أعلنت وزارة الصحة الصينية، الأربعاء، أنه بات من "المستحيل" تحديد حجم الطفرة الحالية من الإصابات بفيروس كورونا، إذ لم تعد فحوص الكشف إلزامية، في ظل التخفيف المفاجئ للقيود الصحية في البلاد.
وتطال هذه الموجة الجديدة من الإصابات بصورة خاصة بكين البالغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، مع انتشار سريع للإصابات لم تشهده العاصمة منذ بدء تفشي الوباء في نهاية عام 2019.
وأعلنت نائبة رئيس الوزراء سون شونلان أن الحالات "تزداد بسرعة" في بكين، حيث أفادت بعض الشركات عن إصابة 90% من موظفيها.
وقامت الصين الأسبوع الماضي بتليين القيود الصحية الصارمة المفروضة لمكافحة كورونا، والتي كانت تهدف إلى الحد من الإصابات والوفيات.
وأعلنت بصورة خاصة نهاية الحجر الصحي التلقائي في مراكز خاصة للذين تظهر الفحوص إصابتهم، ووقف حملات واسعة النطاق وإلزامية لفحوص "بي سي آر".
ونتيجة لذلك تراجع عدد الأشخاص الذين يبادرون إلى الخضوع لفحص، ما أدى إلى تراجع عدد الإصابات الجديدة حسابياً، ما يعطي انطباعاً خاطئاً بتحسن الوضع الصحي في البلد.
وأكدت وزارة الصحة أن الأرقام الرسمية لم تعد تعكس الواقع.
وأوضحت أن "معظم حاملي الفيروس الذين لا تظهر عليهم أعراض لم يعودوا يخضعون لفحوص (بي سي آر)، ومن المستحيل بالتالي تكوين فكرة محددة عن العدد الحقيقي للأشخاص المصابين".
وبات معظم الناس يجرون الفحوص الذاتية في منازلهم، من غير أن تتمكن السلطات الصحية من إحصاء عددهم.
إن كانت المطاعم والمراكز التجارية والمتنزهات أعادت فتح أبوابها، فإن الحركة تبقى خفيفة في شوارع بكين. ويتلقى العديد من سكان العاصمة العلاج في منازلهم، فيما يخشى آخرون التقاط الفيروس، وتجد المحلات التجارية صعوبة في مواصلة عملها بسبب إصابة موظفيها.
كما يشكو عدد من سكان بكين نقصاً في الأدوية المضادة للرشح والحمى.
وأفاد محرك البحث الصيني "بايدو" عن زيادة في عدد عمليات البحث عن كلمة "إيبوبرافين"، وهو دواء مضاد للحمى والإنفلونزا، بنسبة 430% خلال أسبوع.
وبعد التمسك لوقت طويل بسياسة "صفر كوفيد" المتشددة، تبدو الحكومة اليوم مصممة على مواصلة فتح البلد.
غير أن عواقب هذه الموجة من الإصابات قد تكون شديدة على نظام الاستشفاء، وخصوصاً في المناطق الأقل تطوراً، وقد تؤثر على المسنين الذين لم يتلق الملايين منهم اللقاح الكامل بعد.
وفي وقت سابق الأربعاء، قالت لجنة الصحة الوطنية في الصين، إنها ستتوقف عن نشر عدد الإصابات الجديدة بكورونا غير المصحوبة بأعراض، لأن كثيرين لا يخضعون للاختبار الآن، ما يجعل الإحصاء بدقة أمراً صعباً.
وسجلت الصين 2291 إصابة جديدة بفيروس كورونا مصحوبة بأعراض في 13 ديسمبر. وكانت قد سجلت 7679 إصابة جديدة في اليوم السابق، منها 2315 مصحوبة بأعراض و5364 بدون أعراض.
اقرأ أيضاً: