الصين تخفف قيود كورونا.. وشي يلمّح إلى سياسة أقل تشدداً

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في قاعة الشعب الكبرى في بكين، الصين، 1 ديسمبر 2022 - REUTERS
الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في قاعة الشعب الكبرى في بكين، الصين، 1 ديسمبر 2022 - REUTERS
بكين -أ ف برويترز

خفّفت عدّة مدن في الصين القواعد الصارمة لمكافحة كورونا، الجمعة، في ظلّ احتجاجات غير مسبوقة شهدتها البلاد أخيراً، للمطالبة بإنهاء القيود، فيما لمّح الرئيس شي جين بينج إلى أن المتحور أوميكرون الأقل فتكاً قد يسمح لبكين بتخفيف قواعد الإغلاق.

وحول لقاء جمع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال وشي في بكين الخميس، قال مسؤول أوروبي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الرئيس الصيني أبلغ ميشال أن "الشعب الصيني يشعر بالإحباط" بعد 3 سنوات من تفشي كوفيد-19".

وبحسب مسؤولين أوروبيين، اقترح ميشال على الرئيس الصيني بأن تحذو الصين حذو أوروبا عبر منح أولوية للتطعيم بدلاً من تدابير الإغلاق للسيطرة على تفشي الوباء.

وزار ميشال، الذي يمثّل الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بكين الأربعاء والخميس والتقى فيها الرئيس الصيني.

وامتدّ الغضب والإحباط الصيني من موقف بكين المتشدّد بشأن مكافحة الوباء إلى شوارع البلاد في نهاية الأسبوع الماضي، في تحرّكات على نطاق لم تشهده البلاد منذ عقود.

في أعقاب ذلك، بدأت عدّة مدن في تخفيف القيود الصحية، عبر التخلّي عن الفحوص اليومية الجماعية التي صارت أساسية في ظلّ سياسة "صفر كوفيد".

واعتباراً من، الجمعة، لن تطلب مدينة تشنجدو (جنوب غرب) نتيجة اختبار سلبية حديثة لدخول الأماكن العامة أو ركوب مترو الأنفاق، ولكن فقط تصريحاً صحياً يؤكد أنّ الأشخاص لم يزوروا منطقة "عالية الخطورة".

إعادة فتح المطاعم

ودعت السلطات الصحية في العاصمة بكين، الخميس، المستشفيات إلى التوقف عن رفض توفير الرعاية في غياب اختبار يرجع تاريخه إلى أقل من 48 ساعة.

وكانت الصين شهدت سلسلة وفيات في ظلّ تأخّر العلاج أو الإنقاذ بسبب الإجراءات الصارمة لمكافحة كوفيد، ولا سيما وفاة طفل يبلغ من العمر أربعة أشهر في الحجر الصحي مع والده.

كما فقدت امرأة حامل من مدينة شيان طفلها في يناير، بعدما رفض المستشفى استقبالها لعدم وجود اختبار كوفيد.

وشكّلت هذه الوفيات صرخة لحشد المتظاهرين، مع نشر منشور يسرد أسماء جميع الذين ماتوا بسبب الإهمال المرتبط بالقيود الصحية. 

في هذه الأثناء، سمحت عدد من المدن الأخرى التي تضرّرت من ارتفاع إصابات فيروس كورونا بإعادة فتح المطاعم ومراكز التسوّق وحتى المدارس، في خروج واضح عن قواعد الإغلاق الصارمة التي سادت إلى الآن. 

الحياة تعود لمنتجعات التزلج

وفي مدينة أوروميتشي عاصمة منطقة شينجيانج (شمال غرب)، حيث أدّى حريق مميت إلى اندلاع أولى التظاهرات، أعلنت السلطات، الجمعة، إعادة فتح محلّات السوبرماركت والفنادق والمطاعم ومنتجعات التزلّج تدريجياً. 

وشهدت هذه المدينة التي يصل عدد سكانها إلى أكثر من أربعة ملايين نسمة واحدة من أطول عمليات الإغلاق في الصين، مع إغلاق بعض الأحياء منذ أوائل أغسطس. 

وأدّى حريق في مبنى سكني في 26 نوفمبر إلى مصرع 10 أشخاص، وتمّ إلقاء اللوم على القيود في تأخير الإغاثة.

حجر صحي في المنزل

وفي تحليل نشرته صحيفة الشعب اليومية التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، أعرب عدد من الخبراء عن دعمهم للإجراءات المتخذة من بعض السلطات المحلية للسماح للحالات الإيجابية بإتمام الحجر الصحي في المنزل.

ويعد هذا تغييراً جذرياً عن القواعد التي كانت سائدة حتى وقت قريب، والتي تتطلّب إدخال المصابين إلى المرافق الحكومية في معظم أنحاء البلاد.

وفي هذا السياق، أعلنت مدينة دونجوان الصناعية (جنوب)، الخميس، أنه ينبغي السماح للأشخاص الذين يستوفون "شروطاً محددة" بإتمام الحجر الصحّي في منازلهم، دون تحديد ماهية هذه الشروط. 

كذلك، طبّقت مدينة شينزن التكنولوجية الكبرى الواقعة أيضاً في الجنوب، سياسة مماثلة الأربعاء. 

على المستوى الوطني، أشار مسؤولون حكوميون إلى أنه يمكن النظر في تخفيف أوسع للسياسة.

من جهتها، أقرّت نائبة رئيس الوزراء سون شونلان، في حديث أمام لجنة الصحة الوطنية الأربعاء، بالخطر المنخفض للمتحورة أوميكرون وتحسين معدّل التطعيم، وفقاً لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا). وقالت إنّ هذا هو السبب في أنّ نهج الصين تجاه الفيروس "يواجه ظروفاً جديدة".

ولم تذكر سون سياسة "صفر كوفيد"، ما أحيا الآمال في أنّ هذه الاستراتيجية التي أربكت حياة الشعب الصيني واقتصاد البلاد طوال ثلاث سنوات، من شأنها أن تُخفَّف قريباً.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات