، لكن الشريان تضيَّق مرة أخرى.

يمكن إجراء جراحة مجازة الشريان التاجي كذلك في حالات الطوارئ، مثل الإصابة بنوبة قلبية، في حالة عدم الاستجابة للعلاجات الأخرى.

وحتى مع جراحة مجازة الشريان التاجي، ستحتاج إلى إجراء تغييرات على نمط الحياة بعد الجراحة. بعد جراحة مجازة الشريان التاجي، توصف أدوية بشكل روتيني لتقليل كوليسترول الدم والحد من خطورة الإصابة بتخثر الدم، ومساعدة القلب على العمل بشكل جيد قدر الإمكان.

المخاطر

جراحة مجازة الشريان التاجي هي جراحة قلب مفتوح، ولذلك، قد تصاب بمضاعفات أثناء الجراحة أو بعد الخضوع لها. وتتضمن المضاعفات المحتملة ما يلي:

  • النزيف
  • عدم انتظام نظم القلب
  • عدوى في جرح الصدر
  • فقدان الذاكرة أو صعوبة التفكير بوضوح، وغالباً ما يتحسن ذلك خلال 6 إلى 12 شهراً
  • مشكلات في الكلى
  • سكتة دماغية
  • نوبة قلبية، في حالة تحرر جلطة دموية بعد الجراحة مباشرةً


وبوجه عام، يكون خطر إصابتك بمضاعفات منخفضاً ، لكن ذلك يعتمد على صحتك قبل الجراحة. وتزداد خطورة الإصابة بالمضاعفات في حالة إجراء العملية الجراحية بشكلٍ طارئ، أو في حال إصابتك بحالات مرضية أخرى، مثل النفاخ الرئوي، أو مرض الكلى، أو داء السكري، أو انسداد الشرايين الموجودة في ساقيك.

كيف تستعد؟

سيعطيك الطبيب تعليمات مُحدَّدة بشأن القيود على الأنشطة والتغييرات في نظامك الغذائي أو الأدوية التي يجب أن تتناولها قبل الجراحة.

اتخذ الترتيبات اللازمة للحصول على المساعدة بعد الجراحة. سيستغرق الأمر من 4 إلى 6 أسابيع لتتعافي إلى الحد الذي يمكنك فيه استئناف القيادة والعودة إلى العمل وأداء الأعمال اليومية.

ما يمكنك توقعه

قبل الإجراء

إذا لم تُجرَ جراحة تحويل مسار الشريان التاجي كجراحة طارئة لك، فمن المحتمل أن تدخل المستشفى في صباح يوم الجراحة.

أثناء الإجراء

تستغرق جراحة تحويل مسار الشريان التاجي عموماً ما بين 3 إلى 6 ساعات وتتطلب التخدير العام. ويعتمد عدد المجازات أو عمليات تغيير المسار المطلوبة على مكان الإصابة في القلب ومدى خطورة الانسدادات.

أما بالنسبة للتخدير العام، يتم إدخال أنبوب تنفس عبر الفم. ويوصّل هذا الأنبوب بجهاز التنفس، الذي يتيح لك التنفس من دون تدخل منك أثناء الجراحة وبعدها مباشرة.

وتُجرى معظم جراحات مجازة الشريان التاجي عبر إجراء شق طويل في الصدر بينما يحافظ جهاز القلب والرئة على تدفق الدم والأكسجين إلى الجسم. وتسمى هذه الجراحة مجازة الشريان التاجي على المضخات.

يقطع الجراح شقاً بوسط الصدر، على طول عظم الصدر، ثم يوسع فتحة القفص الصدري ليُظهر القلب. بعد فتح الصدر، يوقَف القلب مؤقتاً بالأدوية ويحل محله جهاز القلب والرئة لضخ الدم إلى الجسم.

ثم يأخذ الجراح مقطعاً من وعاء دموي سليم، من داخل جدار الصدر في الأغلب أو من الجزء السفلي من الساق، ويربط طرفيه فوق الشريان المسدود وتحته كي تتم إعادة توجيه تدفق الدم حول الجزء الضيق من الشريان المتضرر.

وتشمل الوسائل الجراحية الأخرى التي قد يستخدمها الجراح:

  • جراحة خارِج المضخة أو جراحة القلب النابض. ويتيح هذا الإجراء إمكانية إجراء عملية الجراحة على القلب النابض باستخدام معدات خاصة لتثبيت منطقة القلب التي يعمل عليها الجراح. لكن هذا النوع من الجراحة يمثل تحدياً حيث يظل القلب يتحرك. لذا، فإنه ليس خياراً مناسباً لجميع المرضى.    
  • الجراحة طفيفة التوغل، ويُجري الجراح فيها مجازة الشريان التاجي عبر شقوق صغيرة في الصدر، غالباً باستخدام روبوت وتصوير الفيديو، ما يساعد الجراح على العمل في مساحة صغيرة. يمكن أن تسمى الأنماط المعدّلة من الجراحة طفيفة التوغل بجراحة ثُقبِ المِفتاح أو الوصول عبر منفذ.

وبعد إكمال الرقعة، يعيد الجراح نبضات قلبك، ويفصلك عن جهاز القلب والرئة ويستخدم السلك لإغلاق عظام الصدر. وسيبقى السلك في الجسم بعد شفاء العظام.

بعد العملية

توقع أن تقضي يوماً أو اثنين في وحدة العناية المركزة. سيبقى أنبوب التنفس في حلقك حتى تستيقظ وتصبح قادراً على التنفس بمفردك.

وعادةً ما تبدأ إعادة تأهيل القلب أثناء مكوثك في المستشفى. حيث سيتم منحك برنامجاً للتمارين والتوعية يهدف إلى مساعدتك على التعافي. وستستمر مع برامج خاضعة للمراقبة في العيادة الخارجية حتى تتمكن من اتباع برنامج التعافي في المنزل بأمان.

وفي حال عدم حدوث مضاعفات، من المحتمل أن تخرج من المستشفى خلال أسبوع. وربما تستمر في مواجهة بعض الصعوبات أثناء أداء المهام اليومية أو أثناء المشي لمسافات قصيرة. بادر بالاتصال بطبيبك إذا ظهرت عليك أي من المؤشرات أو الأعراض التالية بعد رجوعك إلى المنزل:

  • الحُمَّى
  • سرعة ضربات القلب
  • الشعور بألم جديد حول جرح الصدر أو تفاقم حدة الألم
  • احمرار حول جرح الصدر أو نزيف أو خروج إفرازات أخرى من جرح الصدر

وتوقع أن تستغرق فترة التعافي من 6 إلى 12 أسبوعاً. وفي حال الحصول على موافقة طبيبك، يمكنك العودة إلى العمل والبدء في ممارسة الرياضة واستئناف ممارسة العلاقة الجنسية بعد مدة تتراوح بين أربعة إلى 6 أسابيع.

النتائج

بعد الجراحة، يشعر معظم الأشخاص بالتحسن وقد يظلون بلا أعراض لمدة تصل إلى 10 أعوام أو 15 عامًا. ومع مرور الوقت، قد يحدث انسداد في الشرايين الأخرى أو حتى الرقعة الجديدة المستخدمة في جراحة تحويل مسار الشريان التاجي، ما يستدعي جراحة أخرى لتحويل مسار الشريان التاجي أو رأب الأوعية التاجية.

وستعتمد نتائجك والنتيجة طويلة الأمد جزئياً على تلقي الأدوية للوقاية من جلطات الدم وخفض ضغط الدم والكوليستيرول والمساعدة على التحكم في مرض السكري. من المهم أيضاً اتباع التوصيات الخاصة بنمط الحياة الصحي والتي تتضمن ما يلي:

  • الإقلاع عن التدخين.
  • اتباع نظام غذائي صحي، مثل الأنظمة الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم.
  • تحقيق وزن صحي والمحافظة عليه.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • السيطرة على التوتر.

*هذه المادة بالتعاون مع مايو كلينك

اقرأ أيضاً:

تصنيفات