كشفت دراسة أميركية أن درجات الحرارة المرتفعة للغاية والباردة جداً، تؤدي إلى زيادة خطر الوفاة بين الأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقالت الورقة البحثية التي نُشرت في دورية "سركيوليشن"، إن درجات الحرارة القاسية بنوعيها، أدت إلى زيادة خطر الوفاة بين المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل أمراض القلب الإقفارية (مشاكل القلب الناجمة عن تضيق الشرايين) والسكتة الدماغية، وفشل القلب، واضطراب نظم القلب.
وأشارت إلى أن نسبة الوفيات بين مرضى القلب ارتفعت بنسبة 9.1 لكل 1000 وفاة في الأيام الباردة، فيما جاءت بنسبة 2.2 لكل 1000 في درجات الحرارة العالية.
واستندت النتائج على إحصاءات متعددة لأكثر من 32 مليون حالة وفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية على مدى 4 عقود.
ومع تغيّر المناخ، هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفحص وتطوير استراتيجيات للتخفيف المحتمل من تأثير اضطراب درجات الحرارة على أمراض القلب والأوعية الدموية، وفقاً للقائمين على الدراسة.
ومن بين أمراض القلب والأوعية الدموية التي تم فحصها في الدراسة، تم ربط قصور القلب بأعلى معدل وفيات جرّاء الطقس شديد البرودة. فيما يعاني المصابون بفشل القلب من وفيات إضافية عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة.
أنظمة لتحذير المرضى
ومنذ الستينيات، شكّل انخفاض معدل الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، نجاحاً هائلاً في مجال الصحة العامة، إذ حدد أطباء القلب عوامل الخطر الفردية وكيفية التعامل معها، مثل التبغ، وقلة النشاط البدني، ومرض السكري من النوع 2، وارتفاع ضغط الدم وغيرها.
واكتشف الباحثون كيف يمكن أن تُؤثر درجات الحرارة القصوى على أمراض القلب، والتي تُعد سبباً رئيسياً للوفاة حول العالم، بعد أن قاموا بتحليل البيانات الصحية لأكثر من 32 مليون حالة وفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية حدثت في 567 مدينة في 27 دولة بـ5 قارات، بين عامي 1979 و2019.
ولم تُقدم الدراسة سبباً للارتفاع في أعداد الوفيات نتيجة الطقس المتطرف، إذ قال باحثون إنهم لا يعرفون السبب، لكن يُمكن تفسير ذلك من خلال الطبيعة التدريجية لفشل القلب كمرض، ما يجعل المرضى عرضة لتأثيرات درجة الحرارة.
واقترح باحثون أنه قد تكون هناك حاجة إلى أنظمة تحذير ونصائح موجهة للأشخاص الأكثر تعرضاً لخطر الوفاة لمنع وفيات القلب والأوعية الدموية أثناء درجات الحرارة القصوى.
ويدعو الباحثون المنظمات المتخصصة إلى إصدار إرشادات وبيانات علمية حول تقاطع درجات الحرارة القصوى وصحة القلب والأوعية الدموية، كما أكدوا الحاجة إلى مزيد من العمل لتحديد هذه العلاقات بشكل أفضل في عالم يُواجه تغيرات مناخية حول العالم في السنوات المقبلة، لا سيما في ما يتعلق بكيفية تأثير هذه التغييرات البيئية على أمراض القلب التي تُعد السبب الرئيسي للوفاة عالمياً.
اقرأ أيضاً: